د. خالد عمر: التاريخ : مدرسة لم ينجح أحد !

11

من الحكمة والموعظة والنصح ، أن نقرأ التاريخ ، لأخذ العبر والحكم والدروس : سواء كان ذلك علي الصعيد الذاتي والشخصي أو المجتمعي أو المؤسسي
أو الدولي .

بالنظر الي الواقع والحاضر الذي نعيشه ، والظروف والمناخ والأحداث التي تمر بالبشرية والإنسانية ، في أغلب ومعظم الأحداث والمواقف هي تكرار لما مرت به البشرية في التاريخ والماضي البعيد والقريب : فنجد المؤامرات و الخونة ووضع الصغير مكان الكبير و الجاهل مكان العالم والآفاق مكان المخلص والفاسد مكان المصلح والكاذب مكان الصادق : تلك نفس الأسباب التي بسببها سقطت دول وأمم وحضارات اخري في السابق : الدولة الأموية والعباسية والأندلس والعثمانية والرومانية والفارسية والبيزنطية ، و غياب العدالة والمساواة وانتشار المظالم ، هذا بجانب عوامل أخري اقتصادية واجتماعية وسياسية: نتيجة للفساد الإداري وانتشار الواسطة والمحسوبية، وبطانة و مستشاري السوء ، والركض وراء الترف و نزوات و شهوات ، وحب متع الدنيا .

تري المسئولين كلا في موقعة يكرر أخطاء وكوارث الماضي ، ولا يري أن تلك السياسات والقرارات تسببت في مصائب وكوارث سابقة : الكساد والتضخم العالمي في أواخر عشرينات القرن الماضي .

وان سياسات الحروب والدمار والقتل والحصار والتجويع : هي تكرار للحروب السابقة : المغول والتتار ، و الحروب الصليبية ، و الأولي والثانية ، وفيتنام والبوسنة والهرسك وغيرها والتي أسفرت عن مئات ملايين البشر، ناهيك الصراعات المسلحة الاهلية ، والخارجية.

ومن أجل نشر الأمن العالمى والاستقرار
الدولي أنشأت المنظمات والمؤسسات العالمية : تحت غطاء الأمم المتحدة ، (ومن قبلها عصبة الأمم) تفرع منها منظمات أخري تابعة : مالية واقتصادية وحقوقية وقضائية لتكون حائط سد ومانع وقائي لعدم نشوب تلك الحروب وهذه الصراعات… ولكن هيهات سرعان ما أصبحت تلك المنظمات والهيئات والمؤسسات الدولية مرتع للفساد والفاسدين و زمر من الفاشلة من مدمني الشهرة والظهور الإعلامي( Media) و مدعي العلم والمعرفة ، والحكمة والنصح والارشاد.

بل إن هناك بعض الأشخاص قد بلغوا من الكبر عتيا : يظهرون في البرنامج ووسائل الإعلام لسرد أحداث وحكايات وحوارات وحواديت تحت عنوان أسرار : معظم بل كل اشخاصها ماتو وغير موجودين . وهنا سؤال هام ، هل هولاء الناس كانوا امناء في أعمالهم
و وظائفهم ؟ وكيف يسمح لهم بذلك ؟ وكيف نصدقه بانة كان كاتم أسرار
و مؤتمن ومحل ثقة المسؤولين ؟

واخر يتحدث عن أسرار وجود كائنات فضائية في كواكب أخري مستشهداً يكتب وتقارير ودراسات ملفقة وغير علمية ، و مجهولة المصدر .

بل إن أغلب المواد الإعلامية في برامج الفضائية هي عن : النم والفضائح والزواج بنوعية ( السري و المعلن ) والطلاق ، والرياضة ، والطبخ ، والمهرجانات واحتفالات العروس
وأعياد الميلاد ، والأبراج وقراءة الطالع
والحوادث والجريمة والنصب والاحتيال…وغيرها من المواد التي تستهلك الوقت والعمر هباء .

وأخيرا: فإن سمة الجد في الهزل ، والهزل في الجد … يؤكد كل ذلك علي أن الإنسان مازال يعيش في يم الجاهلية الأولى ، و الحاضرة ، وأنه لم يستفد قدر أنملة من أحداث وتجارب الماضي والتاريخ ، وكما قال الملائكة الكرام لله رب العالمين ” قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء”

حقا نتيجة مدرسة التاريخ وللأسف ؟ لم ينجح أحد !!!! مع خالص تحياتي.