بعد مغادرة منصبه في أمازون.. بيزوس يخطط لمشاريع أخرى
في عام 2004، كان، جيف بيزوس، مؤسس عملاق البيع بالتجزئة “أمازون”، يقوم بالرد بنفسه على اتصالات خدمة الزبائن في شركته لبيع الكتب، حيث التي كان عمرها آنذاك 10 أعوام.
وبعد 27 عاما، بالضبط من تاريخ تأسيس الشركة (الخامس من يوليو 1994) أصبح بيزوس ثاني أغنى رجل في العالم، فيما أصبحت شركته تساوي 1.7 ترليون دولار أميركي.
بيزوس، الذي يقال إن مهاراته القيادية كانت عصب نجاح شركته، حاز على لقب أول رجل في العالم يتمكن من جمع 200 مليار دولار ثروة شخصية، قبل أن يحصل على الطلاق من زوجته ويذهب لها الكثير من هذه الأموال.
بيزوس الذي تخلى عن “قفص” الزوجية في العام 2019، تنحى رسميا عن منصبة رئيسا تنفيذيا لشركة أمازون في عيد ميلاد شركته الـ27، وتقرر منح هذا المنصب لمعاونه لشؤون الحوسبة السحابية، أندي جاسي.
وفي فبراير الماضي أعلن بيزوس أنه سيتنحى عن منصبه في أمازون قائلا “إنه يريد قضاء المزيد من الوقت في مشاريعه الأخرى”.
مشاكل في طريق بيزوس
لم يبدأ بيزوس من القمة مثل ورثة الأعمال من المليونيرات، لكنه بدأ بشركة بسيطة ركزت على بيع الكتب، ثم استخدمت مهارات تنظيمية فائقة لتصبح أكبر شركة بيع بالتجزئة في العالم.
بيزوس قال في رسالة لموظفي شركته، يعلن فيها عن رغبته بترك منصبه “بدأت هذه الرحلة منذ حوالي 27 عاما، أمازون كانت مجرد فكرة، وليس لها اسم، كان السؤال الذي طرح علي في ذلك الوقت: ما هو الإنترنت؟”.
وطوال رحلته الطويلة، كانت علاقة بيزوس، الذي يوصف بأنه يحمل فكرا “ثوريا” في الإدارة، متوترة قليلا مع القوانين والنقابات، بحسب موقع USA Today، الأميركي وأشارت بيانات نشرها موقع ProPublica عن بيانات دائرة الإيرادات الداخلية لدراسة الإقرارات الضريبية لبعض أغنى الأثرياء في أميركا، إنه في عام 2007، لم يدفع بيزوس، الذي كان مليارديرا بالفعل، أي ضرائب فيدرالية. وفي عام 2011، عندما بلغت ثروته الصافية 18 مليار دولار، لم يدفع أي ضرائب اتحادية، بل وحصل على خصم ضريبي قدره 4000 دولار لأطفاله.
كما أن الشركة تعاني من مشاكل بسبب تعاملها مع عمال المستودعات، وهو أمر تعهد بيزوس بمعالجته.
الرحلة المقبلة
قالت أمازون في بيان إن قرار بيزوس جاء بسبب رغبته في متابعة نشاطات شركاته الأخرى، مثل صحيفة واشنطن بوست، وشركة الفضاء “بلو أوريجين” و”الأعمال الخيرية”.
وسيعمل بيزوس بمنصب الرئيس التنفيذي للمؤسسة، وليس رئيسها العام.
ونقلت شبكة CNN عن محلل التكنولوجيا العالمي، دانيال إلمان، أن “بيزوس سيبقى متمتعا بنفوذ هائل في أمازون بحكم كونه أكبر مساهم فردي فيها”.
وأضاف إلمان إن بيزوس “سيكون أقدر على التركيز على المبادرات والمنتجات والخدمات الجديدة”.
وارتفعت قيمة الشركة بشكل كبير بسبب وباء كورونا الذي سبب الضرر بشركات أخرى، لكن في مقابل ارتفاع الطلب على خدمات الشركة، وأيضا خلق صعوبات متعلقة بالعمل في بيئة الوباء.
ونقلت CNN عن جيمس بيلي، أستاذ تطوير القيادة في جامعة جورج واشنطن “أنا متأكد من أن شخصا ما رأى ميزة تنظيمية كبيرة (ستكسبها أمازون) من هذا التوقيت”.
وفيما خسر بيزوس سلطة القرار، يقول المحللون الاقتصاديون إنه لا يزال يستطيع فرض نفوذه بشكل كبير على عمليات الشركة.
وقال موقع إن بيزوس يستعد حاليا للسفر إلى الفضاء، على سفينة “نيو شيبرد” التي صنعتها شركته الفضائية “بلو أوريجين”.
من هو خليفة بيزوس
ولد خليفة بيزوس، أندرو جاسي، عام 1968، وهو حاصل على الماجستير من جامعة هارفارد المرموقة، بتخصص إدارة الأعمال.
انضم إلى أمازون عام 1997 وأسس خدمة أمازون للحوسبة السحابية AWS عام 2006، وحولها إلى أكبر مزود للخدمة في العالم.
يوصف جاسي بأنه “ظل بيزوس” وشبيهه، وهو مثل رئيسه يركز على مبدأ “الهوس بخدمة الزبائن”، ويقال إن بيزوس حماه من “التعرض للطرد” عام 1997 واصفا إياه بأنه “من أكثر الموظفين إمكانية”، في الشركة.