تفاقم الوضع الإنساني للنازحين من شمالي القطاع في مخيمات الجوع والبرد في غزة

0

يواصل الجيش الإسرائيلي بعد مرور أكثر من عام على أحداث السابع من أكتوبر 2023، حربه على قطاع غزة، ويتعرض القطاع لعشرات الغارات الجوية والقصف المدفعي، مع ارتكاب مجازر ضد المدنيين، وسط وضع إنساني كارثي نتيجة الحصار ونزوح غالبية السكان.
ومنذ السادس من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بدأ الجيش الإسرائيلي، عملية عسكرية جديدة في شمال قطاع غزة، ما سبب في نزوح عدد كبير من السكان شمالي القطاع، وسط وضع إنساني كارثي، وكان يعيش في محافظة شمال القطاع نحو 200 ألف فلسطيني قبل بدء العملية العسكرية في شمال القطاع، لكن التهجير القسري أدى إلى نزوح نحو 130 ألف شخص، حسب وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”.

تفاقم الوضع الإنساني للنازحين
ولم يجد المواطنون النازحون من شمال قطاع غزة إلى مدينة غزة، ملاذا يأويهم، وسط ظروف إنسانية ومعيشية قاسية، أجبروا عليها بعد أن اضطروا للنزوح تحت وطأة القصف، وبعدما أن قطعوا مسافة لا تقل عن 15 كيلو مترا مشيا على الأقدام.
وفي مخيم للنزوح في مدينة غزة، تجلس الحاجة تمام الزين، أمام خيمتها، تترقب أخبار عن عائلتها، وتصف الزين الظروف الإنسانية والمعيشية الصعبة للنازحين.

وتقول الحاجة تمام عن رحلة النزوح من شمال قطاع غزة لوكالة “سبوتنيك”:” خرجنا من بيت لاهيا شمال غزة أثناء القصف، والرصاص يمر من فوقنا، وكنا لا نرى بسبب الغبار الكثيف الذي أحاط بنا، بسبب القصف الكثيف، ولا أعرف أين ذهب أولادي وأقربائي، لقد تفرقنا بسبب الغبار الكثيف، ووصلت غزة مع عدد من النازحين، وبعضنا وجد خيمة وبعضنا لم يجد مكان يؤويه، وتجمعت كل 6 عائلات في خيمة واحدة، ولا نستطيع مواجهة الظروف الصعبة التي نمر بها، فالبرد يقتل أجسادنا، ومياه الأمطار تدخل إلى الخيام، وحتى الرمال تدخل إلى الخيمة، والصغار يعانون أكثر من غيرهم”.
لا يوجد دواء ولا طعام، ولا مياه نظيفة، ومنذ أكثر من سنة لم نأكل اللحوم، ونعاني من الذباب والحشرات التي تدخل باستمرار إلى الخيمة، وينام في هذه الخيمة 15 فرد، ولا يوجد سوى 3 فرشات، ولا نعرف إلى متى هذا الحال.

ولم يسمح الجيش الإسرائيلي للنازحين بحمل أمتعتهم أثناء النزوح، ما جعل حياتهم داخل الخيام ومراكز الإيواء صعبة للغاية، وتفتقر إلى أبسط المقومات الإنسانية، ورغم المبادرات الشعبية والخيرية، فإن الإمكانيات المحدودة لا تكفي لسد الاحتياجات اليومية للنازحين.

مجلس التعاون الخليجي يدعو لرفع العقوبات عن سوريا
ويحاول الحاج محمد المصري بجانب خيمته، جعل النار مشتعلة، ووضع مزيد من الأخشاب، التي جمعها حفيده من جوار مخيم النزوح في غزة، لكي تعد زوجته طعام الغداء من بعض المعلبات التي توزع على النازحين.
ويقول الحاج محمد المصري، لـ “سبوتنيك”:” لا يوجد ماء ولا طعام ولا دواء ولا شيء، وأولادي مرضى، ولا توجد أبسط مقومات الحياة، لذلك ماذا ينفع الوصف، الحالة أكبر من أي وصف أو شرح، ولا يوجد من الدول من يشعر بمعاناتنا ويساعدنا، لذلك رسالتي إلى الله، أن يخرجنا مما نحن فيه، ويغير حالنا إلى الأفضل”.
وقال الجيش الإسرائيلي، “إنَّ قواته توسع نطاق عملياتها في شمالي قطاع غزة، وانتقلت من بيت لاهيا إلى غرب بيت حانون”، وأشار الجيش الإسرائيلي إلى أنه قبل دخول القوات إلى غرب بيت حانون “قامت طائراته جنبا إلى جنب مع قصف مدفعي من لواء 215، بمهاجمة أهداف في المنطقة.
حماس وإسرائيل تتبادلان الاتهامات بتعطيل اتفاق الهدنة وإطلاق سراح الرهائن

وأعلنت منظمة أوكسفام غير الحكومية، أنَّ 12 شاحنة مساعدات إنسانية فقط وزعت الغذاء والماء في شمال غزة خلال شهرين ونصف الشهر، داقّة ناقوس الخطر بشأن تدهور الوضع في شمالي القطاع.
وقالت أوكسفام في بيان “إنَّ تأخيرات متعمدة وعمليات عرقلة ممنهجة من جانب الجيش الإسرائيلي أدت إلى تمكين 12 شاحنة فقط من إيصال مساعدات إلى المدنيين الفلسطينيين الذين يتضورون جوعا”.
وتفرض إسرائيل رقابة صارمة على وصول المساعدات الدولية، الضرورية لسكان غزة البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة، وباتت غالبية مناطق قطاع غزة تعاني من أزمة مجاعة جراء ندرة المواد الغذائية وغلاء أسعار الموجود منها.

ويواصل الجيش الإسرائيلي حربه على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وفي اليوم الـ 444 ارتفع عدد القتلى منذ بداية الحرب على القطاع، إلى 45,259 قتيل غالبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة 107,627آخرين.
وفي 7 أكتوبر، شنّ مقاتلون من حماس هجوما على جنوب إسرائيل أدى لمقتل 1200 إسرائيلي، وفقا لبيانات إسرائيلية رسمية، ورداً على هجوم حماس، تعهدت إسرائيل بـ”القضاء” على الحركة، وتقول إسرائيل إن 130 أسيراً ما زالوا محتجزين في غزة، بينهم 30 ماتوا، من إجمالي 250 شخصاً خطفوا في 7 أكتوبر.