دبلوماسي سابف : حان الآن وقت حل الدولتين وظهور دولة فلسطينية يعني تغييراً في الخارطة الجيوستراتيجية

0

قال الوزير والسفير السوري السابق، الدكتور مهدي دخل الله، إن إسرائيل تحاول منع حدوث تغييرات جيوسياسية في المنطقة، بمعنى قيام دولة فلسطينية مستقلة في الضفة والقطاع، وهذا ما يريده العالم كله، بما فيه الولايات المتحدة الأمريكية.
وأكد الدكتور دخل الله في حديث خاص لــ”سبوتنيك” أنه “حان الآن وقت حل الدولتين، فظهور دولة فلسطينية يعني تغييراً في الخارطة الجيوستراتيجية، لأن هذه الدولة كانت غير موجودة، فإسرائيل تحاول منع هذا التحول، وتسعى إلى حرب واسعة لطمس القضية الفلسطينية وتوجيه اهتمام العالم نحو الحرب بين العرب وإيران من جهة، والعرب وإسرائيل من جهة أخرى”، مضيفاً أن ما ينتظر الشرق الأوسط هو قيام دولة فلسطينية، إذ يريد العالم كله ذلك، وهذه الولادة صعبة بكل تأكيد، فالمقاومة تعاني، وإسرائيل تحاول الوقوف في وجه مشروع الدولة الفلسطينية، لكن يبدو أنه في النهاية أن المولود رغم الصعوبات سيخرج إلى الحياة في إطار دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة.
القطب الواحد انتهت صلاحيته التاريخية
وأوضح الباحث الاستراتيجي “أننا نشهد نهاية عصر القطب الواحد، فعصر القطب الواحد انتهت صلاحيته التاريخية، وقد بدأ ينهار عندما واجهت سوريا في 2011 مشروع القطب الواحد للسيطرة عليها، في وقت لم يكن أحد حينها يواجه هذا القطب”، مشيراً إلى أن “المسألة تطورت بعد ذلك ونشأ ما يسمى “محور الاستقلال” الذي يواجه القطب الواحد ويسعى إلى نظام عالمي جديد أكثر توازناً، وهنا نتحدث عن روسيا بالمقام الأول والصين وفنزويلا وكوريا الشمالية وإيران وسوريا وغيرها من الدول التي تسعى لتعزيز استقلال الدول بمعنى القضاء على نظام القطب الواحد، ومؤكداً أن ذلك أصبح ضرورة طبيعية لأن القطب الواحد ضعف كثيراً في الآونة الأخيرة وأصبح على وشك التحول إلى نظام عالمي جديد، وبدأ هذا التحول عمليا في عام 2012 عند اتخاذ أول فيتو روسي صيني في مجلس الأمن ضد مشروع أمريكي، عندها بدأت نهاية القطب الأوحد في مجلس الأمن والسبب الأساسي هو مواجهة سوريا عدوان الناتو عليها مع الإرهابيين في 2011″.
قادة دول مجموعة السبع يشاهدون هبوط المظلة في نادي سان دومينيكو للغولف في اليوم الأول من قمة قادة العالم لمجموعة السبع، في بورجو إجنازيا، جنوب إيطاليا – سبوتنيك عربي, 1920, 10.10.2024

ولفت الدكتور دخل الله إلى أنه “بالنظر إلى تاريخ صراع إسرائيل مع دول المنطقة منذ 1947 نجد أن الكفة كانت دائماً لصالح إسرائيل بشكل مطلق، لكن الآن التوازن أصبح أفضل لصالح العرب رغم أن إسرائيل بدعم أوروبي وأمريكي ما زالت دولة قوية جداً، لكن التوازن يتعدل خطوة خطوة لصالح محور المقاومة، فالإسرائيليون كانوا يستطيعون الوصول إلى بيروت متى شاؤوا، لكنهم الآن لا يستطيعون التقدم لأمتار في جنوب لبنان، وهذا يؤكد أن لبنان أصبح عصياً على أي اجتياح إسرائيلي”، مضيفاً أن “إسرائيل في الحروب السابقة كلها كانت أراضيها محمية، لا أحد يجرؤ على ضرب الأراضي الداخلية في فلسطين المحتلة، لكن الآن أصبحت كالأراضي الأخرى تأتيها الصواريخ من كل مكان سواء من إيران أو من محور المقاومة”.