تفاصيل تكشف لأول مرة وراء خلاف العائلة المالكة بالأردن
عندما زار الأمير حمزة أقارب مرضى كوفيد-19 الذين لقوا حتفهم بعد نفاد الأكسجين في أحد
المستشفيات، أحدث شرخا داخل العائلة المالكة هز صورة الأردن المستقرة في منطقة مضطربة.
كانت الزيارة التي قام بها في 14 آذار (مارس) إلى مدينة السلط، على حد تعبير أحد كبار المسؤولين
في المؤسسة، “القشة التي قصمت ظهر البعير”، لأنها جاءت بعد ساعات من زيارة الملك عبد الله
للمستشفى وتوبيخ الإدارة علنا للوفيات التسع.
وجاءت زيارة الأمير حمزة المستشفى لتعزية المكلومين قبل ستة أيام من توجه ولي العهد الأمير
الحسين إلى المدينة لفعل الشيء نفسه، وهي خطوة قال بعض المسؤولين إنها سعت لسلب
الأضواء منه.
وتحدثت رويترز إلى أكثر من عشرة من المسؤولين والمسؤولين السابقين والملمين بشؤون القصر
حول الأحداث التي أدت إلى الاتهامات ضد الأمير حمزة. وتحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم
لحساسية الموضوع.
وقال ثمانية مطلعين على الوضع إن زيارة الأمير حمزة سعت لهز صورة أخيه غير الشقيق، ودفعت
السلطات إلى وضعه قيد الإقامة الجبرية واتهامه بالتورط في أنشطة تهدف إلى زعزعة استقرار البلاد.
ورغم أن الملك عبد الله والأمير حمزة أعلنا انتهاء الخلاف، كشفت الأحداث التي وقعت في مطلع
الأسبوع عن صدوع داخل العائلة المالكة التي تشكل صمام الأمان لحماية الأردن من اضطرابات
كتلك التي عصفت بسوريا والعراق.
وكان من المتوقع على نطاق واسع أن يخلف حمزة أخاه عبد الله ملكا للأردن في المستقبل، إلى أن
عين الملك ابنه الحسين وليا للعهد بدلا منه في عام 2004، تماشيا مع تقاليد الأسرة والدستور في
تولي الابن الأكبر للحكم.
ويشعر بعض الخبراء بالقلق من أن يندلع الخلاف مجددا، نظرا للمشاكل الأساسية في الأردن مثل
الفقر والبطالة وتزايد وفيات كوفيد-19 التي قالوا إنها ساهمت في ظهور أوجه التوتر على السطح.
وقال جواد العناني الذي شغل منصب آخر رئيس للديوان الملكي في عهد الملك الراحل الحسين بن
طلال لرويترز “الخصومة العائلية انتهت لكن يتعين علينا معالجة القضايا التي أدت إليها مثل البطالة
وإدارة كوفيد-19 والفقر”.
وأضاف “هذه أسباب… الاحتقان الذي يدفع الناس لخلق أوثانها”.
ولم يتسن الوصول إلى الأمير حمزة للتعليق على أسباب الخلاف والتحدث عن دوافعه لزيارة
أسر الضحايا.
ورفض الديوان الملكي التعليق عندما سئل عما دفع الحكومة للتحرك ضد الأمير حمزة الذي
لم يظهر علنا منذ تفجر الخلاف.