كشفت مصادر مطلعة، لـ”إرم نيوز”، عن تزوير ميليشيا لجوازات سفر بهدف تهريب ضباط ورجال النظام السوري السابق، الذين وصلوا إلى لبنان، لدول أخرى.
وأوضحت المصادر أن المديرية العامة للأمن العام في لبنان تجري تحقيقات داخلية بشأن تسريب عدد غير معروف من ، ووصولها لعدد من المحكومين والمهربين، بالإضافة إلى وصول القسم الأكبر منها إلى ميليشيا حزب الله.
وأظهرت التحقيقات أن الميليشيا تستخدم هذه الجوازات لتهريب ضباط ورجال النظام السوري السابق، الذين وصلوا إلى لبنان، لدول أخرى، وفق المصادر ذاتها.
كيف غيّر عام 2024 موازين فناني سوريا بعد سقوط النظام؟
وقال العقيد المتقاعد في الجيش اللبناني، جميل أبو حمدان، إنه قبل الحديث عن قضية جوازات السفر البيومترية، لا بد من الإشارة إلى أن حزب الله استطاع خلال السنوات الماضية السيطرة كليًا على مديرية الأمن العام.
وأوضح أن ذلك كان خلال تولي كل من اللواء جميل السيد، واللواء عباس إبراهيم، منصب مدير الأمن العام، لافتًا إلى أنهما معروفين بقربهما من الحزب.
وأضاف أبو حمدان، لـ”إرم نيوز”، أن الوصول إلى المستندات والوثائق وجوازات السفر يعتبر أمرًا سهلًا كون الأمن العام هو الجهة الحكومية المناط بها تسليم جوازات السفر لطالبيها.
ولفت إلى أن حزب الله لجأ طيلة السنوات الماضية إلى تزوير جوازات السفر، واستعملها لتنقل مسؤوليه وعناصره في بعض الدول، وغالبًا ما كان يتم اللجوء إلى انتحال شخصيات مسيحية لإبعاد الشبهات عنهم.
بعد المستشفيات.. قرار سوري جديد بشأن جامعتي تشرين والبعث
وأكد أبو حمدان أن حزب الله استخدم تلك الجوازات لنقل بعض المشتبه بهم والمطلوبين إلى الخارج، لافتًا إلى أن الحزب استحوذ على عدد غير معروف من جوازات السفر، والتي يستعملها حاليًا لتهريب رجال النظام السوري السابق، سواء عسكريين أم مدنيين من رجال أعمال وشخصيات سياسية.
ولفت إلى أن مديرية الأمن العام قامت مؤخرًا بتوقيف عدد من الضباط والمفتشين والعناصر بعد ثبوت تسريبهم لعدد من جوازات السفر، قسم منها تم بيعه إلى تجار مخدرات ومهربين، والقسم الأكبر سلم إلى حزب الله للتصرف به عند الحاجة.
ووفق أبو حمدان، تلقى بعض الموقوفين مبالغ مالية باهظة من محكومين هاربين من العدالة، مقابل حصولهم على الجوازات، وتسهيل سفرهم إما عبر الحدود السورية، أو من خلال مطار بيروت الدولي.
من جانبه، قال الموظف السابق في الأمن العام اللبناني، أحمد العرب، إنه رغم صعوبة تزوير جوازات السفر البيرومترية الجديدة، فإن حزب الله أنشأ بمعاونة كل الموالين له في مديرية الأمن العام منظومة خاصة لتزوير الجوازات، وذلك عبر الحصول على أوراق ثبوتية مزورة بالاشتراك مع مخاتير، يقومون باستبدال الأسماء وأماكن القيد، ودمغها بالأختام الحكومية.
وأضاف العرب، لـ”إرم نيوز”، أنه بعد تقديم الطلبات إلى الأمن العام تُمنح أولوية من خلال إرسالها إلى الشعبة الخاصة، وهي جهة مكلفة بمعالجة طلبات جوازات السفر لمن لا يستطيع القدوم إلى المديرية لأسباب صحية، بالإضافة إلى تسريع المعاملات لبعض السياسيين ورجال الأعمال.
وقال إنه يتم تعبئة النماذج ليصار إلى تعبئة المعلومات على جوازات السفر وتسليمها لأشخاص من خلال توكيلات مزورة، لتختفي بعدها كليًا.
ولفت العرب إلى أن الطريقة الثانية هي تقديم عدد كبير من طلبات الحصول على جوازات السفر، وتقديمها لمصرف لبنان، كونه الجهة المسؤولة عن تخزينها، وبعد نقلها إلى مديرية الأمن العام، يجري تسليمها فارغة إلى الحزب ليتصرف بها عند الحاجة، مؤكدًا أن حزب الله يمتلك تقنيات مشابهة تمامًا للتقنيات الموجودة في المديرية، تمكنه من التصرف بالجوازات بأي وقت.
