بعد 6 أشهر من حكم بايدن.. ماذا تغير في السياسة الأمريكية؟

28

مملة ولكنها مهمة، هكذا وصف الرئيس الأمريكي جو بايدن فترة الـ 6 أشهر الأولى من ولايته الرئاسية، فماذا تغير في السياسة الخارجية الأمريكية؟!.

انتهج بايدن في الشرق الأوسط سياسة الانسحاب من الأزمات واختار «لملمة» حقائب بلاده على عجل مع العمل على تخفيض التصعيد، كما أن الملف الفلسطيني لم يشهد حتى اللحظة اختراقا حقيقيا للأزمة، رغم تأكيد إدارة بايدن على ضرورة حل الدولتين.

أما أفغانستان، فتشهد حاليا قرب انتهاء سحب القوات الأمريكية دون الالتفات إلى مخاطر عودة طالبان وسيطرتها على مزيد من رقعة البلاد، وهو نفس النهج الذي يتبعه بايدن سواء في سوريا أو في العراق، حيث تتواصل في البلدين عملية الخروج التدريجي للقوات العسكرية ولكن بوتيرة أقل.

أما الملف الإيراني، فشهد ما وصفه مراقبون بتساهل بايدن مع طهران، بعدما اعتمد سياسة رفع العقوبات عن مسئولين إيرانيين سابقين، بالإضافة إلى إصرار بايدن على محاولات عودة واشنطن إلى الاتفاق النووي من خلال محادثات غير مباشرة مع طهران، وهي محادثات لم تصل لاتفاق حتى الآن، كما قام بايدن برفع ميليشيا الحوثي من قوائم الإرهاب رغم تبعيتها لإيران، حتى إن إدارته لم ترد على الهجمات التي تتعرض لها القوات الأمريكية في العراق على يد الميليشيات التابعة لإيران والتي وصلت إلى أربعة وعشرين هجوما.

وفيما يتعلق بالصين ومحاولة احتواءها، انحصرت سياسة بايدن في تمديد العقوبات التي فرضها سلفه دونالد ترامب، وهي السياسة نفسها التي انتهجها بايدن في التعامل مع روسيا مع رفع حدة الهجوم على نظيره الروسي فلاديمير بوتين.

وعلى مستوى الشراكة مع الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو، عمل الرئيس الأمريكي على إصلاح شراكة واشنطن الاستراتيجية مع حلفاءها التقليديين وعلى المستوى الأممي، اختار بايدن العودة إلى اتفاق المناخ ومنظمة الصحة العالمية بعد انسحاب ترامب منهما.

نهج مختلف

بداية، قال المتحدث السابق باسم الخارجية الأمريكية، أدم إيرلي، إن الرئيس جو بايدن انتهج نهجا مختلف مقارنة بإدارة دونالد ترامب، والدليل على ذلك أنه عمل مع الحلفاء والمنظمات الدولية.

وأضاف إيرلي خلال مشاركته في برنامج “مدار الغد” الذي يذاع عبر شاشتنا أن بايدن سيحفاظ على المصالح الأمريكية في التعامل مع الصين وإيران، موضحا أنه يختلف تماما عن دونالد ترامب في السياسة الخارجية.

خطوات جادة

من جانبه، قال الخبير في الشئون الأوروبية نيكولاس وايت، إن الرئيس بايدن قام بزيارات إلى أوروبا وحلف “الناتو” وتحدث للاتحاد الأوروبي، كما رأينا منه خطوات جادة تكشف النهج الأمريكي عبر الأطلسي.

وأضاف وايت أن هناك الكثير من المشاريع بين روسيا وألمانيا سبق وأن اعترضت عليها الولايات المتحدة، لكن الآن إدارة بايدن لم تعترض على ذلك وشجعت على العلاقات المشتركة بين البلدين.

وأوضح وايت أن هناك تطورات كثيرة تحدث، ونعيش اليوم عالم آخر غير الذي كان في عهد ترامب”.

تردد استراتيجي

وفي السياق، قال رئيس مركز القاهرة للدراسات الاستراتيجية، أحمد المسلماني، إنه لا توجد رؤية أمريكية دقيقة في الشرق الأوسط بدءً من القضية الفلسطينية وصولا إلى الملف الإيراني.

كما أكد المسلماني أن هناك حالة تسمى بـ”التردد الاستراتيجي” في السياسة الأمريكية” في عهد جو بايدن.

كما أوضح المسلماني أن بايدن أفضل من ترامب لأن موقفه واضح تجاه إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية.

وأشار المسلماني إلى أن أداء بايدن يعتبر استمرار لحالة مضت عليها سنين طويلة جمهوريًا وديمقراطيًا من الارتباك في رؤية العالم المعاصر لا سيما في صعود الصين وتشدد روسيا.

كارثة

وقالت الخبيرة الاستراتيجية الجمهورية، أماندا مكي، إن الولايات المتحدة الأمريكية تعيش أوضاعا كارثية، وهناك وضع إنساني متردي على الحدود فضلا عن ارتفاع أسعار السلع وخصوصا اللحوم.

وأضافت أماندا مكي، أن الأسعار ارتفعت بطريقة جنونية في فلوريدا، مشيرة إلى أن بايدن ليس لديه حلول وتجاهل هذه الأزمة، كما أنه لا يعترف أيضا بأن هناك أزمة عند الحدود بسبب الهجرة.

وأوضحت أماندا مكي، أن الحكومة الأمريكية تطالب من المواطنين المكوث في المنزل بدون عمل، وبعض الشركات والمحال التجارية أجبرت على الإغلاق نظرا لعدم وجود عمالة ماهرة بأعداد كافية.

تأهب

وقال الكاتب الصحفي، إيريك هام، إن إدارة بايدن تبذل قصارى جهدها لإصلاح مشاكلها الداخلية والمهمة بالنسبة لها، مشيرا إلى أن الرئيس بايدن يريد الحصول على أموال أكبر ولكن هذا لا يعني أنها ستذهب لوزارة الدفاع.

وأضاف “هام” أن أمريكا تعلم أن الحروب القادمة ستكون إلكترونية سيبرانية، لذلك يطالب بايدن بزيادة المخصصات لرفع قدرات الجيش، ويبدو أن الولايات المتحدة الأمريكية تتأهب لمثل هذه الحروب.