دبلوماسي مصري سابق: قضايا ثنائية وإقليمية على طاولة لقاءات السيسي في “قمة بريكس”

1

 

تعقد، اليوم الثلاثاء، فعاليات اليوم الأول لقمة مجموعة “بريكس” في مدينة قازان الروسية، التي تستمر حتى 24 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
تشارك في القمة 36 دولة، منها 22 على مستوى الرؤساء، إضافة إلى قيادات 6 منظمات دولية.
توجه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم الثلاثاء، إلى روسيا الاتحادية، للمشاركة في قمة تجمع دول “بريكس”، المنعقدة في مدينة “قازان”، وهي القمة التي تشهد، للمرة الأولى، مشاركة مصر كعضو في التجمع، منذ انضمامها رسمياً له مطلع العام الجاري.
تعقيبا على مشاركة مصر للمرة الأولى، قال السفير رخا أحمد حسن، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، إن “بريكس”، أصبحت من أكبر التجمعات الاقتصادية العالمية المهمة المؤثرة، التي تقوم على التنسيق.
وأضاف في حديثه مع “سبوتنيك”، أن مجموعة “بريكس” تضم مجموعة الدول التي تمثل نسبة كبيرة من الإنتاج العالمي ما يمنحها قوة في التأثير عالميا.
وأوضح أن القمة تمثل أهمية للدول الأعضاء، حيث يتم عرض الفرص الاستثمارية والخطط الاقتصادية والبرامج والفرص المتاحة لديها، وهي الجوانب التي سيقدمها الرئيس السيسي في خطابه خلال القمة.

بشأن اللقاءات المرتقبة للرئيس السيسي خلال القمة أوضح حسن “أن اللقاءات على هامش القمة لا تقل أهمية عن اللقاء العام الذي يقدم فيه بعض التفاصيل بشأن الفرص البرنامج الاقتصادي والفرص الاستثمارية وفرص التجارة المتبادلة، وكذلك أهمية الدور الذي يمكن أن يلعبه بنك الاستثمار، بالإضافة للقاءات الثنائية التي تناقش قضايا التعاون الثنائي وقضايا المنطقة”.
وشد على أن مصر لها علاقات هامة مع روسيا على كافة المستويات الاقتصادية والثقافية والعسكرية والتجارية والتنسيق السياسي في عدة قضايا، ما يعني أن الاجتماع بين الرئيسين يمثل أهمية وشمولية.
ويرى أن هناك توافق بين مصر وروسيا والصين وجنوب أفريقيا والبرازيل، بشأن الأزمة في فلسطين ولبنان، ما يعني أن التشاور بينهم يمثل أهمية، في ظل مشاركة الولايات المتحدة في الحرب على فلسطين ولبنان من خلال توفير الغطاء والتسليح لإسرائيل، ما يعني أن التشاور يبحث كيفية التغلب على الوضع الراهن.

ويرى أن انضمام إيران للمجموعة يحضر معه الشق السياسي بشأن ضرورة الاستقرار في المنطقة والتنمية، خاصة في ظل ما تمثله منطقة الشرق الأوسط، بالإضافة للأزمة الأوكرانية.
وشدد حسن على أن المنطقة العربية فقدت الثقة في الولايات المتحدة والغرب، خاصة بعد الحرب على غزة ولبنان، ما يعني أن روسيا والصين يحلان محل الدول الغربية وأمريكا في المجالات التي يمكن أن تقدم فيها البديل.
ولفت إلى أن الارتباط الأمريكي بدول الخليج هو أمني واستثماري، إلا أن دول الخليج يمكنها إحداث التوازن في ضوء ما السياسة التي يتبعها مجلس التعاون الخليجي في الوقت الراهن، خلال الاجتماعات الدورية التي تعقد مع روسيا والصين، وهي جميعها خطوات تخصم من الحضور الأمريكي الاقتصادي والتنسيقي في المنطقة.
وصرح السفير أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، أن الرئيس سوف يستعرض خلال أعمال القمة رؤية مصر ومواقفها إزاء عدد من الموضوعات والقضايا المهمة دوليا وإقليميا، خاصة سبل تعزيز التعاون بين دول التجمع بما يضمن تطوير العمل متعدد الأطراف والإسهام في التصدي للتحديات المركبة التي يشهدها العالم سياسيا واقتصاديا.

بالإضافة إلى إصلاح الهيكل المالي العالمي لتحقيق التوازن المأمول، لاسيما ما يتعلق بتعزيز صوت ومصالح الدول النامية في مختلف المحافل الدولية والإقليمية، في ضوء تنامي التأثيرات السلبية للصراعات والأزمات الدولية على مسيرة التنمية بالدول النامية، وسوف تتطرق كذلك مداخلات الرئيس إلى قضايا تغير المناخ، وسبل دعم التعاون الاقتصادي والتنموي المشترك بين دول التجمع.
وقبل أيام أكد أحمد كجوك، وزير المال المصري، أن التجمع يمكن أن يلعب دورا حيويا في إعادة تشكيل الهيكل الاقتصادي العالمي لصالح البلدان الناشئة والنامية.
وقال كجوك خلال مشاركته في اجتماعات مجموعة “بريكس” في موسكو، إن مصر تهدف إلى إصلاح النظام النقدي الدولي وخلق إطار اقتصادي أكثر توازنا وشمولا، مع تعزيز صوت الاقتصادات الناشئة في القضايا العالمية.
وأضاف أن “بريكس” تعتبر منصة مهمة لتعزيز التكامل الإقليمي بين أفريقيا والشرق الأوسط وآسيا، وفتح فرص استثمارية جديدة.
وشدد على أهمية التعاون مع الشركاء في “بريكس” لتحقيق الاستقرار والنمو الاقتصادي لدولهم، لافتًا إلى دور بنك التنمية الجديد في تمويل مشروعات التنمية المستدامة.

وتترأس روسيا مجموعة “بريكس” هذا العام وخلال هذه الفترة حددت موسكو 3 أولويات وهي: السياسة والأمن، والتعاون في الاقتصاد والتمويل، والتبادلات الإنسانية والثقافية، كما نظمت أكثر من 200 حدث سياسي واقتصادي واجتماعي، لتعزيز سبل تنفيذ المزيد من التعاون بين دول “بريكس”.