تمرد بن غفير يضع نتنياهو أمام خيارات صعبة

4

يمتلك رئيس الوزراء الإسرائيلي ، خيارات محدودة للتعامل مع وزير الأمن القومي، زعيم حزب “عوتسما يهوديت”، إيتمار بن غفير، الذي تسبب بأزمة خلال التصويت على قانون اقترحه الائتلاف الحكومي على الكنيست.

وزير الخارجية السوري: فتح صفحة جديدة مع الاتحاد الأوروبي

وفشل نتنياهو في الحفاظ على انضباط ائتلافه، عقب “تمرد” حزب بن غفير لصالح التعديل على قانون “الأرباح المحتجزة” ضمن ميزانية العام الجديد، حيث أُجبر على الخروج من المستشفى وحضور جلسة الكنيست والتوصل لحل وسط مع الأحزاب الحريدية لتمرير القانون.

لأول مرة.. صادرات مصر من الصناعات الهندسية تكسر حاجز الـ5 مليارات دولار

وإثر ذلك، هاجم رئيس الوزراء الإسرائيلي في بيان غير مسبوق، إيتمار بن غفير، قائلًا: “لا توجد حماقة أكبر ولا تصرف أقل مسؤولية من زعزعة استقرار الائتلاف في هذه المرحلة أو المخاطرة بإسقاط حكومة يمينية”.

أزمات عاصفة
ووفق صحيفة “يسرائيل هيوم” العبرية، فإن “نتنياهو لا يمتلك أي قدرة على ردع بن غفير، وإن استمرار الوضع داخل الائتلاف على ما هو عليه في الوقت الحالي سيؤدي إلى أسبوع عاصف من الأزمات، خاصة أن بن غفير يتصرف بطريقة متمردة ودون أي مسؤولية”.

وأوضحت الصحيفة أنه “بالرغم من ذلك فإن “بن غفير والأحزاب الدينية لا يرغبون بتفكيك الائتلاف الحكومي قبل تنصيب الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب، خاصة أنهم يأملون خلال ولايته بعامين في السلطة”.

وأضافت “لا تمتلك أحزاب الائتلاف الحكومي في إسرائيل بديلًا أفضل بعد أي انتخابات محتملة للكنيست الإسرائيلي، كما أن الوضع في صناديق الاقتراع يشير إلى أنه من الأفضل لهم ألا ينفصلوا، وأن يحاولوا الانسجام فيما بينهم”.

وقالت قناة “كان” العبرية إن “بن غفير يتعمد إذلال نتنياهو أمام جميع أعضاء الائتلاف، واتخذ قرارًا بأن يكون تصويته لأي قانون يطرح في الكنيست خلال الفترة المقبلة مستقلًا”.

وبينت أن نتنياهو يواجه ضغوطًا كبيرة من ائتلافه لمعاقبة بن غفير بطريقة ما، ما يجعل الأزمة معه مستمرة.

خيارات محدودة
ومن الخيارات المحدودة لرئيس الوزراء الإسرائيلي، إقالة بن غفير من منصبه وطرده من الائتلاف، أو سحب بعض الصلاحيات منه، أو التوصل لتفاهمات جديدة مع الحريديم، أو العمل على تفكيك حزب “عوتسما يهوديت”.

ومن شأن اتخاذ نتنياهو قرارًا بإقالة بن غفير حرمان ائتلافه من 6 أعضاء في الكنيست، ما يعني تراجع أغلبيته إلى 62 عضوًا بعد أن كانت 68، وهو ما يجعل مصادر في حزب نتنياهو “الليكود” استبعاد إقدام نتنياهو على ذلك.

ونقلت صحيفة “هآرتس” العبرية عن هذه المصادر قولها إن “نتنياهو لا يثق بوزير الخارجية الجديد جدعون ساعر، مبينةً أن نتنياهو مصر على إبقاء بن غفير في الائتلاف وعدم إقالته ومحاولة تقليص المواجهة معه إلى الحد الأدنى.

ويؤكد الخبير في الشأن الإسرائيلي، عمر جعارة، أن “إقالة بن غفير مسألة مستبعدة من جانب نتنياهو، خاصة مع اقتراب تنصيب ترامب، وعدم رغبة الليكود والأحزاب اليمينية بالذهاب لانتخابات مبكرة للكنيست”.

وقال جعارة، لـ”إرم نيوز”، إن “إقالة بن غفير ستخلق متمردين جددًا داخل ائتلاف نتنياهو، أبرزهم ، الذي سيصبح الشخصية الأكثر تأثيرًا على بقاء الائتلاف، وهو الأمر الذي لا يرغب به رئيس الوزراء الإسرائيلي ومستشاروه”.

وأضاف: “إقالة بن غير ستكون بداية النهاية للائتلاف الحكومي الذي لن يصمد طويلًا، الأمر الذي يدفع نتنياهو للبحث عن خيارات أخرى من أجل معاقبته، والحيلولة دون تمرد أحزاب أخرى داخل الائتلاف خلال الفترة المقبلة”.

سحب الصلاحيات
ومن الخيارات المتاحة لنتنياهو، والأكثر تفضيلًا له، سحب بعض الصلاحيات من بن غفير، بما لا يؤدي لاتخاذ قرار بالانسحاب من الائتلاف الحكومي، وهو الأمر الذي يمكن أن يمثل وسيلة ضغط قوية على الوزير ويدفعه للتراجع عن تمرده.

ووفق جعارة، فإن “مثل هذا الخيار يمكن أن يكون مدعومًا من نتنياهو، الذي يرغب في ترويض وزير الأمن القومي والحيلولة دون انهيار ائتلافه الحكومي، خاصة أنه في مرحلة حرجة للغاية بسبب الملفات العالقة والمتشابكة”.

وبين المحلل السياسي أن “نتنياهو سيسحب بشكل مؤقت جزءًا من صلاحيات بن غفير، كما أنه سيتجاهل مساعي حزبه لتمرير أي قانون في الكنيست، ما يعني تجميدًا غير معلن للاتفاقات الائتلافية، وهو ما سيثير قلق الوزير الإسرائيلي”.

ورأى أن “نتنياهو هو الأقدر على التعامل مع الأزمة الحالية دون التسبب بانهيار ائتلافه الحكومي، أو جعله رهينة بقرارات ومواقف جدعون ساعر الذي كان قبل أسابيع في صفوف المعارضة، ويمكنه العودة إليها”.

تفاهمات جديدة
ومن الخيارات المطروحة أن يقدم نتنياهو على إجراء تفاهمات جديدة مع أحزاب وأعضاء في حزب بن غفير، تمكنه من تفكيك “عوتسما يهوديت”، وهو الأمر الذي يمكن أن ينجح به، خاصة أن زعيم حزب “الصهيونية الدينية” بتسلئيل سموتريتش يرفض هو الآخر سياسات بن غفير.

وقال المختص في الشأن الإسرائيلي، سهيل كيوان، إن “مثل هذا الخيار لم يغب في أي لحظة عن طاولة نتنياهو وحزب الليكود”، مبينًا أنه يمكن لنتنياهو الاتفاق مع الأحزاب الدينية وأعضاء في ائتلاف بن غفير على شكل المرحلة المقبلة ودورهم في أي انتخابات للكنيست.

وأوضح كيوان، لـ”إرم نيوز”، أن “نتنياهو وإن لم يكن لديه القدرة على ضم أعضاء عوتسما يهوديت لقائمة حزبه الانتخابية في أي انتخابات مقبلة بسبب مواقفهم المتشددة، فإنه يمكن أن يتفاهم مع سموتريتش بهذا الشأن”.