بعد التسريبات الأمريكية.. ما سر نفي الكرملين التواصل بين ترامب وبوتين؟
مُنذ اللحظات الأولى لتولي رئاسة البيت الأبيض مُجددًا، ما زالت علاقته بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين تتصدر المشهد على الساحة العالمية، ويُتابع عن كثب المراقبين للشأن الأمريكي والروسي تأثير هذه العلاقة على الحرب الروسية والأوكرانية التي اقتربت على عامها الثالث في خضم الوعود الانتخابية لترامب بإنهاء الصراع في ساعات من توليه الحكم.
وعلى وقع علاقة الصداقة بين الزعيمين الأمريكي والروسي، التي تحدث عنها ترامب، كشفت صحيفة «واشنطن بوست» قبل أيام، أن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب أجرى محادثة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وحثه فيها على تجنب تصعيد النزاع في أوكرانيا.
الصحيفة الأمريكية زعمت وفقًا لتصريحات مسؤولين، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حثّ نظيره الروسي فلاديمير بوتين على عدم تصعيد الحرب في أوكرانيا، وذكره بالوجود العسكري الأميركي الكبير في أوروبا، معربًا عن اهتمامه بإجراء مزيد من المحادثات للبحث في إيجاد حل للحرب في أوكرانيا قريبًا.
حزب الله يعلّق على أنباء “التقدم” في محادثات وقف إطلاق النار
وعندما سُئل ستيفن تشيونغ، مدير الاتصالات في مكتب ترامب، عن تفاصيل المكالمة الهاتفية بين ترامب بوتين، قال: «لا نعلق على المكالمات الخاصة بين الرئيس ترامب وقادة العالم الآخرين.. والرئيس ترامب فاز في انتخابات تاريخية بشكل حاسم، والقادة من جميع أنحاء العالم يعلمون أن أمريكا ستعود إلى الصدارة على الساحة العالمية، ولهذا السبب بدأ القادة بتطوير علاقات أقوى معه».
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
ومع هذا الرد الأمريكي، سرعان ما حرج «الكرملين» ونفى على لسان المتحدث باسمه دميتري بيسكوف حصول اتصال هاتفي بين ترامب وبوتين، قائلًا: «هذا غير صحيح تماما، وأنها محض خيال، إنها ببساطة معلومات كاذبة».
وتعليقًا على التسريبات الأمريكية والنفي الروسي، أكد الخبراء في الشأن الروسي في تصريحات لـ«إرم نيوز» أن هناك علاقات جيدة تجمع ترامب وبوتين على إثرها سيكون هناك حوار بشكل غير مباشر، وخاصة بشأن الحرب الروسية الأوكرانية.
وقال الخبراء، إن ما يحدث في كورسك وحشد الأعداد الروسية ما هو إلا تمهيد لإعادتها من سيطرة قوات أوكرانيا لتقوية الموقف الروسي حال دخوله في مفاوضات مع أوكرانيا بزعامة – ترامب – الولايات المتحدة الأمريكية.
بدايةً، قال بسام البني، المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية، إن الرئيس بوتين يرحب بمساعي الرئيس الأمركي المنتخب دونالد ترامب لإنهاء الحرب، لكن فعليًا لم يحدث اتصال بين الزعيمين، وهذا ما نفاه الكرملين وكذلك لم يخرج ترامب ويؤكد ذلك، وأن كل ما في الأمر تقارير نشرتها الصحافة الأمريكية.
ما هي الضمانات الروسية للتفاوض؟
وأكد الخبير في الشؤون الروسية في تصريحات خاصة لـ”إرم نيوز” أن هناك تفاوضًا سيتم بين بوتين وترامب مستقبلًا وهناك رغبة حقيقية من كلا الطرفين لإنهاء الحرب مع التأكيد على الضمانات التي تحصل عليها روسيا والتعامل وفقًا لسياسة الأمر الواقع بعد ضم روسيا للعديد من المقاطعات في شرق أوكرانيا.
وأضاف البني أن روسيا حشدت الآن ما بين 40 إلى 50 ألف مقاتل على جبهة كورسك لتحريريها نهائيًا مع قدوم الشتاء من قبضة الجيش الأوكراني دون أن يكون هناك انسحابًا للجيش الروسي من المقاطعات والأراضي التي سيطرت عليها روسيا في أوكرانيا.
وخلص البني أن روسيا لن تتخلى عن الشروط، التي شنت من أجلها العملية العسكرية في أوكرانيا بشأن تحييد أوكرانيا ومنع انضمامها لحلف الناتو وكذلك منع تمدد حلف الناتو في اتجاه الشرق؛ لأن ذلك يمثل خطرًا كبيرًا على الأمن القومي الروسي.
من جانبه، قال د. نبيل رشوان، المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية، إنه يبدو أن الاتصال الذي تم بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب لم يأت بنتائج واضحة أو تم التوصل خلاله لاتفاق؛ ما دفع الكرملين بنفي وجود اتصالات بين ترامب وبوتين بينما أكدته بعض التسريبات الأمريكية.
وأوضح رشوان في تصريحات خاصة لـ”إرم نيوز” أن الحوار بين وترامب يسير بشكل غير مباشر، حيث أبدى بوتين إعجابه بكيفية تعامل ترامب في اللحظات التي أعقبت محاولة الاغتيال أثناء الحملة الانتخابية لترامب كما وصفة بالرجل الشجاع ،وبالتالي يبدو أن هناك حالة من الحوار وحسن النوايا.
الغارديان: ماسك استخدم منصة “X” لتوجيه الانتخابات الأمريكية
وأوضح د. نبيل رشوان، المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية في تصريحاته، أن الحوار بين كل من بوتين وترامب يسير في طريق غير مباشر من خلال تصريحات الجانبين .
وأشار الخبير في الشؤون الروسية، إلى حديث المستشار الألماني أولاف شولتس عن إمكانية البدء قريبًا في مفاوضات ومباحثات مع روسيا كما دار الحديث عن عودة العلاقات مع الولايات المتحده الأمريكية كما كانت؛ الأمر الذي دفع أورسولا فون ديرل لاين رئيسة المفوضية الأوروبية تتحدث عن زيادة كمية الغاز المستوردة من الولايات المتحدة الأمريكية، حيث أن هناك ثلاث دول أوروبية ما زالت تستورد الغاز الروسي حتى الآن وبالتالي فإن رئيسه المفوضية الأوروبية تتحدث بنوع من المجاملة أن الولايات المتحدة الأمريكية ما يزال لها التأثير القوي وتلعب دور فعال في أوروبا.