تجدد التوترات الحدودية بين السودان وأديس أبابا وسط حشود لقوات إثيوبية
تجددت التوترات الحدودية بين السودان وإثيوبيا، مع حديث وسائل إعلام سودانية الثلاثاء عن حشود لقوات إثيوبية في المناطق الحدودية من إقليم أمهرا الإثيوبي، المتاخم لمنطقة “الفشقة” في ولاية القضارف السودانية (شرق).
وثمة نزاع بين الجارتين بشأن السيادة على مناطق حدودية، مع اتهامات متبادلة بينهما بالاستيلاء على أراضٍ في الدولة الأخرى.
ووفق وسائل الإعلام، نشرت إثيوبيا تعزيزات عسكرية في محورين حول معسكرات سودانية تم تشييدها في مناطق “تايا” و”أم دبلو” و”ود العجوز” و”حسكنيت”، بجانب مستوطنة “قطراند” في “الفشقة”.
كما وصلت إلى مدينة “المتمة” الإثيوبية في إقليم أمهرا، المجاور لمدينة “القلابات” السودانية، قوات خاصة من أقاليم الأرومو وبني شنقول والصومال الإثيوبية.
و”القلابات” هي بلدة سودانية حدودية في ولاية القضارف، وتبعد عن مدينة القضارف، مركز الولاية، 157 كيلومترا.
ويفصل بين “القابلات” ومدينة “المتمة” الإثيوبية، على الجانب الآخر من الحدود، مجرى وادي موسمي هو “خور أبو نخرة”، ويبعد عن مدينة “غوندار”، حاضرة إقليم أمهرا، 144 كيلومترا.
وتعتبر “القلابات” إحدى أهم نقاط العبور بين السودان وإثيوبيا.
ومنذ أشهر، فرض الجيش السوداني سيطرته على منطقة “تكراي” وعلى معسكر “خور يابس” داخل “الفشقة الصغرى”، قبالة “بركة نورين”، وهي منطقة سودانية بها وجود عسكري وحكومي خدمي.
كما أعلن، في 5 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، استرداد مساحات زراعية في “الفشقة”، التابعة لمنطقة “القريشة” على الشريط الحدودي المحاذي لإثيوبيا.
وتقع في مدينة القضارف قيادة المنطقة الشرقية العسكرية للجيش السوداني، كما توجد فيها قيادة الفرقة الثانية مشاة.
ويتنشر قطاع شرق في الجيش السوداني في مناطق “الفشقة”، وتوجد عشرات البلدات والقرى في المنطقة الزراعية الخصبة.
ورغم طول الحدود السودانية الإثيوبية المشتركة، والبالغ نحو 1600 كيلو متر، إلا أن الصراع ينحصر في منطقة “الفشقة”.
ونتقسم هذه المنطقة إلى 3 مناطق، هي: “الفشقة الكبرى” و”الفشقة الصغرى” و”المنطقة الجنوبية”.
وتُقدر مساحة منطقة النزاع الحدودي حاليا بحوالي 110 كيلو مترات في ولاية القضارف السودانية وإقليم أمهرا الإثيوبي.
ويشبه سكان “الفشقة” منطقتهم بـ”الجزيرة”، حيث تحيط بها 3 أنهر، هي “ستيت” شمالا، و”عطبرة” غربا، و”باسلام” جنوبا وشرقا.
و”الفشقة” أرض شديدة الخصوبة، تخترقها أنهار موسمية عديدة، وتبلغ مساحتها 251 كيلومترا مربعا.
وفي 15 يناير/ كانون الثاني الماضي، كشف عضو مجلس السيادة السوداني، محمد الفكي سليمان، عن النقاط التي كانت تشهد التواجد الإثيوبي (عسكريين ومدنيين ومزارعين) في منطقتي “الفشقة الكبرى” و”الفشقة الصغرى” قبل أن يستعيدها الجيش السوداني.
وهي 7 مواقع، منها معسكر” العلاو”، على بعد كليو متر واحد جنوب شرق معسكر القوات المسلحة السودانية في “العلاو،” وداخل الأراضي السودانية بحوالي 24 كلم، وفق الخرطوم.
وكذلك معسكر “تومات اللكدي”، وموقع “تبة سربي”، ومعسكر “هلكا عصارة”، ويقع داخل الأراضي السوداني بـ22 كيلو مترا.
ووفق سليمان، استعاد الجيش السوداني في منطقة “الفشقة الصغري” 10 مواقع، منها معسكر “جبل طيارة”، جنوب منطقة الأنفال بحوالي 5 كلم داخل الأراضي السودانية.
بالإضافة إلى معسكر “موقع شرق بركة نورين”، ويبعد حوالي 1 كلم شرق نهر “عطبرة”، و16 كلم داخل الأراضي السودانية، ومعسكر جبل “أبو طيور”، وهو داخل السودان بـ11 كيلو مترا.
واستعاد الجيش السوداني جبل “أبو طيور”، في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، وهو منطقة استراتيجية تتيح للجيش القيام بمناورات واسعة في منطقتي “الفشقة الكبرى” و”الفشقة الصغرى”.