تحذيري مصري.. الخطوات المقبلة في قضية سد النهضة ستكون أكثر خشونة

40

قال الدكتور ضياء الدين القوصي مستشار وزير الري المصري السابق ورئيس قطاع التوسع الأفقي بوزارة الري الأسبق، إن إثيوبيا وصلت لمرحلة شديدة من التعنت والمماطلة قي فضية سد النهضة وأنهم في مجلس الأمن اعتقدوا أنهم فازوا بهذه الجولة، وهم بذلك مخطئون لأن هذه الجولة لم يكن الهدف منها الحصول على قرار مجلس الأمن كما أتصور، ولكن الغرض هو تعريف العالم بما وصلت إليه المفاوضات، واتخاذ إثيوبيا قرار الملء الثاني بشكل منفرد وعدم موافقتها على التوقيع على أي اتفاقية من أي نوع.

وتابع الدكتور ضياء القوصي، خلال مداخلة في برنامج خط أحمر على قناة الحدث اليوم: «إن العالم الان على دراية بهذا الموضوع، ونقل المفاوضات مرة أخرى للاتحاد الإفريقي مهم حيث إن الاتحاد هنا سيعلم أن هذه المرة ليست كالمرات السابقة، فلا بد أن يكون هناك سقف زمني للمفاوضات وإقرار لضرورة الوصول لاتفاق ملزم لجميع الأطراف.

واختتم: «التصريحات المصرية تدل على قرب نفاد صبر المصريين، وأعتقد أن الخطوة القادمة لن تكون من الخطوات الناعمة كما كانت من قبل وستكون أكثر خشونة.

أكد الدكتور محمد عبد العاطي، وزير الري المصري، حرص مصر على استكمال مفاوضات سد النهضة للتوصل لاتفاق قانوني عادل وملزم للجميع يلبي طموحات جميع الدول في التنمية.

وشدد عبد العاطي، خلال زيارته الحالية للكونغو، على ثوابت مصر في حفظ حقوقها المائية وتحقيق المنفعة للجميع في أي اتفاق حول سد النهضة، مشيراً إلى طلب مصر والسودان بمشاركة أطراف دولية تقودها جمهورية الكونغو تشارك فيها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة لدعم منهجية التفاوض بين الدول الثلاث بشكل فاعل، وتعظيم فرص نجاحها، خاصة مع وصول المفاوضات إلى مرحلة من الجمود نتيجة للتعنت الإثيوبي.

وأكد الوزير المصري في الوقت ذاته أن مصر والسودان لن يقبلا بالقرار الأحادي لملء وتشغيل السد الإثيوبي.

زيارة الكونغو

إلى ذلك، ناقش الوزير المصري في الكونغو موقف التعاون بين البلدين والإشارة للعلاقات التاريخية التي تربط بينهما في كافة المجالات.

وصرح عبد العاطي أن مركز التنبؤ بالأمطار الذي سيقام في الكونغو سيحقق الاستفادة من تكنولوجيا المعلومات والبيانات، حيث تم تزويده بأحدث نظم التنبؤ بالأمطار، مما يمكنه من دراسة آثار التغيرات المناخية على البلاد والوقوف على إجراءات حماية المواطنين من العديد من مخاطرها، موضحاً أن مصر قامت بتدريب طاقم المركز الكونغولي على استخدام نظم التنبؤ بالأمطار والفيضان وتحليل الصور الجوية وتشغيل نظم المعلومات الجغرافية والنمذجة الهيدرولوجية وإعداد التقارير الفنية.

نقل الخبرات المصرية

وأشار إلى أن قيام مصر بإنشاء هذا المركز يأتي انطلاقاً من حرصها على نقل الخبرات المصرية في مجال الإدارة المتكاملة للموارد المائية لأشقائها من دول حوض النيل بغرض تعظيم استخدام هذه الموارد، موضحاً أن مصر كانت على مر التاريخ ولا تزال حريصة على تقديم كافة أشكال الدعم لأشقائها الأفارقة، من خلال العديد من مشروعات التعاون الثنائي مع دول حوض النيل خلال السنوات الماضية.

وذكر أن مصر قامت بإنشاء العديد من سدود حصاد مياه الأمطار ومحطات مياه الشرب الجوفية لتوفير مياه الشرب النقية في المناطق النائية البعيدة عن التجمعات المائية مع استخدام تكنولوجيا الطاقة الشمسية في عدد كبير من الآبار الجوفية بما يسمح باستدامة تشغيلها، مشيرا إلى قيام بلاده بإنشاء العديد من المزارع السمكية والمراسى النهرية، وتنفيذ مشروعات لتطهير المجاري المائية والحماية من أخطار الفيضانات بهدف تنمية المناطق المحيطة اقتصادياً واجتماعياً وبيئياً، وخلق فرص عمل وتطوير أحوال الصيد وتقليل مساحات المستنقعات الأمر الذي يؤدي لتقليل الأوبئة والأمراض.

وأكد أن مصر قامت بتمويل وبناء وإعداد الدراسات الفنية لإنشاء السدود، وبما يلبي طموحات جميع الدول في التنمية، مثل سدود جبل الأولياء بدولة السودان وسد أوين بأوغندا وسد روفينجي بتنزانيا، ومشروع سد واو المتعدد الأغراض بدولة جنوب السودان، بالإضافة لتنفيذ العديد من الدورات التدريبية للكوادر الفنية من الدول الإفريقية ودول حوض النيل في مجالات أنظمة الري الحديث وكفاءة استخدام المياه وإدارة المياه الجوفية واستخدام الموارد المائية غير التقليدية وأمان السدود وتقييم الآثار البيئية لمشروعات المياه وهندسة هيدروليكا أحواض الأنهار وإدارة أحواض المياه المشتركة.