خبراء: خفض الفائدة على الدولار قد يهدئ توتر العلاقات بين ترامب وباول
أثار فوز الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب بالانتخابات الأمريكية، في نوفمبر الماضي، قضية استقلال البنك الفيدرالي الأمريكي، الذي يترأسه حاليًا جيروم باول لفترة تنتهي في منتصف عام 2026 المقبل، إذ يرى ترامب، أن الرئيس يجب أن يكون له كلمة في السياسة النقدية، فضلًا عن أنه يعتقد أن باول عدوًًا أسوأ من الرئيس الصيني، فيما يرى خبراء أن توتر العلاقات بينهما قد تهدأ مع مزيد من السيطرة على معدلات التضخم وخفض الفائدة على الدولار.
الجيش السوري يقول إنه نفذ “إعادة انتشار ” في محافظتي درعا والسويداء
وقال جيروم باول رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي إنه ليس قلقا، من أن تؤدي إدارة دونالد ترامب إلى تآكل استقلال البنك المركزي الأمريكي، رغم هجمات متكررة يشنها الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، على البنك الفيدرالي الأمريكي.
وقال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي إن استقلال مؤسسته محمي بموجب قانون البلاد، وإنها تحظى بدعم واسع من الجمهوريين والديمقراطيين على حد سواء في الكابيتول هيل (كناية عن مجلس النواب الأمريكي).
وأضاف باول في مؤتمر استضافته صحيفة نيويورك تايمز، في وقت سابق من الأسبوع المنتهي، إنه من المفترض تحقيق أقصى قدر من التوظيف واستقرار الأسعار لصالح جميع الأمريكيين والابتعاد تماما عن السياسة، وهناك دعم واسع النطاق لهذه الأفكار في الكونجرس، مؤكدًا في حديثه أنه لا يعتزم الاستقالة، حتى إذا حاول ترامب إقالته.
وتأتي تعليقات باول قبل شهر تقريبًا من عودة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض لفترة ولاية ثانية مدتها 4 سنوات، والذي مارس خلال الحملة الانتخابية، ضغوطًا من أجل منح الرئيس سلطة أكبر في السياسة النقدية – وهي الخطوة التي من شأنها أن تقلب عقودًا من استقلال بنك الاحتياطي الفيدرالي.
ومع ذلك، قال باول، إنه ليس قلقًا بشأن وجود بعض المخاطر التي قد تؤدي إلى خسارة الاستقلال القانوني.
وباول، الذي عينه ترامب في عام 2017 لشغل منصب رئيس اللجنة ثم أعاد الرئيس المنقضية ولايته، جو بايدن، ترشيحه لمواصلة منصبه، قال إنه يتوقع إقامة علاقة بناءة مع الإدارة القادمة، بما في ذلك مع سكوت بيسنت، الذي رشحه ترامب لمنصب وزير الخزانة.
كان بيسنت، مدير صندوق التحوط، قد طرح في السابق فكرة تعيين رئيس ظل لبنك الاحتياطي الفيدرالي، والذي سيُنظر إليه على نطاق واسع باعتباره خليفة لباول قبل انتهاء ولايته في منتصف عام 2026، ومن المرجح أن تحظى إرشادات هذا الشخص بشأن آفاق السياسة النقدية بالأولوية على إرشادات باول، بحيث لن يهتم أحد بما يقوله جيروم باول، كما قال بيسنت في أكتوبر، إلا أن باول استبعد في حديثه الأخير، فكرة تعيين «رئيس ظل» تمامًا، قائلاً: لا أعتقد أن هذا الأمر مطروح للنقاش على الإطلاق، لافتًا إلى أن البنك «يمول نفسه» ويتمتع بـ«استقلالية قانونية قوية».
وبينما حذر خبراء اقتصاديون من أن خطط ترامب لفرض رسوم جمركية شاملة وترحيل المهاجرين وخفض الضرائب قد تؤدي إلى ارتفاع التضخم، مما قد يؤثر على سرعة خفض بنك الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة أو حتى دفعه إلى التفكير في رفع أسعار الفائدة مرة أخرى، أشار باول إلى إن بنك الاحتياطي الفيدرالي عليه أن ينتظر ليرى كيف ستتطور خطط ترامب قبل أن يقوم بتعديلات في السياسة النقدية، لأن القرارات التي يتم اتخاذها في الوقت الحالي، لا تتعلق بالمستقبل الذي يخطط له ترامب، بل تتعلق بما يحدث في الاقتصاد حاليًا.
وخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بالفعل بمقدار 0.75 نقطة مئوية خلال اجتماعيه السابقين إلى 4.5-4.75 % مع تراجع ضغوط الأسعار وتباطؤ سوق العمل، ويناقش صناع السياسات الآن ما إذا كانوا سيقدمون تخفيضًا آخر في وقت لاحق من هذا الشهر.
قوات المعارضة السورية تسيطر على مدينة رابعة وتقترب من حمص
ويقر المسؤولون بأن المزيد من خفض أسعار الفائدة سيكون ضروريا على مدار العام المقبل مع اقتراب التضخم من هدف البنك المركزي البالغ 2%، لكنهم يتوقعون تباطؤ وتيرة التخفيضات العام المقبل مع اقتراب أسعار الفائدة من المستوى المحايد، الذي لا يغذي الطلب ولا يخنقه في أكبر اقتصاد في العالم، وفق تقرير لصحيفة فايننشال تايمز البريطانية.