«تحركات وكواليس غامضة».. ماذا قال الأسد لوزير الخارجية الإيراني قبل سقوط نظامه؟

16

كشف عباس عراقجي، وزير الخارجية الإيراني، تفاصيل آخر لقاء جمعه قبل أيام بـ بشار الأسد في دمشق، متحدثًا عن رؤيته لأسباب سقوط النظام، وكيف تنظر طهران للتطورات الجارية في سوريا، معتبرًا أن ثمة «تحركات غامضة جرت في جيش الأسد قبل سقوطه»، وأن «أمريكا والكيان الصهيوني» كانا خلف كواليس إسقاطه.

وقال «عراقجي»، في مقابلة مع التلفزيون الإيراني لخصتها وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية «إرنا»، حول التطورات الأخيرة في المنطقة، إن بلاده كانت تعلم «أن هناك مخططًا وراء الكواليس من قبل أميركا والكيان الصهيوني لإحداث مشاكل متتالية في محور المقاومة، وكان هذا المخطط موجودًا دائمًا»، معتبرًا أنه «بعد التطورات في غزة ولبنان، كان من الطبيعي أن تستمر هذه التحركات، ولكن من الناحية الميدانية والمعلوماتية، كان أصدقاؤنا في أنظمة المعلومات الأمنية في بلدنا وفي سوريا على علم تام بالتحركات في إدلب وتلك المناطق»، كما أشار الوزير الإيراني إلى أنه «تم أيضًا نقل جميع المعلومات ذات الصلة إلى الحكومة والجيش السوري».

تحركات غامضة في الجيش

وبشأن لقائه الأخير مع الأسد في العاصمة السورية دمشق، كشف «عراقجي» أن: «بشار الأسد، عندما التقيت به أنا والسيد على لاريجاني مستشار المرشد الإيراني كان متفاجئًا، واشتكى من سلوك جيشه، معتبرا أنه كان من الواضح أنه لم يكن هناك تحليل مناسب للجيش السوري حتى في الحكومة السورية».

وأضاف «عراقجي» أن بشار كان يشعر بالمفاجأة بما يجري من تطورات عسكرية متسارعة، وفي توصيف آخر في ما يبدو لما تحدث عنه من «سلوك للجيش السوري»، وقال «عراقجي»: «في رأيي، الجيش السوري أصبح أسير الحرب النفسية».

وأضاف: «كنا على علم بالمؤامرة المستمرة، حتى إننا عرفنا عدد القوات التي تم تدريبها وتنظيمها، وعندما تمت مراجعة المحادثات نفسها مع بشار الأسد، تأثر هو نفسه بوضع جيشه وفوجئ بعدم وجود حافز في الجيش».

وتحدث عن خطوة أخرى قام بها خلال زيارته لدمشق، قائلا إنه «من باب الدبلوماسية العامة، ذهبت إلى مطعم في دمشق وكان خطابنا هذا موجها للناس العاديين، كما فعلت ذلك في القاهرة، لأن من نخاطبه في النهاية هو الشعب، وهي خطوة لاقت ترحيبا من الشعب السوري».

واعتبر أن ما كان مفاجئا في سوريا أمران، الأول عجز الجيش السوري عن التصدي لهذا التحرك الذي بدأ، والثاني هو سرعة التطورات الحاصلة.

وأضاف «عندما كنت في الدوحة للمشاركة في المنتدى (منتدى الدوحة 2024)، جاءت جميع دول المنطقة للنقاش حول هذه القضية، الدول المهمة في المنطقة كانت حاضرة هناك، وكان لنا لقاء مشترك معهم، وكان سؤال الجميع هو: لماذا تراجع الجيش السوري بهذه السرعة؟ ولماذا كانت مقاومته قصيرة إلى هذه الدرجة؟ هذه السرعة في التطورات كانت مفاجئة للجميع».

ماذا عن مستقبل العلاقات بين ايران وسوريا

وتحدث بشيء من الإسهاب عن العلاقات بين إيران وسوريا خلال الفترة الماضية، قائلا إنها تعود إلى 40 عامًا مضت، وتركزت في 3 مجالات مختلفة، أحدها مجال المقاومة، إذ إن سوريا عضو مهم في محور المقاومة، ولعبت دورًا مهمًا في المواجهة مع الكيان الصهيوني والدفاع عن الفلسطينيين وتحملت كثيرًا من الضغوط ولم تتنازل أبدًا عن هذا الهدف.

وأشار «عراقجي» إلى أن مجال التواصل الثاني بين إيران وسوريا هو قتال «داعش» (تنظيم الدولة الإسلامية)، فقد برز هذا التنظيم كظاهرة إقليمية وخارج الإقليم في وقت ما، وانتشر أولا في العراق ثم امتد إلى سوريا وأثار قلقًا دوليًا.

أما الجانب الثالث فيتعلق -بحسب عراقجي- بالعلاقة بين الحكومة السورية وشعبها ومعارضيها، مؤكدًا أن طهران كانت «توجه الحكومة السورية دائما للحديث مع معارضيها من أجل حل الخلافات بينهم، وتعاونا معهم في هذا الأمر إلى حد النصح والتوجيه، مؤكدًا أنه لم يكن لدى حكومة الأسد سوى القليل من المرونة والسرعة في هذا الاتجاه.
حماس مستعدة للإفراج عن 34 رهينة في “المرحلة الأولى” من اتفاق مع إسرائيل

وأضاف: «الموضوع الداخلي في سوريا، والحوار مع المعارضين أو ربما مواجهتهم، كان يتعلق بالجانب السوري نفسه، وفي النهاية ساعدناهم بالنصح والتشاور والتوجيه».

وعاد فأكد أن هذا الجزء هو «الذي يعاني الآن من مشاكل»، وأن «الجيش السوري لم يؤدّ مهمته بشكل صحيح هنا، ولم يكن من المفترض أبدًا أن نحل محل الجيش السوري لحل مشاكلهم الداخلية وتسويتها».

وجدد التأكيد مرة أخرى أن «حقيقة أن الجيش السوري لم يتمكن من المقاومة على الإطلاق، فأعتقد أن الأمر كان متعلقا بالجوانب النفسية للمسألة، أو ربما هناك كانت قضايا أخرى».

بي بي سي تطلّع على قائمة لـ 34 رهينة تقول حماس إنها مستعدة للإفراج عنهم، وإسرائيل تنفي استلامها

ونوه إلى أن المعارضة أخذت بالاعتبار توقيت تحركاتها الأخيرة في سوريا، مستحضرة «مسألة مواجهة إيران للكيان الصهيوني وانهماك روسيا في أوكرانيا، وكل هذا لعب دورا في حساباتهم».

وأضاف «لكن في رأيي كان العامل الأساسي في نجاحهم في الأيام الأخيرة في سوريا هو الجيش السوري الذي لم يصمد، ولو كان قد قاوم لما سقطت حتى حلب، أقول ذلك بكل ثقة».

كيف سقط حكم الأسد في 12 يومًا؟

وسقط نظام الأسد عقب 12 يومًا من التحركات العسكرية المكثثفة لـ«هيئة تحرير الشام»ـ اللتي أعلنت في 8 ديسمبر الماضي الأحد، السيطرة على دمشق وإسقاط الأسد.

فيما بُث على التلفزيون السوري الرسمي أول بيان للمعارضة السورية بقيادة أحمد الشرع «الجولاني» بعد دخولها العاصمة السورية، وهروب الرئيس السوري بشار الأسد من دمشق متجها إلى موسكو.

ويثير مستقبل سوريا عقب سقوط نظام الأسد المخاوف بشأن مخاوف تقسيمها. وكانت«هيئة تحرير الشام» المجموعة التي قادت إسقاط الأسد في سوريا تابعة لتنظيم القاعدة في السابق، صنفتها الولايات المتحدة وبريطانيا ضمن خانة المنظمات الارهابية لكنها حاولت مؤخرا تقديم نفسها باعتبارها مجموعة معتدلة في محاولة للحصول على الشرعية.