د. خالد عمر يكتب: الاقتصاد العالمي الي أين ؟؟
المحلل والباحث والمهتم بالشئون الاقتصادية والمالية العالمية والإقليمية والمحلية ، يتوقف كثيرا عند ظواهر اقتصادية ، قد تكون هي من أهم أسباب الأزمات المالية والاقتصادية والاجتماعية التي ضربت العالم في العشرين سنة الاخيرة …
ومن هذة الظواهر ، التزاوج بين رجال الأعمال ورجال السياسة ، وأخر صورة لهذه العلاقة : هي علاقة إيلون ماسك ( أغني رجل علي كوكب الأرض الآن) والرئيس الامريكي المنتخب دونالد ترامب ، والذي بدوره عينة مسؤولة عن ادارة رفع كفاءة الإدارية في الادارة الامريكية الجديدة ( وسنتناول هذا الموضوع في مقال قادم )، فقد قام إيلون بالتبرع بمبلغ 130 مليون ، ثم تبعها بمبلغ اخر بلغ 44 مليون دولار أمريكي… ويتساءل المحللين هل هي هدية ام مكافئة ام رشوة انتخابية ؟؟…يبدوا ان السيد / ترامب هو النسخة المستنسخة من السيد / برلسكوني ، رئيس وزراء ايطاليا السابق ( الراحل)…. والذي وصل لسدة الحكم ، رغم ملاحقته قضائيا في كثير من القضايا السياسية والمالية وحتي الاخلاقية !! فكلاهما علي دراية وكفاءة بدهاليز الانتخابات وقواعد اللعبة في ظل نظام ديمقراطي جديد يعاني كثيرا من السلبيات والمتناقضات…
بجانب هناك أسباب عديدة ومؤشرات تبين طبيعةً الاقتصاد الذي يعيشه العالم اليوم ، بعضا منها:
فلك ان تعلم القارئ الكريم ، ان حجم الأموال المهربة حول العالم ،وحسب اخر الاحصاءات بلغت 2 تريليون دولار امريكي .
وإن تعلم أيضا ان حجم تداول الأسهم والسندات ( الأوراق المالية) أحجام هائلة ، بورصة نيويورك وحدها ( اكبر بورصات العالم ) يتداول بها ما يقرب قيمتة 30 تريليون دولار امريكي.
وإن تعلم ، إن حجم تجارة المخدرات ، يبلغ سنويا مايزيد عن تريليون دولار امريكي.
وان حجم الخمور والأعمال المنافية للاداب والرقيق الابيض ، في بعض دول الشرق الاوسط تزيد عن 100 مليار دولار امريكي سنويًا ، وان ضحايا الرقيق الابيض يبلغ تعدادهم ٢% سنويًا من عدد سكان العالم الذي يقترب من 7 مليار نسبه .
حجم الشراء والبيع والتداول علي منصات العملات المشفرة في المنصة الواحة ، لا يقل عن 4 تريليون دولار امريكي سنويا ، وان حجم التداول علي بعضها بلغ 165% أوائل شهر نوفمبر الجاري.
هل تصدق عزيزي القارئ ، ان سعر عملة البيتكوين في بدايتها عام 2008 كان عشر سنتيم ، ومع نهاية شهر نوفمبر الجاري إقترب من ال100 الف دولار!!
وان حجم الذهب المهرب من إفريقيا الي دول العالم ، وخاصة دول الخليج ، لا يقل عن 500 طن سنويًا!!
ولم ان تعرف ان حجم المسروقات من التحف والمجوهرات واللوحات والاعمال الفنية ، يقدر سنويا بحوالي 65 مليار دولار امريكي.
وصل حجم الاستثمار العقاري العالمي وفقا لتقديرات يناير الماضي الي 637 تريليون دولار امريكي.
وان حجم الإنتاج الغذائي العالمي يقترب من 3000 مليون طن بقيمة 20 تريليون دولار امريكي ، وان اللذين من الجوع والفقر الغذائي يقترب من 1 مليار نسمة ( 15 %) تقريبًا.
فمن المؤكد ان الاقتصاد العالمي يمر بأزمات وصعاب ومشاكل كثيرة ومتنوعة مختلفة الأسباب والنتائج ، وان ذلك أنما يدل علي الاقتصاد العالمي اقتصاد هش قائمًا علي الاستهلاك وليس الإنتاج ، دون اي قيم إنتاجية مضافة ، وانه أقتصاد قام علي إنتاج المال المال ، عكس الدورة الاقتصادية والمالية الصحيحة للاقتصاد والمتعارف والمتفق عليها في كافة النظم الاقتصادية منذ بداية علم الاقتصاد هي : ان المال ينتج سلع وخدمات ، ومن ثم ينتج المال …. إنتبهوا ايها السادة…مع خالص تحياتي…