د. خالد عمر يكتب : إلي عرفات الله…رحلة العمر .
اليوم ، يوم عرفة …والوقوف بعرفة هو أساس شعائر الحج ، وهو الركن الأعظم ، وكما قال رسولنا ( ص) حبيبنا وحبيبكم: الحج عرفة .
أن الحديث عن الحج ، بأنه الركن الخامس من أركان الإسلام الخمسة ، يترك لأهل الدين والفقه ، ولكن نتناول بالحديث عن الحج ، من الناحية الإنسانية والروحية ، فاداء فرضية الحج فرضت مرة واحدة واجبة الأداء علي مسلم ، لأن الحج مشقة بدنية ، ومشقة مالية ، فمن رحمة الله فرضها مرة واحدة في ، ومن زاد عن مرة واحدة ،فهي تطوع .
عندما يقوم المرء بأداء فريضة الحج ينتابه مشاعر روحية سامية ، تجعلك طائر في السماء ، ويتسرب تايك: احساس بالشفافية ، والزهد ، فأنت تري أفواج وأمواج من البشر من كل الأعمار رجال وسيدات وأطفال ، من الجنسيات والألوان واللغات واللهجات والثقافات ، الغني والفقير الحاكم والمحكوم ، القوي والضعيف والسليم والمريض ، في لباس واحد ودعاء واحد في مكان واحد .
كل ذلك يجعل هذه الشعيرة العظيمة ، برهان ودليل عملي ، علي يوم القيامة ويوم الحساب: وان الساعة لا ريب فيها ، جميع الخلق سوف يبعثون ويحاسبون ويسألون” وكلهم اتيه يوم القيامة فردا ” ….بدون أموال أو حراسة أو بودي جارد السكرتارية ، أو زوجه أو اولاد ، أو أمتعة أو لاب توب ، أو سمارت فون ، أو إنترنت ، فيوم الحساب حقيقة لا جدال فيها أو مناقشة.
أن النظر إلي هذه الحشود البشرية ، تحس بأنك لاشئ وأنك قد أضعت الكثير
في اللهث والجري وراء متع زائفة لسعادة ومتع لحظية تستغرق فمفتو ثانيه ، لا أكثر ، والوقوف بعرفة هو البعث من الموت ، سوف تتدرك أن الحياة هي الحقيقة هي موت ، وان البعث هو الحياة.
والذين لا يحجون أو الوقوف بعرفات ، عليهم التأمل والتفكر في حكمة الحج ومناسكة ، بصرف النظر عن معتقدك الديني ، أو مذهبك ، خاصه وان نداء الحج جاء لعامة الناس ” وأذن في الناس بالحج”..الوقوف بعرفة هو مراجعة مع النفس الصادقة ، المؤمنه ، المتواضعة ، اللوامة.
دعوة صادقة من القلب القلب ، راجعوا أنفسكم ، لوموا أنفسكم ، عاتبوا أنفسكم
‘واتقوا يوما ترجعون فيه إلي الله ثم توفي كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون “… عيد أضحى سعيد مبارك عليكم وعلينا جميعا.
