د.خالد عمر :الوضع السوري .. رفع العقوبات بين النظر والانتظار

1

هناك سؤال متداول ويطرح كثيرا في الشارع السياسي العالمي والإقليمي والدولي ، متي وكيف و عن ماذا سيتم رفع العقوبات الاقتصادية والمالية والسياسية والتجاري المفروضة علي سوريا من اندلاع أو الصراع المسلح ضد النظام السوري السابق في عام 2011 .

ومنذ سقوط النظام وبعد أكثر من 3 شهور ، يحاول النظام السوري الجديد رفع تلك العقوبات بعض تغير الأوضاع ،
وذلك ظاهر من خلال التحركات والسفريات و اللقاءات المكوكية التي
يقوم بها الرئيس السوري الجديد احمد الشرع أو وزير خارجية غربا وشرقا وعربيا .

فجزء من هذه العقوبات، فرضته واشنطن قبل اندلاع النزاع، إذ صنفت سوريا عام 1979 “دولة راعية للإرهاب” وفرضت عقوبات إضافية عليها عام 2004 ، وأخطرها كان قانون قيصر والذي صدر في عام 2020 ، ناهيك عن عقوبات الإتحاد الأوروبي .

فهي عقوبات كثيرة ومتنوعة تعوق بل تشل اي دولة ، وخاصة أنه نظام جديد يحاول التماسك و التعافي سريعا ، وخاصة في ظل التحديات الجيوسياسية والديمغرافية والمخاطر التي تحيط به من كل جانب .

وبين الوعود والتصريحات التي سمعناها عقب كل لقاء صحفي ، بأنه سيتم رفع تلك العقوبات في أسرع وأقرب وقت ممكن… لذا علينا الانتظار والترقب لصدق هذه الوعود ، وتحقيقها علي أرض الواقع.

وأكبر دليل على أهمية رفع تلك العقوبات
وحاجة النظام لها ، هو ما صرح مؤخرا عن قيام النظام السوري الجديد ، بإبرام اتفاق مع القوات الديمقراطية الحرة بشراء مواد بترولية مدفوعة الثمن ، وهو آخر غريب يدعوا للدهشة والاستغراب : هل يشتري السوري من السوري ؟؟؟

و اليوم، تسعى دمشق جاهدة لإقناع المجتع الدولي بجدوى رفع العقوبات وضرورة تيسير سبل إقلاع اقتصادي، يمكن من تدارك تبعات الأزمات الخانقة المتلاحقة التي عانت منها البلاد على مدى سنوات الماضية.

وهناك سؤال آخر ملح يداوله ويطرحه المهتمين والمتخصصين ، هل الملف السوري لدي الإدارة الأمريكية الجديدة ، وخاصة مستر ترامب ؟

نقول لهم بكل تأكيد مستر ترامب وإدارته مهتمين بالملف السوري من منطلق ومفهوم تجاري وكصفقة ، فهو سوف يناور بها مع روسيا ، وبوتين مع ملفات إيران وغزة وأوكرانيا ، للحصول علي أقصي منفعة وربحية ممكنة ، فسوريا بلد مهم جغرافيا واقتصاديا ، فهي تتمتع دائما باكتفاء ذاتي من السلع والمنتجات الغذائية والزراعية المشهور بها السوق السوري .

كما أن هذا الملف بهم حليفه الرئيسي ( إسرائيل) ، خاصة وأنه سوف يضغطون عليهم بملفات أخري كثيرة : منها الإرهاب ، والأقليات ، وأمن إسرائيل
لذا ، فالملف السوري حاضر وبقوة لدي الإدارة الأمريكية وأوروبا ، ولكنهم يتحينون الفرصة والوقت والزمن للفوز بأقصى غنيمة .