بعد سقوط ضحايا وتفاقم الخسائر.. أسباب الانتشار السريع لـ«حرائق لوس أنجلوس»؟ (تقرير)
بعد مصرع 10 أشخاص، بجانب الدمار الواسع الذي لحق بمدينة لوس أنجلوس أكبر مدن ولاية كاليفورنيا، والتي تضم نجوم هوليوود وغيرهم من المشاهير، أثيرت التساؤلات، حول أسباب الحريق، ولماذا طال كل هذا الدمار إحدى أهم المدن الأمريكية.
وهنا تستعرض «المصري اليوم» ما نقلته شبكة «BBC» البريطانية، عن أسباب حجم والانتشار السريع للكارثة، ملخضة إياه في عدة أسباب أبرزها «الأمطار»، ففي هذه الحالة يعتبر المطر عاملا مساعدا في تأجيج الحرائق، إلى جانب التضاريس الجغرافية.
كما تستعرض «المصري اليوم» ما نقلته وكالة «أسوشييتد برس» الأمريكية، من ترجيحات عن أسباب الحريق، حيث رجحت الوكالة الأمريكية أن العامل المتعمد والحوادث المفتعلة يمكن أن يكون لها دورا في الحريق، لكنها أكدت أنه حتى الآن لا يوجد أي مؤشر رسمي ذلك.
ميل جيبسون منتقدا حرائق لوس أنجلوس: «أموال ضرائبنا ذهبت لجل شعر حاكم ولاية كاليفورنيا»
الأمطار
رأى، روري هادن، الباحث في علم الحرائق بجامعة إدنبرة، إن المطر غالبًا ما يُعتبر أمرًا سلبيًا بالنسبة للحرائق، فإذا انهمر المطر خلال الحريق، انطفأ الحريق، لكن هطول الأمطار الذي يسبق الحريق يمكن أن يؤدي إلى نمو كثيف للنباتات، مما يُشكل وقودًا محتملًا.
ويوضح في هذا السياق أن حين يأتي فصل من الطقس الجاف، فإنَّ تلك النباتات تجف بسرعة كبيرة، وتكون بكميات أكبر، مما يؤدي إلى تراكم مزيد من المواد القابلة للاشتعال.
رياح سانتا آنا
اشتدت الحرائق بسبب عاصفة رياح قوية دفعت النيران التي بدأت في سفوح الجبال إلى الغرب من المدينة، وانتشرت بشكل أكبر بسبب النباتات الجافة لتبتلع حي باسيفيك باليساديس بالقرب من سانتا مونيكا.
وأوضح أوضح هادن ذلك، أن الشيء الذي جعل هذه الحرائق كبيرة للغاية هو سرعة الرياح القادمة من وسط صحراء كاليفورنيا، والتي تُعرف باسم رياح «سانتا آنا»، أو«فون»، ويمكن أن تسفر عن اندلاع حرائق الغابات بشكل غير منتظم.
وفي بعض الحالات، قد تكون هذه العواصف الهوائية سببًا في اندلاع الحرائق نفسها، حيث تسفر عن سقوط كابلات الطاقة التي بدورها تتسبب في اشتعال النباتات القريبة.
«تسريح غير مشروط».. تفاصيل الحكم على ترامب في قضية «شراء الصمت»
الشظايا النارية و«الدومينو»
تحمل الرياح معها أيضًا الجمر، المعروف باسم «الشظايا النارية»، هو السبب الرئيسي لتأثر المباني أثناء حرائق الغابات، وفقًا لما قاله هادن، مضيفا:«لا شيء يوقف هذه الشظايا النارية، فهي تتحرك».
ورأى هادن أن المشكلة تكمن في أن «عشرات المنازل غالبًا ما تشتعل في الوقت نفسه بسبب هذه الشظايا النارية، ثم يبدأ كل منزل في إنتاج المزيد من تلك الشظايا، هكذا يحدث (تأثير الدومينو)، حيث تحمل الرياح هذه الشظايا وتنشرها».
وبالإضافة إلى التسبب في أضرار بالممتلكات، فإن الشظايا تُشكل خطراً كبيراً على الأشخاص الذين يتواجدون في طريقها كذلك.
التلال والوديان
تزيد تضاريس المنطقة الجبلية من خطر حرائق الغابات، حيث يغلب على لوس أنجلوس هذه الطبيعة، إذ يقول هادن إن «الحرائق تنتشر بسرعة كبيرة عند صعودها إلى الأعلى، والعناصر الجغرافية مثل الأخاديد والشعاب يمكن أن تجعل الحريق شديداً للغاية بحيث يكون من الصعب، وربما المستحيل، على أي شخص أن يواجهه».
كما تجعل الإجلاء أكثر صعوبة، ففي منطقة بالبساديس، تشكل الطرق الضيقة على التلال تحدياً إضافياً للأشخاص الذين يحاولون المغادرة.
ووفقا لـ«BBC» على الرغم من أنه من المبكر تحديد ما إذا كان لتغير المناخ دور في هذه الحرائق أو مدى تأثيره، إلا أن حرائق الغابات على مستوى العالم ارتبطت بتغير المناخ، فعدد الأيام التي يؤثر فيها الطقس على احتمالية اندلاع الحرائق في تزايد.
الحرائق المفتعلة عمدًا، وأخرى أشعلتها خطوط المرافق.
بحسب وكالة «أسوشييتد برس» الأمريكية، يدرس المحققون مجموعة من مصادر الاشتعال المحتملة للحرائق الضخمة.
وفي منطقة ب«اسيفيك باليساديس» الجبلية الراقية حدد المسؤولون مصدر الحريق الذي اندلع بفعل الرياح خلف منزل في طريق «بيدرا مورادا»، الذي يقع فوق وادي كثيف الأشجار.
ووفقًا للجمعية الوطنية للحماية من الحرائق فإن البرق هو المصدر الأكثر شيوعًا للحرائق في الولايات المتحدة،، إلا أن المحققين تمكنوا من استبعاد ذلك بسرعة، حيث لم تكن هناك تقارير عن وجود صواعق في المنطقة أو التضاريس المحيطة بحريق «إيتون»، الذي بدأ في شرق مقاطعة لوس أنجلوس ودمر أيضاً مئات المنازل.
أشارت «أسوشييتد برس» انه حتى الآن لا يوجد أي مؤشر رسمي على وجود حريق متعمد في أي من الحريقين، ولم يتم تحديد خطوط المرافق كسبب للحريق أيضاً.
ووفقا لما قاله تيري بروسبر، مدير الاتصالات في اللجنة، يُطلب من المرافق العامة إبلاغ لجنة المرافق العامة في كاليفورنيا عندما يعلمون «بحوادث كهربائية يحتمل أن تكون مرتبطة بحرائق الغابات»، ثم يحقق موظفو لجنة «CPUC» لمعرفة ما إذا كانت هناك انتهاكات لقانون الولاية.
واستعرضت الوكالة في هذا السياق، حريق «توماس فاير» في عام 2017، وهو أحد أكبر الحرائق في تاريخ الولاية، والذي اندلع بسبب خطوط كهرباء جنوب كاليفورنيا إديسون، التي تلامست مع الرياح العاتية. وقد أسفر الحريق عن مقتل شخصين وتفحم أكثر من 1140 كيلومترًا مربعًا، وفقًا للتحقيق الذي ترأسه إدارة الإطفاء في مقاطعة «فينتورا».
كما رأت الوكالة أن الحرائق تندلع بسبب مصادر لا تعد ولا تحصى، بما في ذلك الحوادث، ففي عام 2021، تسببت حيلة زوجين للكشف عن جنسهما في نشوب حريق كبير أدى إلى اشتعال ما يقرب من حوالي 90 كيلومتراً مربعاً من الأراضي، ودمر 5 منازل و15 مبنى آخر وأودى بحياة رجل الإطفاء