خفض معدل الفائدة.. تضارب واستغلال مصالح بين ترامب وهاريس

0

وصفت المرشحة الديمقراطية خفض الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي معدل فائدته للمرة الأولى منذ 2020 بـ “الخبر السار للأمريكيين”، وسط حديث عن استغلال المرشحين للانتخابات الرئاسية هاريس وترامب لقرار الخفض سياسيا.

وكان قد خفض الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، الأربعاء، معدل فائدته للمرة الأولى منذ 2020، وذلك بواقع نصف نقطة مئوية بحيث باتت تراوح بين 4,75 و5 %، ويتجه إلى خفض إضافي مماثل بحلول نهاية 2024.

تصريحات متضاربة

وذكرت وكالة “بلومبرغ” في تقرير، أن ترامب وهاريس يسعيان لاستغلال قرار خفض معدل الفائدة سياسيا، حيث أشادت هاريس بالخطوة باعتبارها نعمة لأسر الطبقة المتوسطة، بينما لمح ترامب إلى أن الخفض ربما كان بدوافع سياسية.

وبينت هاريس في بيان لها: “أعلم أن الأسعار لا تزال مرتفعة للغاية بالنسبة لعدة أسر من الطبقة المتوسطة والأسر العاملة، وستكون أولويتي القصوى كرئيسة خفض تكاليف الاحتياجات الأساسية مثل الرعاية الصحية والإسكان والبقالة”.

وأضافت “هذا هو عكس ما قد يفعله دونالد ترامب كرئيس. بينما يقترح المزيد من التخفيضات الضريبية للمليارديرات والشركات الكبرى، فإن خطته ستزيد التكاليف على الأسر بنحو 4000 دولار سنويا من خلال فرض ضريبة على السلع والخدمات التي تعتمد عليها الأسر، مثل الغاز والغذاء والملابس”.

وأظهر بيان كامالا وفقا لـ “البلومبيرغ” أن حل مشكلة التضخم المرتفع – الذي أثر على الأسر الأمريكية بشدة – هو أحد أهم التزاماتها السياسية.

وفي حديثه خلال إحدى محطات حملته الانتخابية في مانهاتن، وصف ترامب الخفض بأنه “رقم غير عادي للغاية”.

وقال ترامب: “أعتقد أن هذا يُظهِر أن الاقتصاد سيئ للغاية، بسبب خفض معدل الفائدة بهذا القدر وهذا لعب سياسي لقد كان خفضا كبيرا”.

وأشار تقرير البلومبيرغ أن التصريحات حول قرار البنك سلط الضوء على كيف يمكن للبنك المركزي أن يؤثر في السباق الرئاسي لعام 2024 قبل سبعة أسابيع فقط من يوم الانتخابات.

كما أكدت التصريحات المتضاربة على المدى الذي أصبح فيه الاقتصاد وأسعار الفائدة بسرعة نقطة محورية في السباق، حيث يسعى كلا الحزبين إلى استخدام هذه الخطوة لتعزيز موقفهما الانتخابي، وفقا لبلومبرغ.

استقلال المركزي الأمريكي

وكان انتقد مرارا رئيس الاحتياطي الفدرالي، جيروم باول، الذي عينه، مشيرا إلى أن قرارات البنك سياسية، وهي اتهامات نفاها البنك المركزي الأمريكي بشدة.

واتهم الرئيس السابق بنك الاحتياطي الفيدرالي بالعمل ضده من قبل وفقا لـ”بلومبيرغ”، حيث انتقد رئيسة البنك آنذاك، جانيت يلين، في عام 2016 لإبقائها على أسعار الفائدة منخفضة خلال حملته الانتخابية ضد الديمقراطية، هيلاري كلينتون.

واقترح ترامب أيضا في الأسابيع الأخيرة أن يكون للرؤساء رأي أكبر في تعامل بنك الاحتياطي الفدرالي مع نسب الفائدة والسياسة النقدية – وهي الخطوة التي من شأنها أن تقلب الممارسة القديمة المتمثلة في استقلال البنك المركزي الأمريكي عن الجهات الفاعلة السياسية، وفقا لبلومبيرغ.

وتجنب الرؤساء الأمريكيون لعقود من الزمان انتقاد بنك الاحتياطي الفيدرالي علنا بشأن أسعار الفائدة. وقال ترامب، الذي كان ينتقد بنك الاحتياطي الفيدرالي بصوت عال أثناء توليه الرئاسة، إنه لن يعيد تعيين باول رئيسا إذا فاز في الانتخابات هذا الخريف.