د.خالد عمر يكتب : أ ب . إدارة واقتصاد….
هل الأغنياء وأصحاب الثروات الهائلة ورجال وسيدات الأعمال هم اللذين سيحلون مشاكل الفقراء ؟؟؟
أم أن الفقراء هم عملاء وزبائن يشترون بضائع وسلع ومنتجات هولاء الأغنياء ، لذا فمن مصلحتهم الإبقاء علي هؤلاء الزبائن والعملاء ؟ أم أن هؤلاء الفقراء اعتادوا واستحسنوا الفقر ، والتغني بالمظلومية ، والاضطهاد وسوء الحظ
كمبرر لقلة حيلتهم للبقاء في القاع والتنعم بالفقر والعوز والحاجة ؟
في ظل اتساع الفجوة بين أصحاب الثروات والفقراء ، واستحواذ واحد في المئة من سكان العالم على نصف الثروات، والتفاوت في مستويات الدخل، تحظى هذه الفجوة الشاسعة بين الفقراء و الأغنياء باهتمام غير مسبوق في الوقت الراهن. وأشارت تقديرات إلى أن واحدا في المئة من سكان العالم يملكون 50 في المئة من ثروات ذلك العالم.
وان هذا المستوى من عدم المساواة،والذي نعيشه الآن ، هو “التحدي الأكبر” الذي يواجهه العالم. لكن هل يمثل عدم المساواة أكبر التحديات التي نواجهها بالفعل؟
أم أن التفاوت في مستويات الدخل قد لا يكون هو التحدي الأساسي الذي يواجهه العالم ؟ إن المشكلة الحقيقية لا تكمن في الهوة بين الأغنياء والفقراء، إنما هي في غياب العدالة، الذي يتجلى في محاباة البعض، وظلم آخرين. ولعل التحدي الأهم اليوم هو الاعتراف بوجود علاقة بين الفقر والظلم.
وأن عدم المساواة هو أحد مظاهر غياب العدالة، فمن المهم أن نزيل اللبس بين المساواة والعدالة. و أن الاتفاق على تعريف قاطع لمصطلح عدم المساواة سيساعدنا في تحسين المجتمع الذي نعيش فيه، لأننا بهذا سنوجه الموارد لتلبية الاحتياجات الضرورية.
لماذا تشغل قضية عدم المساواة والتفاوت حيزا كبيرا من اهتمامنا؟ هل بسبب وجود أغنياء وفقراء؟ أم بسبب عدم تكافؤ الفرص؟ أم لاسباب أخري؟
لذا، فإن من ابجديات الإدارة والاقتصاد هو تحديد الحاجات ( الأهداف والغايات) علي المدي القريب والمتوسط والبعيد ، في ضوء ماهو لديك من إمكانية وطاقات : مع الأخذ في الإعتبار أن الأولوية الأولى والأهم المدي القريب ، فعدم الاهتمام بتحقيق القريب لن يمكنك من تحقيق المتوسط وبالتالي البعيد ، كما يلزم الوقوف بدقة علي نقاط القوة والمميزات النسبية والتنافسية التي تتمتع بها يحتاجها الغير
وعلي الجانب الآخر ، التعرف بأمانة ومصداقية علي نقاط الضعف والخلل ، التي تجعل من الآخرين يتميزون عليك ، كل ذلك في دوائر متسلسلة من المحلية والإقليمية والعالمية.
فالسادة الأغنياء ليسوا قادرين علي حل مشاكل الفقراء لأنهم الوقود الذين يوفر لهم عيشة الغني والرفاهية ، وهم مصدر دخلهم ، واي حللول يطرحونها يهدف أولا وأخيرا تزايد وتضخيم مصالحهم وثرواتهم.
اذا ، فما هو الحل ؟ الحل هو الابتعاد عن الحلول التقليدية والخروج من شرنقة ومحبس المعتاد والتكرار ، إلي الإبداع والابتكار والتجديد والتحديث في ضوء ما تتمتع به من مزايا وان كانت تبدو قليلة ولكن بالفكر والابتكار سوف تتسع لنفسك التفرد والتميز ، خاصه وان معدل النمو ليس هدف في حد ذاته لسد الفجوة بين الأغنياء والفقراء ، وهو الأمر الذي يتحقق بأحداث طفرات وقفزات كبيرة ، فإذا كان معدل نمو الفقير هو نفس معدل الغني ، ففي الحقيقة أن الفجوة سوف تتسع ، لذا فالمطلوب هو مضاعفة معدل النمو عشرات معدل نمو الغني ، حتي يتسنى له اللحاق بركب الأغنياء ، وإلا فإن العربة يسير للأسف الي الخلف .. وليس للإمام… انتبهوا أيها السادة الكرام .. الفقراء…