حكاية روح ٠٠الروح بقلم المهندس أشرف فؤاد
قصة استوقفتنى ٠٠٠٠٠٠ هل هذا النوع من الحب مازال باقى
ام ٠٠٠٠لا
روح الروح
-بتحبي الكيك ياروح؟؟
تجيب جدتي- روحية- وعلي وجهها ابتسامة طفولية رقيقة
–
– ايوا نعم..وتشيح بيدها في الهواء وهي تتجه ناحية المطبخ بخطواتها الرشيقة ووجهها الاحمر وشعرها الاصفر ينسدل علي جبينها ليزيد جمالها
– وكان جدي يبتسم في صمت وهو ينظر لها في حب كبير وقلبه ينبض بالدعاء لها ان تظل دائما معه نور ينساب في اعماقه فيزيده توهجا…ويعود ليمسك جريدته وكوب الشاي الاخضر الساخن في يده حين يسمعها تقول في عذوبة
– – حالا حبيبي…فين الدقيق؟؟
– ودائما كانت لاتجد دقيقا …ودائما كنا نجد قطع الكيك علي المائدة صباحا عندما نتناول الشاي
– ودائما كنا نتجمع حول جدتي الجميلة لنسرح في زمن الحب والجمال والحلم والخيال ..ونحن نقول في توسل
– – احكي لنا حكاية ياروح
– وكانت ماما روحية ..التي كان يناديها جدو ويدللها بروح الروح..تحكي…احيانا بالانحليزية واحيانا بالفرنسية واحيانا تقول تقول أشياء بالعربية لانفهمها….ولكننا نحب حكاياتها وتعلمنا منها كثيرا…ومازلت انا حتي اليوم احكي لاطفالي كل حكاياتها..
– وكلما اشتاق جدي لطعم الكيك التركي من يدها …كان يسألها نفس السؤال
– – بتحبي الكيك ياروح؟؟
– وتجيب جدتي نفس الاجابة وتذهب الي المطبخ ولاتجد الدقيق…لكننا أبدا لم نفتقده حين يطلبه جدي مهما حدث…ولما سألتها يوما منذ زمن طويل عن ذلك قالت وهي تتنهد في حسرة
– ومنذ ان تزوجته لم ادعه يطلب شيئا..وهو ايضا لم يأمرني بفعل شئ…اااه…كم أحبه ياأحفاد..
– جدي أيضا لم يتوقف يوما عن تقبيلها في جبهتها كل صباح حتي مرض مرضه الاخير..كان يعشقها…وقبل ان يذهبا الي النوم ليلا…كان يضع يده في يدها ويشبكا ايديهما كما لو مانا مازالا صغارا يعشقان ..وكانت أمي تنظر لأبي في خبث كلما راتهما يشتركان معا في اعداد مائدتهما الصغيرة في ركن الحجرة…دائما كانا يخرصان علي تناول طعامهما وحدهما في الركن البعيد وبجوار جدتي – روحية- وردةحمراء..وبجوار جدي نظارته السميكة ومسبحته الصغيرة
– ومرت السنوات ومات جدي…وبقيت جدتي- روح- وحدها في منزلها …وكنا نقول لها كثيرا لتزورنا في بيتنا وكانت ترفض قائلة
– – ياأولاد..انا ياما سافرت ورحت واتمتعت..وانا دلوقت ماليش غير بيتي…تعالوا انتم زوروني
– وكنا نذهب لها في كل مرة ونملأ اها البيت ضجيجا
– ..لكنها لم تشك يوما ولم تغب عنها ابتسامتها قط..لكنها فقط لم تعد تصنع كيكا لنا ولما سألناها يوما قالت وفي عينيها دمعات تنحجر من الالم..
– – بعد- توت- لم يعد لأي شئ اي معني ولا أي طعم
– ومنذ وفاة جدي – ثروت- لم نذق نحن الكيك ولم تعد جدتي تجلس علي المائدة الصغيرة في ركن الحجرة …لكنها كانت تنظر لها في صمت حزين ولاتأكل شيئا…ويوما بعد يوم ضعفت صحتها ولم تعد تقوي حتي علي الوقوف …ومنذ غابت عنا جدتي – روح- الي الابد…لم نعد نسمع غير صوت ابي وأمي وهما يدعوان لهما كل مساء