حنين الإفطار… همسةُ امتنان .. بقلم:الشاعر عبد الغني سيور
حين تقترب ساعة الإفطار، وتبدأ الأرواح تُنصت لدقائق الصمت الأخيرة، يهمس القلب بخفقةٍ تعبق بالشكر:
كم هو جميل هذا الانتظار! ليس جوعاً يُطفأ، بل شوقٌ لرحمةٍ تُسكب، ومغفرة تكتب، ونعمةٍ تُستشعر…
يرد الفكر بصوتٍ هادئ:
في كل تمرةٍ أولى، رسالة حب من السماء… وفي كل رشفة ماء، معنى عميق للرضا والبساطة…
تبتسم النفس، وكأنها تعانق لحظة الامتلاء بروحٍ لا طعام، لحظة يُروى فيها القلب قبل الجسد.
أترى؟ ليس الإفطار نهاية للصوم، بل بداية لامتنانٍ يفيض، ولقاء جديد مع الطمأنينة،
ويمضي الأذان، ويعم المكان دفء من نوع خاص كأن الملائكة تبارك المائدة، وتكتب في كل لقمة حمداً، وفي كل نظرة سلاماً.
ويبقى في القلب يقين ناعم: أنّ أجمل الموائد هي التي تُنبتُ في الروح سكينة… وتُذكّرنا أن الشبع الحقيقي، يسكن في الشكر…