خبراء : جولة بلينكن التاسعة هل تؤدي إلى وقف إطلاق نار في غزة؟

2

أكد خبراء ومحللون سياسيون، أن الزيارة التاسعة لوزير الخارجية الأمريكي للشرق الأوسط، منذ بدء الحرب في غزة، “حاسمة ومهمة للغاية”، مشيرين إلى أن الإدارة الأمريكية تعمل للحيلولة دون فشلها.

ومن المقرر أن يصل بلينكن إلى إسرائيل، اليوم الأحد، في إطار الجهود المكثفة للتوصل لوقف لإطلاق النار في غزة.

يأتي ذلك بالتزامن مع تفاؤل الوسطاء بين طرفي القتال بإمكانية التوصل لاتفاق تهدئة، بالرغم من التحذيرات بشأن بعض الملفات العالقة.

ورأى الخبير في الشأن الدولي، سعيد زيداني، أن “الولايات المتحدة تسعى لتقليص تمدد الحرب في المنطقة، ودخول أطراف جديدة، فيها ما يزيد الأوضاع السياسية والأمنية تعقيدًا، خاصة أن كلفة التصعيد لا يمكن أن تتحمله المنطقة”.

وقال زيداني، لـ”إرم نيوز”، إن “الزيارة الجديدة لبلينكن تحمل كثيرًا من الدلالات السياسية، خاصة أنها تأتي في ظل الأنباء حول التقدم بمفاوضات التهدئة بين حماس وإسرائيل”.

وشدد على أن الهدف الأساسي من الزيارة زيادة الضغوط على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وحكومته.

وأوضح أن “الوزير الأمريكي سيبذل جهودًا استثنائية من أجل ضمان نجاح هذه الزيارة، والتوصل لاتفاق تهدئة بين حماس وإسرائيل، وقد يضطر للتلويح بإجراءات قاسية ضد نتنياهو ووزراء حكومته في حال لم يُتَوَصَّل لاتفاق”.

وأضاف: “فشل زيارة بلينكن يعني الدخول في حرب إقليمية واسعة النطاق، وهو الأمر الذي لا تريده إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن”، مؤكدًا أن هذه الزيارة مختلفة عن سابقاتها، وستدفع مفاوضات التهدئة بين حماس وإسرائيل للأمام.

وتابع: “بتقديري يحمل الوزير الأمريكي رسائل تهديد لإسرائيل وأطراف الصراع جميعهم بالشرق الأوسط بضرورة عودة الهدوء للمنطقة بأي ثمن”، لافتاً إلى أن زيارته قد تتوج بإعلان اتفاق مرحلي التهدئة بين حماس وإسرائيل.

بدوره، عدَّ المحلل السياسي، مصطفى إبراهيم، أن “توقيت الزيارة يمثل إشارة على أن الهدف الرئيس منها دفع الأطراف للتوصل لاتفاق تهدئة ووقف الحرب في غزة”، مبينًا أن إدارة بايدن تعدُّ ذلك هدفًا إستراتيجيًّا يمهد الطريق للانتخابات الأمريكية.

وقال إبراهيم، لـ”إرم نيوز”، إن “بلينكن تعمد بدء زيارته للشرق الأوسط بعد المباحثات التي جرت بين حماس وإسرائيل عبر الوسطاء نهاية الأسبوع الماضي، وذلك من أجل بلورة وجهة نظر أمريكية بشأن التهدئة”.

وأشار إلى أن “بلينكن سيعمل على تقريب وجهات النظر، وتقليص الفجوات بين حماس وإسرائيل، والضغط من أجل التوصل لاتفاق تهدئة ولو كان مرحليًّا”، مؤكدًا أن واشنطن ترفض فشل الزيارة الحالية، وستعمل بالسبل كلها لإنجاحها.

وأضاف أن “الولايات المتحدة استمعت لوجهة نظر الطرفين بشأن التهدئة، ويبدو أنها بلورت خطة بشأن النقاط والقضايا العالقة، وهو ما تعمل على ترويجه حاليًّا”.

ولفت إلى أن أمريكا ترفض تعثر المفاوضات، وتعدُّها الفرصة الأخيرة للحيلولة دون اندلاع حرب إقليمية.

وختم: “من مصلحة الولايات المتحدة تحقيق الهدوء والتوصل لاتفاق إقليمي دولي لوقف إطلاق النار في غزة”، مؤكدًا أن أي اتفاق من هذا النوع تعدى حدود التوافق بين فتح وحماس، وأن فشل الزيارة سيكون له تداعيات كارثية للغاية.