دراجة «لورنس العرب» الشهيرة تعود إلى الحياة

51

يعاود مصنع في منطقة تولوز بجنوب غرب فرنسا هذا العام إنتاج دراجات «براف» النارية الإنجليزية الفخمة التي شكّلت أسطورة في فترة ما بين الحربين العالميتين، وساهم ارتباطها بالجاسوس الإنجليزي الملقّب «لورنس العرب» في إكسابها شهرتها.

ويرى تييري هنرييت، المدير التنفيذي لـ«براف سابيريور» التي ستتولى من الآن فصاعدًا إنتاج «رولز رويس» الدراجات النارية، أن «براف كانت أجمل دراجة نارية»، وفق «فرانس برس».

أما المدير العام، ألبير كاستين، فيقرّ بأن في الأمر «سرقة تراث»، لكنه يقول إنها «مصنوعة بطريقة جيدة جدًّا».

ملاحظًا أن «الإنجليز يغفرون كل شيء». ويؤكد أن دراجات «براف» الجديدة حظيت بمباركة النادي الإنجليزي للعلامة التجارية الذي زار أعضاؤه تولوز على دراجاتهم العائدة إلى ثلاثينات القرن الماضي.

وتعود الشهرة الأسطورية لهذه الدراجات إلى لورنس العرب، إذ امتلك سبعًا منها، وقتل وهو يقود السادسة من دون أن تسنح له فرصة التمتع بقيادة السابعة.

فالجاسوس البريطاني كان يجوب الريف الإنجليزي على دراجته من نوع «براف»، بل وشارك في تطويرها. وتوقف مصنع نوتنغهام عن تصنيعها العام 1940 نظرًا إلى تخصيصه للجهود الحربية.

دراجات نارية فخمة
ثمن النماذج «التاريخية» من هذه الدراجات النارية قد يصل إلى 500 ألف يورو في المزادات العلنية.

ومن المتوقع أن ينتج مصنع «براف سابيريور» الحديث جدًّا في سان جان قرب تولوز نحو 100 من هذه الدراجات النارية خلال العام 2021.

وقال تييري هنرييت، الذي استحوذ على العلامة العام 2018: «لدينا زبائن في نحو 12 بلدًا أوروبيًّا، وفي روسيا وأستراليا والمكسيك وقريبًا الولايات المتحدة».

ومن المتوقع أن تُنتَج من «براف سابيريور» ثلاثة طرازات «ريترو جديدة»، أولها «غس إس 100» الذي ستكون نسخة معاصرة من دراجة لورنس العرب، والثانية دراجة نارية لكل أنواع التضاريس تحت اسم «ساند ريسر»، أما الثالثة فسمّيت «أنيفيرسيري»، إذ تشكّل احتفاءً بمئوية العلامة التجارية.

وتتراوح أسعار هذه النماذج الثلاثة بين 60 ألفًا و100 ألف يورو «باستثناء الطلبات الخاصة».

شراكة مع «أستون مارتن»
تبلورت عملية الاستحواذ على «براف» في العام 2013، عندما التقى تييري هنرييت الإنجليزي مارك أبهام الذي كان اشترى علامة «براف سابيريور» العام 2008 وأراد أن يُحيي سلالة الدراجات النارية الشهيرة.

وخلال 90 يومًا، تم إنتاج نموذج لعرضه في معرض ميلان للدراجات النارية، فكان أن حظي هذا النموذج بإقبال كبير من الجمهور وبلغ عدد الطلبات نحو ثلاثين.

من هنا انطلقت المغامرة، وكانت بدايتها إنتاج الدراجات بموجب ترخيص في انتظار الاستحواذ على العلامة التجارية.

أما الجديد اليوم فيتمثل في إنتاج «براف القرن الحادي والعشرين»، حسب ما وصفها تييري هنرييت، موضحًا أنها نموذج «حديث» يبتعد عن المعايير الجمالية التي كانت سائدة في الماضي.

أما العنصر الجديد الآخر فهو التعاون مع شركة صناعة السيارات الفخمة الشهيرة «أستون مارتن» التي تُنتج لها «براف» دراجتها النارية الأولى «إيه إم بي 01».

ويجري العمل راهنًا على وضع اللمسات الأخيرة على إنتاج عشر من دراجات «أستون مارتن» النارية العصرية هذه، المصنوعة من مواد راقية كالتيتانيوم والكربون والفولاذ المقاوم للصدأ.

ويقول تييري هنرييت: «ما أريده هو أن تكون كل أجزاء الدراجة النارية جميلة ورائعة ومثيرة للاهتمام من الناحية الفنية!».