د.خالد عمر يكتب : “أعيدوا لنا تمثال الحرية!” : طلب الفرنسيين للأمريكيين.

4

التمثال الضخم الذي يهيمن على نيويورك والذي أصبح رمزا للولايات المتحدة، أنشأه الفرنسي أوغست بارتولدي في القرن التاسع عشر وقدمه الشعب الفرنسي للأميركيين تخليدا لذكرى تحالفهم خلال حرب الاستقلال.
” وهو التمثال الذي كان مصمما في الأصل لمصر ، ليوضع في مدخل قناة السويس: تحت شعار مصر منارة الشرق ” ولكن لظروف وأسباب متعددة أرسلت فرنسا التمثال هدية الجمهورية الأمريكية كرمز للحرية والتعاون المشترك بين الشعبين في نشر مبادئ الثورة الفرنسية والديمقراطية في العالم”

واليوم أطلق صيحات مفادها : “أعيدوا لنا تمثال الحرية”، هذا ما جاء علي لسان زعيم حزب “بلاس بابليك” Place Publique رافاييل غلوكسمان يوم الأحد، مخاطباً “الأميركيين الذين اختاروا الوقوف إلى جانب الطغاة” ويقصد ” الروس” وذلك خلال كلمته الختامية في مؤتمر حزبه “بلاس بوبليك”. “سوف نقول للأميركيين ، الذين يطردون المهاجرين و الباحثين لأنهم أظهروا الحرية العلمية “أعيدوا لنا تمثال الحرية”. لقد أعطيناك إياها، لقد منحناها لكم في الماضي ولكن يبدوا اليوم أنكم تحتقرونها .

وقال وسط هتافات نحو 1500 ناشط: “أن التمثال سوف تكون سعيدة للغاية هنا معنا”.

فهذا التمثال الضخم، الذي أصبح رمزا أمريكيا، أنشأه الفرنسي أوغست بارتولدي وقدمه الشعب الفرنسي للأمريكيين كدليل على الصداقة، تخليدا لذكرى تحالف البلدين خلال حرب الاستقلال. تم كشف النقاب عنه في 28 أكتوبر 1886، احتفالاً بالذكرى المئوية لإعلان الاستقلال الأمريكي، وهو قائم الآن في جزيرة ليبرتي في نيويورك، جنوب مانهاتن. كما ساهم المهندس غوستاف إيفل في إنشاء هذا التمثال.
الترحيب بالباحثين والمهاجرين من جميع أنحاء كرمز للحرية والمساواة والإخاء ” شعار الثورة الفرنسية”
Liberté, égalité, Fraternité
أعرب رافائيل جلوكسمان، المدافع المتحمس عن أوكرانيا، عن أسفه لفك ارتباط دونالد ترامب بالصراع بين أوكرانيا وروسيا. وتابع رافائيل جلوكسمان: “الشيء الثاني الذي سنقوله للأمريكيين هو: إذا كنتم تريدون طرد ألمها وأفضل الباحثين لديكم، إذا كنتم تريدون طرد جميع الأشخاص الذين، من خلال حريتهم وحسهم الابتكاري، وذوقهم في الشك والبحث، وكان لهم الفضل أن جعلوا من بلدكم القوة العالمية الرائدة، حسنًا، فسوف نرحب بهم”.

ودعا امام هذا الحشد إلي ضرورة تأسيس “قوة تزن وتعمل وتحافظ على شعارنا “الحرية والمساواة والأخوة!”، في مواجهة “اليمين المتطرف الدولي” الذي يشكل بالنسبة له كلا من الرئيسين الأميركي والروسي : دونالد ترامب وفلاديمير بوتين بالإضافة إلي زعيمة اليمين المتطرف الفرنسي: مارين لوبان.

واضاف رافائيل جلوكسمان أمام حاشيته وجمهورة ومؤيدية إن حركة “المقاومة الديمقراطية” هذه ستتضمن إجراءات ملموسة على الأرض وتدريبًا لمواجهة اليمين المتطرف.

التعليق:
أن انحراف الإدارة الأمريكية الجديدة بزعامة الرئيس دونالد ترامب عن مبادئ الديمقراطية التي يتبناها وينادي بها الغرب ، سوف تؤسس لقاعدة جماهيرية عريضة في أوروبا والعالم مناهضة للايدلوجية الجديدة التي يتبعها امريكا حاليا ، وهذا من الخطورة بمكان علي كل الأطراف… فخلفاء أمس ، أصبحوا مصارعي ومتناطحي اليوم… ليس سياسيا فقط ، ولكن أيضا ثقافياً
شعباويا وجماهيريا .
وهو الأمر الذي سوف يلقي بظلالة علي كل دول العالم بلا شك

ومن ناحية أخرى ، فمن المؤكد أن الأمريكان الذي يقتنقون الفكر الديمقراطي وينتمون للحزب الديموقراطي ، وعلي رأسهم قادة وزعماء الحزب لن يتركوا السيد / ترامب وأعضاء إدارتة يعبثوا بالعلاقات التاريخية والإستراتيجية مع أوروبا ودول الجوار ، والسكوت علي التقارب مع الجانب الروسي العدو الدود لهم ، دون تربص ، وتحين الفرصة لإحباط سياسات الجمهوريين ، وممثليهم في البيت الأبيض ، خاصة لو تذكرنا أن الذين صوتوا لكاميلا هاريس اقتربوا من 70 مليون صوت … لذا، لننتظر ولنري ما سوف يحدث،وإن غداً لناظره قريب .