تزايد المخاوف الإسرائيلية من حرب متعددة الأطراف والأسلحة

30

تواصل إسرائيل مناقشة تهديدات وتحذيرات القادة العسكريين والسياسيين تجاه إيران و”حزب الله”، بعد أن فتحت هذه التهديدات النقاش

على مصراعيه حول السياسة الإسرائيلية تجاه طهران، ومدى قدرة الجيش الإسرائيلي على مواجهة حرب سواء من جبهة واحدة أو عدة جبهات.

وخلال اليومين الماضيين، بعد تبادل التهديدات بين إسرائيل وإيران حول احتمال تصعيد عسكري، أجرى مسؤولون كبار في الجيش محادثات

مغلقة حول إمكانية حدوث تدهور أمني في الجبهة الشمالية، وأعلنوا رفع حال التأهب.

وكان لتهديد رئيس أركان الجيش هرتسي هليفي في المؤتمر الذي عقد بجامعة رايخمان في هرتسليا تحت عنوان “الرؤية الاستراتيجية

في عصر عدم اليقين”، تفاعل محلي وعربي ودولي، بعد إعلانه أن “هناك تطورات سلبية ربما تؤدي إلى عمل عسكري من قبل إسرائيل

ضد إيران”، وهو مما أثار الاستغراب بين مسؤولين عسكريين وأمنيين، واعتبره البعض تصريحاً ضبابياً بكل ما يتعلق بما سماه “تطورات سلبية”.

تهديدات ايرانية

الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي يعقوب عميدرور تطرق إلى تصريح هليفي قائلاً “العالم لم يتايغير، لم يكن هناك سوى مؤتمر لا أعرف

لماذا قرر رئيس الأركان أن يقول ذلك، فلا شيء جديداً ولافتاً تجاه إيران”، مضيفاً “هليفي كأي عسكري وأمني آخر يدرك أنه مع الأسلحة

النووية بحاجة إلى ثلاثة أمور مهمة وضرورية، منصات لإطلاق النار، وفي هذا الجانب طور الإيرانيون صواريخهم لفترة طويلة جداً،

ولم يتطرق الاتفاق مع طهران إلى قضية الصواريخ هذه، وكذلك توفير مواد لصنع القنبلة، وإذا قرر الإيرانيون استخدام اليورانيوم المخصب،

وبحسب المصادر المتوفرة باتوا الآن على بعد مسافة قصيرة من التخصيب إلى مستوى عسكري، وهناك من يقول إنهم يعملون على تخصيب

مواد لإنتاج خمس قنابل”، مشيراً في الوقت نفسه إلى التسليح قائلاً “أي تحويل ذلك إلى سلاح ويبدو هنا أن ما قرر رئيس الأركان الحديث

عنه هو مجموعة الأسلحة، لأنه في عالم التخصيب لم يحدث شيء في الآونة الأخيرة، فالإيرانيون يتقدمون شيئاً فشيئاً”.

دون شرعية

تهديدات هليفي وعديد من المسؤولين الأمنيين في المؤتمر أعادت إلى البحث والنقاش مدى قدرة إسرائيل الدفاعية والهجومية في حال

صدق رئيس الأركان بتهديده وشنت تل أبيب هجوماً ضد طهران.

من الناحية الهجومية يرى عميدرور أن إسرائيل قادرة على تنفيذ هجوم لكن “لا يتعلق الأمر بالضرر الذين سيحدثه مثل هذا الهجوم، بل

يجب أن يكون لدينا تقييم له، وبالأساس سيرد الإيرانيون بعدوانية كبيرة، وسيحاولون بكل ما يملكون، كما سيشركون (حزب الله) في إطلاق

النار علينا، وهو ما يتطلب أن نأخذ هذا الموضوع ليس فقط في الاعتبار، إنما بمنتهى الجدية”.

الحرب المحتمة

ولتحديد حديثه في هذا الجانب أضاف عميدرور “في بلد ديمقراطي لا يمكنك الذهاب إلى الحرب من دون شرعية داخلية وخارجية، مع رسائل

مثل تلك التي أطلقها هليفي وغيره يمكن بناء شرعية داخلية، وإذا حدث ونفذ الهجوم فلن يتمكن أحد من القول (لم يتم تبليغنا)، وأعتقد

أن نتنياهو مصمم على اتخاذ مثل هذا القرار، ليس جواباً على سؤال حول ما إذا كان سيقرر، لكنني أعتقد أنه يملك القدرة على القرار”.

وعلى رغم معارضته وانتقاداته تهديدات وتصريحات القيادة الإسرائيلية فإن عميدرور يقف معهم في حملة الترويج واستعراض عضلات

المؤسسة العسكرية، فهو يرى أن لإسرائيل الحق في اتخاذ أي قرار في شأن إيران وتنفيذه من دون انتظار موافقة الأميركيين وغيرهم،

قائلاً

“هذا قرار إسرائيلي، لسنا بحاجة إلى موافقة أميركية لمهاجمة إيران، فإذا استنتجت إسرائيل أن هذا في مصلحتها العليا فستبلغ

الأميركيين في أقرب وقت ممكن بأنها في طريقها إلى تنفيذ الهجوم، ولن تحلق أي طائرة أميركية لإيقاف الطائرات الإسرائيلية، فعندما

هاجمنا في العراق لم يعجب ذلك الأميركيين”.

وتابع عميدرور “لدينا القدرة، صحيح أنها قدرة أقل مما يمتلكها الأميركيون، لكن لدينا القدرة وسنلحق أضراراً جسيمة بالنظام النووي الإيراني”.