خليل حمادة يكتب: عايده عيد

4

في فسحة الحرف حيث تُصاغ المعاني من شغاف الروح، وحيث تتهادى الكلمات كأنها أنفاس الكون،
يطلُّ ( تقاسيم المقام ) للشاعرة عايدة عيد، ليس كتاباً فحسب، بل إشراقات تأملية تفيض من معين الفكر والوجدان، كأنها ناي يبثّ أنغامه في صمت الليل، أو كأنها وترٌ مشدود بين الفلسفة والإحساس، يرتعش كلما داعبته ريح البوح…

وما كان لهذا الوليد الأدبي أن يرى النور إلا في أرض الكنانة، حيث تتراكم الحكايات كالغيم في فضاء النيل،
وحيث المعنى يكتسب قدسيته بين جنبات معرض القاهرة الدولي للكتاب، وكأن الكلمة إذ تولد هناك، تتعمد في نهر الزمن، فتصبح خالدة …

عايدة، أنتِ لا تكتبين، بل تنسجين خيوط نور تمتدّ بين القلب والعقل، بين الصدى والصوت، بين العابر والخالد، وكأنكِ تبنين بيديكِ مقامًا من الحروف، يتردد صداه في ذاكرة الأبد،
مبارك لكِ هذا النبض الجديد، وهذه الرحلة التي لن تتوقف عند كتاب، بل ستظل كخطى الريح، لا تُرى ولكنها تُحسّ في أعماق من يقرؤون.