“خليج أميركا” … ترامب يستميل مواطنيه ويظهر سعيا الى الهيمنة

0

عبر تسميته خليج المكسيك “خليج أميركا”، يسعى الرئيس دونالد ترامب خصوصا إلى استمالة الرأي العام الأميركي، لكنه يظهر أيضا طموحا للهيمنة بحسب خبراء.

ففي أمر تنفيذي أصدره بعد ساعات من عودته إلى البيت الأبيض، وصف ترامب هذا المسطح المائي بأنه “جزء لا يتجزأ من أميركا”، وهو حيوي لإنتاج النفط وصيد الأسماك في الولايات المتحدة، و”الوجهة المفضلة للاميركيين للسياحة والأنشطة الترفيهية”.

وسارع خفر السواحل الأميركيون الى استخدام عبارة “خليج أميركا” في بيان، ومثلهم حاكم ولاية فلوريدا الجمهوري رون ديسانتيس.

قناة بنما و اتهامات ترامب للصين

واعتبر الخبير البيئي أندرو ثالر أن ما أعلنه ترامب “سخيف”، والأرجح أن يتجاهله المتخصصون في الشؤون البحرية.

ويملك الرئيس الأميركي صلاحية إعادة تسمية أماكن أو مواقع في الولايات المتحدة، كما سبق أن فعل دونالد ترامب مع جبل ماكينلي في ألاسكا.

وتدارك ثالر مؤسس شركة “بلاكبيرد بيولوجيك” والمستشار العلمي والبيئي: “رغم ذلك، فإن خليج المكسيك مساحة مائية تحاذي بلدانا عدة وتضم جيوبا من أعالي البحار”.

واضاف “ليس هناك سابقة فعلية لرئيس أميركي أعاد تسمية معالم جيولوجية ومائية دولية، وأي محاولة لإعادة تسمية خليج المكسيك ستكون بحت رمزية”.

في دافوس.. خطاب مرتقب لترامب أمام قادة الأعمال والسياسة

– “أميركا المكسيكية” –

سخرت الرئيسة المكسيكية كلوديا شينباوم من خطوة ترامب، مقترحة إعادة تسمية الولايات المتحدة “أميركا المكسيكية”، وذلك خلال وقوفها أمام خريطة للعالم تعود الى القرن السابع عشر وتظهر جزءا كبيرا من منطقة أميركا الشمالية باسم “أميركا المكسيكية”.

وقالت رئيسة المكسيك الثلاثاء “بالنسبة إلينا، لا يزال (اسم المنطقة) خليج المكسيك، وكذلك بالنسبة الى العالم”.

تقوم المنظمة الهيدروغرافية الدولية التي تأسست قبل قرن ومقرها في موناكو، بمسح للبحار والمحيطات في كل انحاء العالم حتى باتت بمثابة سلطة مكلفة توحيد التسميات المستخدمة في المياه الدولية.

ولدى الأمم المتحدة أيضا مجموعة خبراء في مجال التسميات الجغرافية. ومن المقرر أن يبدأ اجتماعهم المقبل في 28 نيسان/أبريل.

وتساءل مارتن ليفنسون، الرئيس الفخري لمعهد التسميات العامة، عما إذا كان ترامب سيستغل نفوذه السياسي لمحاولة إقناع الدول الأخرى، وقال “هل يريد حقا إجبارها على أمر ثانوي مماثل؟”.

واضاف “أرى أن الميزة السياسية الناجمة عن ذلك تكمن في الرأي العام الذي يخاطبه، قائلا أمامه إننا وطنيون وهذه بلادنا، ولن نسمح بأن تستحوذ دول أخرى على التسمية”.

ولكنه شكك في أن تحذو دول أخرى حذو الرئيس الأميركي.

– طابع دعائي –

والنزاعات حول التسميات الجغرافية أمر مألوف في العالم.

فكوريا الجنوبية مثلا لا تحبذ استخدام تسمية “بحر اليابان” وتفضل الاشارة الى “بحر الشرق”.

وفي الشرق الأوسط، قد يكون ترامب أثار استياء الإيرانيين خلال ولايته الأولى عندما تحدث علنا عن “الخليج العربي” للاشارة الى المسطح المائي الغني بالنفط والمعروف الذي تسميه إيران وبعض الأطراف الأخرى “الخليج الفارسي”، علما أن المنادين بالقومية العربية يسعون الى تغيير هذه التسمية منذ عقود.

ورأى جيري كيرنز، أستاذ الجغرافيا في جامعة ماينوث في أيرلندا، أن إعلان ترامب نوع من “استعراض جيوسياسي” ويتخذ طابعا دعائيا لكنه ينطوي أيضا على توجه ايديولوجي.

وفي رأيه أن توعد ترامب أيضا بالاستيلاء على قناة بنما هو بمثابة استعادة لمبدأ مونرو، أي إعلان الولايات المتحدة العام 1823 أنها ستهيمن على القارة الأميركية.

وقال “عبر المطالبة بالحق في إجبار الآخرين على استخدام التسمية التي يختارها، فإن ترامب يؤكد نوعا من السيادة على مساحة مائية دولية”.