د.أميرة ابراهيم تكتب : فلنحمل قلوبنا علي أكُف المحبة والحنان
في دروب الحياة المتعرجة، حيث تتلاطم الأمواج وتتغير الرياح، يقف الإنسان وحيدًا أمام مرآة روحه، ليس ليرى مجرد انعكاس لصورته، بل ليتأمل في أعماق كيانه. عليه أن يُعيد تشكيل نفسه من جديد، ليس بيدٍ خارجية، بل بيده هو، بكل ما تحمله من قوة وضعف، من يقين وشك.
عليه أن يُقنع نفسه، بكل صدق وإخلاص، أن لا شيء في هذا الكون الواسع يمكن أن ينقذه من نفسه، لا ملجأ ولا مفر. فهو وحده المسئول عن أفعاله، عن اختياراته، عن نجاحاته وإخفاقاته. وعليه أن يتحمل عواقب هذه الأفعال، ليس بقلبٍ متذمر، بل بقلبٍ واعٍ، يتعلم من كل خطوة، من كل سقطة، من كل لحظة تأمل وحتى من كل لحظة ندم.
في هذا التحمل، في هذا التعلم، تكمن الحكمة. فالحياة ليست سلسلة من الصدف العابرة، بل هي مدرسة كبيرة، كل درس فيها يحمل في طياته بذرة النمو. وعندما يدرك الإنسان أنه المسئول عن كل ما يحدث له، فإنه يبدأ في فهم معنى الحرية الحقيقية، حرية الاختيار، حرية التغيير، حرية أن يكون أفضل مما كان.
فلنحمل قلوبنا بحب وحنان، ولننظر إلى أنفسنا بعين الرضا والقبول، ولنعمل على أن نكون نسخة أفضل من أنفسنا كل يوم. لأن في النهاية، نحن وحدنا من نصنع مصيرنا، ونحن وحدنا من نمنح حياتنا معنى.
د.أميرة لبراهيم
مدرب إعلامي ومحاضر أكاديمي