بلينكن: منخرطون في حل قضايا وباء كورونا وتغير المناخ وطموحات إيران النووية
قال وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، لبي بي سي إنّ “أمريكا عادت”، وأنها منخرطة
بشكل كامل في المساعدة في حل قضايا مثل الوباء وتغير المناخ وطموحات إيران النووية.
وفي أول مقابلة دولية له، شدد بلينكن على أهمية التطعيم ضد كوفيد-19 في جميع أنحاء
العالم.
كما انتقد الصين لافتقارها للشفافية في الكشف عن كيفية ظهور فيروس كورونا.
ويعد هذا بمثابة انفصال عن سياسة “أمريكا أولاً” للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
وجاءت تصريحات بلينكن هذه بالتزامن مع اجتماع قادة مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى
في جلسة عبر الإنترنت.
قررت الولايات المتحدة منح 4 مليارات دولار لبرنامج كوفاكس للتطعيم، الذي يهدف إلى تقديم
أكثر من ملياري جرعة للأشخاص في 190 دولة في أقل من عام.
وقال بلينكن: “ما لم يتم تطعيم الجميع في العالم، وحتى يتم تطعيمهم، لن يكون هناك أي
شخص آمن تماماً، لأنه إذا كان الفيروس موجوداً واستمر في الانتشار، فسيتحور مجدداً”.
وأضاف: “وفي حال تحوّر، فسوف يعود ويصيب الناس في كل مكان”.
وقامت الولايات المتحدة حتى الآن بتلقيح أكثر من 27 مليون شخص من سكانها. إلا أنه في العديد
من البلدان الفقيرة، لم يبدأ التطعيم بعد.
كما اتهم بلينكن الصين بعدم مشاركة معلومات قد تلقي الضوء على نشأة فيروس كورونا.
وقضى فريق من المحققين من منظمة الصحة العالمية أربعة أسابيع في الصين في مهمة
لتقصي الحقائق في بداية عام 2021. ومع ذلك، قال خبيران من فريق منظمة الصحة العالمية
بعد ذلك إنّ الصين رفضت اطلاعهم بالكامل على البيانات التي طلبوها.
وقال وزير الخارجية إنّ هناك حاجة إلى نظام أمن صحي أفضل لرصد الأوبئة قبل انتشارها بشكل
كامل.
“يتطلب ذلك من الدول أن تكون شفافة. يتطلب منها مشاركة المعلومات. يتطلب منها إتاحة
وصول الخبراء الدوليين إليها في بداية تفشي المرض – وهي أمور لم نرها للأسف من الصين”.
هل أشار بلينكن إلى تغير في الموقف تجاه إيران؟
نعم. في عهد دونالد ترامب، انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق الذي خففت بموجبه قوى
دولية عقوبات اقتصادية خانقة على إيران، مقابل قيود على أنشطتها الحساسة، لإظهار أنها
لا تطور أسلحة نووية.
وتدرس الولايات المتحدة الآن ما إذا كانت ستنضم مجدداً إلى الاتفاق. وقال الرئيس بايدن يوم
الجمعة إن على الولايات المتحدة العمل مع القوى الكبرى الأخرى لكبح جماح ما وصفه
بطموحات إيران النووية “المزعزعة للاستقرار”.
وقال بلينكن لبي بي سي إن الولايات المتحدة وشركائها الأوروبيين أصبحوا “مجدداً على نفس
الصفحة” في ما يتعلق بإيران.
“الرئيس بايدن كان واضحاً منذ فترة: إذا عادت إيران إلى التزاماتها بموجب الاتفاق النووي،
فإنّ الولايات المتحدة ستفعل الشيء نفسه”.
وأضاف أنّ الولايات المتحدة ستعمل بعد ذلك مع الدول الأخرى لمواجهة إيران في قضايا أخرى
، بما في ذلك نفوذها في المنطقة وبرنامج الصواريخ الباليستية.
ورداً على سؤال من يلدا حكيم، مراسلة بي بي سي، حول كيف سيرد على الاتهامات بأن الولايات
المتحدة قدمت تنازلات لإيران، قال إنّ النهج السابق قد فشل.
وقال: “كان لدينا سياسة في السنوات الأخيرة لما يسمى الضغط الأقصى على إيران والتي لم
تسفر عن نتائج. في الواقع، المشكلة قد تفاقمت. إيران الآن أقرب بكثير إلى القدرة على إنتاج ما
يكفي من المواد، في وقت قصير، لصنع سلاح نووي”.
ماذا عن حقوق الإنسان والأميرة لطيفة؟
سُئل بلينكن كذلك عن قضية الأميرة لطيفة، ابنة حاكم دبي، التي اتهمت عائلتها باحتجازها
كرهينة منذ محاولتها الفرار في عام 2018.
وفي مقاطع فيديو سُجّلت سراً وحصلت عليها بي بي سي، قالت الأميرة إنها تخشى على حياتها.
وأثارت القصة دعوات دولية لإجراء تحقيق من قبل الأمم المتحدة، وقد طلبت وكالة حقوق الإنسان
التابعة للأمم المتحدة من دولة الإمارات تقديم دليل على أنّ الأميرة لا تزال على قيد الحياة.
وقال وزير الخارجية الأمريكي إنّ الولايات المتحدة ستراقب القضية عن كثب، مضيفاً: “في جميع
المجالات، مع الخصوم والمنافسين والشركاء والحلفاء على حد سواء.. نأخذ حقوق الإنسان على محمل
الجد، والرئيس وضعها في صميم سياستنا الخارجية، كما أنّ الدول تتوقع منا متابعة القضية”.
وقالت العائلة المالكة في دبي يوم الجمعة عبر سفارة الإمارات في لندن إنّ الأميرة لطيفة
“تتلقى الرعاية في المنزل”.
لكن لم يتم نشر أي مقطع فيديو أو صورة للأميرة في بيان الأسرة، وهو ما كان يمكن أن يكون
بمثابة دليل على أنها ما زالت على قيد الحياة. كما لم يقدم البيان أي تفاصيل عن حالتها.