حرب غزة تخيّم على أجواء عيد الميلاد في بيت لحم

2

تجمّع المئات في كنيسة المهد في مدينة بيت لحم الثلاثاء لإحياء عيد الميلاد وسط أجواء قاتمة للعام الثاني على التوالي في ظل الحرب المستعرة في غزة.

وللسنة الثانية، لم توضع أي زينة في المكان في غياب السياح والحجاج الذين كانوا يتوافدون إلى بيت لحم في أعياد الميلاد في الماضي، وهي مظاهر تعكس أجواء الحزن السائدة في ظل الحرب المتواصلة بين إسرائيل وحماس في غزة.

لقطة من الجو لأشخاص يزورون سوق عيد الميلاد في دمشق بتاريخ 21 كانون الأول/ديسمبر 2024
لقطة من الجو لأشخاص يزورون سوق عيد الميلاد في دمشق بتاريخ 21 كانون الأول/ديسمبر 2024
© سمير الدومي
وفي ساحة المهد في وسط المدينة الفلسطينية حيث الكنيسة المقامة في الموقع الذي يؤمن المسيحيون بأن يسوع المسيح ولد فيه، كسرت مجموعة من الكشافة الصمت الذي ساد خلال الصباح.

وكُتب على لافتة حملها أحدهم “يريد أطفالنا بأن يلعبوا ويضحكوا” و”أوقفوا الإبادة في غزة الآن”.

واندلعت الحرب في قطاع غزة بعد هجوم مباغت شنته حركة حماس على البلدات الحدودية في جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.

أسفر الهجوم الذي كان الأكثر دموية في تاريخ إسرائيل عن مقتل 1208 أشخاص، بحسب حصيلة لفرانس برس تستند إلى أرقام رسمية إسرائيلية.

وأما العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة التي انطلقت ردا على الهجوم، فأودت بحياة 45338 شخصا، بحسب أرقام وزارة الصحة في القطاع والتي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.

تضاء عادة شجرة ميلاد كبيرة في ساحة المهد، لكن السلطات المحلية فضّلت الابتعاد عن المظاهر الاحتفالية الكبرى للعام الثاني على التوالي.

ويقول رئيس بلدية بيت لحم أنطوان سلمان لفرانس برس “هذا العام قلصنا طقوس الفرح، نريد التركيز على الواقع الفلسطيني ونظهر للعالم أن فلسطين لا تزال تعاني من الاحتلال الإسرائيلي، لا تزال تعاني من الظلم”.

لكن الصلوات، بما فيها قداس منتصف الليل الذي تعرف به الكنيسة، ستقام بحضور بطريرك اللاتين للكنيسة الكاثوليكية. إلا أن الاحتفالات سترتدي طابعا دينيا بخلاف الاحتفالات التي كانت تشهدها المدينة في الماضي.

ورغم الأجواء الكئيبة، يجد بعض مسيحيي “الأراضي المقدسة” البالغ عددهم حوالى 185 ألفا في إسرائيل و47 ألفا في الأراضي الفلسطينية، ملاذا في الصلاة.

ويقول سلمان “عيد الميلاد هو عيد الإيمان.. نصلي ونطلب من الرب أن ينهي معاناتنا”.

وأما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، فوجّه رسالة إلى المسيحيين حول العام شكرهم فيها على دعمهم معركة الدولة العبرية ضد “قوى الشر”.

وقال “وقفتم إلى جانبنا بصمود وبشكل دائم وبقوة في وقت تدافع إسرائيل عن حضارتنا بمواجهة الهمجية”.

– مسيحيو سوريا –

وأما في سوريا، فتظاهر المئات في الأحياء المسيحية من العاصمة دمشق احتجاجا على إحراق شجرة لعيد الميلاد في مدينة السقيلبية ذات الغالبية المسيحية الأرثوذكسية في محافظة حماة بعد أسبوعين على إطلاق فصائل معارضة بقيادة هيئة تحرير الشام هجوما أفضى للإطاحة بنظام بشار الأسد.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن المقاتلين الذين أحرقوا الشجرة أجانب وينتمون إلى فصيل أنصار التوحيد الجهادي.

وقال أحد المتظاهرين ويدعى جورج لفرانس برس “نزلنا لأن هناك الكثير من الطائفية والظلم ضد المسيحيين تحت اسم تصرفات فردية”.

أضاف “إما أن نعيش في بلد يحترم مسيحيتنا وبأمان في هذه الوطن كما كنا من قبل، أو افتحوا لنا باب اللجوء الكنسي حتى نغادر إلى الخارج”.

وخاطب رجل دين يمثل هيئة تحرير الشام سكان السقيلبية بالقول إن مرتكبي هذا العمل “ليسوا سوريين” ومتعهدا بمعاقبتهم.

تعهّدت القيادة الجديدة في سوريا حماية الأقليات الدينية بما في ذلك المسيحيين.

– يوبيل 2025 –

في ألمانيا، خيّم هجوم دموي استهدف سوقا لعيد الميلاد على الأجواء ودفع الرئيس فرانك فالتر شتاينماير لتوجيه نداء لوحدة البلاد.

منذ سقوط الأسد.. تركيا تعلن أعداد السوريين العائدين

أوقف الطبيب النفساني السعودي البالغ 50 عاما طالب جواد العبد المحسن مساء الجمعة في موقع الهجوم في ماغديبورغ في شمال شرق ألمانيا حيث قتل خمسة أشخاص وأصيب أكثر من 200 جريح مساء الجمعة في عملية الدهس.

وقال “الكثير منكم سيكون حزينا خلال فترة عيد الميلاد… يجب ألا تكون الكلمة الأخيرة للحقد والعنف. يجب ألا تفرقنا الانقسامات. لنحافظ على وحدتنا!”.

من جانبه، سيطلق البابا فرنسيس الثلاثاء سنة 2025 اليوبيلية في الكنيسة الكاثوليكية التي يتوقع خلالها أن يأتي أكثر من 30 مليون مؤمن من العالم إلى روما.

وسترفع سنة 2025 اليوبيلية شعار “حجاج الرجاء” فيما يتوقع بأن يدعو البابا الأرجنتيني إلى السلام في عالم يشهد نزاعات، وخصوصا منطقة الشرق الأوسط.

سوريون يجبرون الجيش الإسرائيلي على الانسحاب.. ماذا يحدث في سويسة القنيطرة؟

وأثار البابا امتعاض إسرائيل نهاية الأسبوع بعدما دان “وحشية” الضربات الإسرائيلية في غزة التي تودي بحياة الأطفال.

وتحل سنة اليوبيل في الكنيسة الكاثوليكية كل 25 عاما وتخصص للتوبة وتقام خلالها فاعليات ثقافية ودينية كثيرة من قداديس ومعارض ومؤتمرات وحفلات موسيقية وغنائية.

نقلا عن أ. ف.ب