بعد تهديده لدول الجوار.. هل يشعل ترامب حرباً عالمية جديدة؟

0

 

في أحاديثه المثيرة للجدل خلال الفترة الأخيرة، كشف الرئيس المنتخب دونالد ترامب عن العديد من التغيرات التي يريد فرضها على الخريطة السياسية خلال فترته الرئاسية الثانية، والتي تهدف إلى تحقيق مكاسب استراتيجية يتطلع إليها من خلال توسيع حدود بلاده.

أطماع ترامب الاقتصادية

من التهديد بالسيطرة على قناة بنما إلى الاستيلاء على جزيرة جرينلاند من الدنمارك، مروراً بتحويل كندا إلى الولاية رقم 51 بأمريكا، تصريحات أشعلت التوتر في العلاقات الخارجية مع حلفاء ترامب من دول الجوار، تعكس رؤيته الاقتصادية القائمة على استغلال موارد الآخرين، والتي يمكن أن يتوسع في تنفيذها لإيجاد مخرجاً من حالة الانكماش الاقتصادي التي يعاني منها العالم في ظل الصراعات والحروب الإقليمية المشتعلة في منطقة الشرق الأوسط.

ترمب يواجه تحدي توحيد صفوف الجمهوريين في ظل غالبية ضئيلة

ويمكن تلخيص المكاسب الاستراتيجية التي يتطلع إليها ترامب من خلال توسيع حدود بلاده في النقاط التالية:

1. السيطرة على قناة بنما

في حال تمكن الرئيس المنتخب من ضم قناة بنما إلى النفوذ الأمريكي، فستضمن بلاده، وفق تحليل نشرته صحيفة «فايننشال تايمز»، استبعاد النفوذ الصيني في بنما والسيطرة على موارد القناة البالغة حوالي 4 مليار دولار، فضلاً عن توفير مليارات أخرى تنفقها الولايات المتحدة مقابل استخدام الممر المائي في نقل البضائع والمعدات العسكرية إلى أمريكا الجنوبية.

2. الاستيلاء على جرينلاند

لخص ترامب دوافعه تجاهها بقوله إنها تهم الأمن القومي الأمريكي، فمن الناحية العسكرية تقع جرينلاند على أقصر طريق من أوروبا إلى أميركا الشمالية، وهي بذلك شديدة الأهمية لنظام بلاده من أجل التحذير من الصواريخ الباليستية، مع إمكانية وضع رادارات هناك لمراقبة المياه بين الجزيرة وآيسلندا وبريطانيا، حيث تعد تلك المياه بوابة للسفن البحرية والغواصات النووية الروسية.

وبحسب شبكة «cnbc»، تتمتع الجزيرة بثرواتٍ طبيعية من المعادن المستخدمة في البطاريات مثل الجرافيت والليثيوم، إلى جانب النفط والغاز الطبيعي، ما جعلها مطمعاً أمريكياً منذ عقود، إذ عرض الرئيس الأسبق هاري ترومان شراء الجزيرة كأصل استراتيجي خلال الحرب الباردة عام 1946 مقابل 100 مليون دولار في صورة ذهب لكن الدنمارك رفضت البيع، وفي عام 2019 جدد ترامب عرض الشراء لكن سلطة جرينلاند والعاصمة «كوبنهاجن» رفضتا البيع.

ويملك الجيش الأميركي وجودًا دائمًا في قاعدة «بيتوفيك» الجوية شمال غرب جرينلاند وفقاً لاتفاق عام 1951 بين الولايات المتحدة والدنمارك الذي نص على حق «واشنطن» في بناء قواعد عسكرية في الجزيرة وحرية نقل قواتها هناك ما دامت أخطرت حكومة «كوبنهاجن» والسلطة الذاتية على أراضيها.

الإدارة السورية الجديدة ترحب «بالإعفاءات الأمريكية»

3. ضم كندا إلى الحدود الأمريكية

إلى جانب الفوائد الاقتصادية والأمنية، تضمن كندا في حال تحقق حلم «ترامب» في الحصول عليها ما يساعده على غلق حدود بلاده أمام المهاجرين وإعفائها من التعريفات الجمركية، بما يساهم في نخفض الضرائب بشكل كبير على حسب قوله في مؤتمر صحفي عُقد يوم الثلاثاء الماضي.

وتعزز الدولة الصديقة في حلف الناتو من الإمكانات العسكرية للولايات المتحدة في مواجهة التهديد الروسي حال وقوع صدام بين القوتين العظميين.

الموقف العدائي الذي يتبناه دونالد ترامب ضد دول الجوار الأمريكي، دفع رؤساء ومسؤولي الدول التي طالتها طموحاته التوسعية إلى الرد الذي لا يدع مجالاً لعقد صفقة تضر أمن وسيادة أراضيهم، فبالنسبة إلى رئيس بنما خوسيه راؤول مولينو، تعتبر القناة المائية جزءًا من التاريخ النضالي لبلاده وهي غير قابلة للتفاوض.

أما رئيس وزراء كندا السابق جاستن ترودو، فأكد أن بلاده لن تصبح جزءًا من الولايات المتحدة على الإطلاق، بينما عقبت وزيرة الخارجية الكندية على تصريحات ترامب باعتبارها تعكس عدم إدراكٍ لمدى قوة كندا، التي «لن تخضع أبدا أمام أي تهديد».

وأمام تلويحه بإمكانية اللجوء إلى القوة العسكرية بدلاً من إبرام صفقات السيطرة على المناطق الاستراتيجية، يكون ترامب أعلن المضي قدماً في مشروعه التوسعي بخطواتٍ تستفز المجتمع الدولي.