اجتمع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بالممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية
والسياسة الأمنية ونائب رئيس المفوضية الأوروبية جوزيب بوريل في بروكسل لمناقشة سبل
تعزيز العلاقة بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وتنسيق الاستجابات للسياسة الخارجية
ذات الأولوية وقضايا الأمن والاقتصاد.
كما التزم المجتمعان بالتعاون في مواجهة التحديات العالمية، بما في ذلك معالجة أزمة المناخ
العالمية ووضع حد لوباء كوفيد-19 وتسهيل الانتعاش الاقتصادي المستدام والدفاع عن القيم
الديمقراطية والحريات الأساسية، بما في ذلك داخل الهياكل متعددة الأطراف.
إطلاق الحوار الثنائي حول الصين
وقرر الجانبان في خلال الاجتماع إعادة إطلاق الحوار الثنائي حول الصين كمنتدى لمناقشة النطاق
الكامل للتحديات والفرص ذات الصلة. وأقرا بالفهم المشترك بأن العلاقات مع الصين متعددة الأوجه
، وتشمل عناصر تعاون ومنافسة وتنافس منهجي.
كما قررا مواصلة الاجتماعات في إطار الحوار على مستوى كبار المسؤولين والخبراء حول مواضيع
مثل المعاملة بالمثل، بما في ذلك في المجالات الاقتصادية، والمرونة وحقوق الانسان والأمان
وتعددية الأطراف، ومجالات المشاركة البناءة مع الصين، على غرار تغير المناخ.
وأكد الوزير بلينكن والممثل السامي بوريل على أن الديمقراطية متعددة الأحزاب وذات المصداقية
وحماية حقوق الإنسان والالتزام بالقانون الدولي مسائل تدعم استقرار منطقة المحيطين الهندي
والهادئ وازدهارها.
وأعرب كلاهما عن سعيهما إلى التعاون لتعزيز طرق الإمداد البحرية وسلاسل التوريد الآمنة
والمستدامة والحرة والمفتوحة وتطلعهما إلى تعميق التعاون مع الشركاء ذوي التفكير المماثل
متى تتقاطع المصالح والنهج.
وناقش المسؤولان أيضا الشراكة بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بشأن العمل المناخي
والعمل بشكل تعاوني لزيادة الطموح العالمي الرامي إلى وضع العالم على مسار صفر انبعاثات
بحلول العام 2050.
ينوي الجانبان العمل معا في منتديات متعددة الأطراف، مثل مبادرة منظمة الصحة العالمية
ومبادرة كوفاكس للتصدي المشترك للتحديات العالمية لوباء كوفيد-19، بما في ذلك من خلال
تسهيل التوزيع العالمي للقاحات الآمنة والفعالة، ومعالجة الآثار الإنسانية وبناء الجهوزية لأي
وباء في المستقبل، بما في ذلك من خلال تعزيز الأمن الصحي العالمي.
أشار الوزير بلينكن والممثل السامي بوريل إلى أن خطة العمل الشاملة المشتركة تبقى إنجازا
رئيسيا للدبلوماسية متعددة الأطراف على الرغم من الصعوبات القائمة، وأعربا عن مخاوفهما
بشأن استمرار تجاوز إيران لالتزاماتها النووية بموجب خطة العمل الشاملة المشتركة وأكدا
دعمهما الكامل لعمل الوكالة الدولية للطاقة الذرية لناحية مراقبة التزامات إيران النووية
بشكل مستقل.
الولايات المتحدة وإيران
وأعاد الوزير بلينكن التأكيد على استعداد الولايات المتحدة للانخراط في دبلوماسية هادفة
لتحقيق عودة الولايات المتحدة وإيران إلى التنفيذ الكامل لخطة العمل الشاملة المشتركة.
ورحب الممثل السامي باحتمال عودة الولايات المتحدة إلى خطة العمل، وأعرب الجانبان عن
دعمهما للجهود الدبلوماسية الجارية واتصالات الممثل السامي مع كافة الشركاء المعنيين
بصفته منسق خطة العمل، وذلك لضمان التنفيذ الكامل لالتزامات رفع العقوبات والبرنامج
النووي لخطة العمل. وأعربت الولايات المتحدة عن استعدادها للمشاركة في مناقشات
موجهة لتحقيق هذه الغاية.
وأشار الوزير بلينكن والممثل السامي بوريل إلى تصميمهما على معالجة سلوك روسيا
بطريقة منسقة، إذ أنه يطرح التحديات، بما في ذلك عدوانها المستمر على أوكرانيا وجورجيا
والتهديدات المختلطة مثل المعلومات المضللة، والتدخل في العمليات الانتخابية والأنشطة
السيبرانية الخبيثة والمواقف العسكرية.
وقرر الجانبان تنسيق استجابتهما لتقلص المساحة المتاحة للأصوات السياسية المستقلة
والمجتمع المدني وحرية الإعلام والاحترام المتضائل لحقوق الإنسان وسيادة القانون في روسيا.
التعامل مع روسيا
وفي الوقت عينه، أعلن كلا الجانبين عن استعدادهما للتعامل مع روسيا بشأن القضايا ذات
الاهتمام المشترك وتشجيعها على التخلي عن نهج المواجهة.
كما قررا مواصلة التعاون الوثيق لتشجيع الإصلاحات الشاملة في دول الجوار الشرقي للاتحاد الأوروبي،
بما في ذلك دول جنوب القوقاز.
وأكد المسؤولان على أن للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي مصلحة مشتركة قوية في أن تكون
منطقة غرب البلقان مستقرة ومزدهرة. وأعادا التأكيد على التزامهما بالعمل معا لدعم المصالحة
وتحسين الحوكمة وبناء المرونة ودفع الإصلاحات الرئيسية لتكامل الاتحاد الأوروبي عبر المنطقة.
ويعد التعاون بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على الأرض أمرا حيويا لإحراز التقدم، بما في
ذلك من خلال الحوار الذي ييسره الاتحاد الأوروبي بشأن تطبيع العلاقات بين كوسوفو وصربيا.
وأكد الوزير بلينكن والممثل السامي بوريل على أن للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي مصلحة
استراتيجية في أن تكون منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط مستقرة وآمنة، وسيعملان جنبا إلى
جنب من أجل تخفيف التصعيد هناك بشكل مستدام. إن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي
مهتمان بتطوير علاقة تعاونية متبادلة المنفعة مع تركيا ومدعومة بسيادة القانون واحترام
الحقوق الأساسية.
أزمة سد النهضة
وأعرب المسؤولان عن قلقهما بشأن استمرار المأساة الإنسانية وانتهاكات وتجاوزات حقوق
الإنسان في تيغراي، وناقشا مجموعة متنوعة من التدابير لدعم وصول المساعدات الإنسانية
بدون عوائق والتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان والتجاوزات ووقف الأعمال العدائية وضمان
انسحاب إريتريا الفوري من الأراضي الإثيوبية.
وناقش المتحدثان موضوع مفاوضات سد النهضة الإثيوبي الكبير، ودعيا كافة الأطراف إلى إبداء
المرونة والتحرك بسرعة لاستئناف المفاوضات المثمرة في الأسابيع المقبلة، كما أعربا عن
قلقهما من زيادة التوترات بين السودان وإثيوبيا، وشجعا البلدين على حل الخلاف بينهما بطرق
سلمية. وناقش المسؤولان أيضا الوضع في الصومال وتوقعا أن يتم التوافق سياسيا على إجراء
انتخابات بدون تأخير.
تعتزم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تكثيف تعاونهما بشأن أفغانستان مع الشركاء
الرئيسيين، وذلك بغرض دفع عملية السلام وضمان الاستقرار والازدهار في البلاد على المدى الطويل
. ويعتبر الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه أكبر الجهات المانحة للمساعدة المدنية لأفغانستان،
بحيث يساهم في الهدف المشترك المتمثل في الاستقرار في المنطقة.
وأعرب الوزير بلينكن والممثل السامي بوريل عن دعمهما لاستمرار التعاون بين حلف شمال
الأطلسي (الناتو) والاتحاد الأوروبي، واتفقا على أن هذين الأخيرين بحاجة إلى طرق جديدة
للعمل معا ومستوى جديد من الطموح لأن التحديات الأمنية المتعددة والمتطورة التي يواجهها
حلفاء الناتو والدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي تجعل التعاون القوي بينهما ضروريا لأمننا المشترك.
وأشار المسؤولان إلى ضرورة أن تظل القدرات التي تم تطويرها من خلال المبادرات الدفاعية
للاتحاد الأوروبي وحلف الناتو متماسكة ومتكاملة وقابلة للتشغيل المتبادل. كما أشارا إلى أن
مبادرات الدفاع الأوروبية يجب أن تعزز المساهمة الأوروبية في الأمن عبر الأطلسي ويمكن أن
توفر فرصا ملموسة للتعاون بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. ودعم المتحدثان المشاركة
الكاملة للولايات المتحدة في مبادرات الدفاع في الاتحاد الأوروبي وتعزيز الحوار حول هذه القضايا.