د. خالد عمر يكتب : البحث عن الهوية الاقتصادية
البحث عن الهوية الاقتصادية
الآقتصاد عمود خيمة الشعوب والأمم والحضارات،
فما من أمة تقدمت ، وحضارة أزدهرت إلا وكان الاقتصاد هو القاطرة التي تشد كل مكونات القطاعات الأخرى : سياسة ، انتاج ، تصدير ، تطوير وتحديث ، واجتماعيا وثقافيا ، وفي كافة مناحي الحياة….
تصاعد قطاع التمويل الإسلامي في فرنسا واوروبا
نشرت مؤخرا تقارير صادرة عن مؤسسات مالية وتمويلية لها قدر كبير من المصادقية في عالم المال والاعمال ، والتي تضمنت التطور السريع الذي يشهده قطاع التمويل الإسلامي في فرنسا وأوروبا، مشيرا إلى أن هذا القطاع الذي يعتمد على الشريعة الإسلامية يسجل نموا سنويا مضطردا رغم التحديات التي تواجهه.
ورغم أنه يمثل حاليا 1% فقط من التمويل العالمي، فإن التمويل الإسلامي يواصل توسعه بوتيرة سريعة.
نمو يتجاوز الـ600%.
وبحسب التقديرات الواردة في التقرير، تتراوح أصول التمويل الإسلامي العالمي بين 3.1 و3.6 تريليونان يورو مقارنة بحجم سوق العملات المشفرة البالغ 2.3 تريليون دولار.
أين أنتم ؟؟؟
وبعد الإطلاع وتحليل تلك التقارير ، تسألت ، أين السادة إقتصادي عالمنا الإسلامي من هذه التقارير المالية والاقتصادية الهامة ؟ ولماذا يهرولون ويتسابقون غربا وشرقا ، للانضمام لتجمعات وتكتلات اقتصادية ومالية ، ولا ينتهزون الظروف العالمية التي أتتهم علي طبق من ذهب ، لتعزيز التضامن والتكامل الاقتصادي الإسلامي والعربي ،
فالعالم الغربي منقسم مع الشرق … والشمال مع الجنوب ، في عالم تهيمن علية الاستقطاب التام.
فالولايات المتحدة تعوم في مشاكل جمة داخليا وإقليميًا وعالميًا ، فبعد الانسحاب من افغانستان ، انغمست في مساندة إسرائيل في حربها في غزة وروسيا في حرب ضروس مع اوكرانيا التي تساندها إمريكا وحلفاؤها ، علي الجانب الآخر الصين في قلق وخوف من حربها التجارية مع إمريكا والهند وقلق جزيرة تايوان.
وأوروبا القارة العجوز ، التي انهكتها الصراع الروسي الاوكراني ، والديون وضعف النمو ، وابتعاد الحليف العم سام عنهم ” فقد صرح الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون: أن أوروبا لم تعد اولية اولي لدي امريكا ، ولكنها اصبحت اليوم هي الصين ” الأولوية الأولى لأمريكا.
فالعالم الإسلامي والعربي ، يملك قوة مالية وتمويلية هائلة ، ولديهم تخمة من الأموال والثروات
التي تحتم عليهم حسن استغلالها واستثمارها والاستفادة منها في تدعيم وتعضيد ومساندة تأسيس نظام إقتصادي قائم علي المفاهيم والمعايير الاقتصادية الإسلامية ، ودعائمها ، المشاركة ، والانتاج ، وزيادة ونمو التجارة وعدالة التوزيع لدخل والثروات ، (ولدية ميزة العائد المتغير : وليس معدل فائدة ثابت وهو الأمر الذي فشل كثيرا في حل ازمة التضخم والدين العام وعجز الموازنة ، والتمويل ، وسعر الصرف ، وتسبب في مشاكل اقتصادية ومالية جسيمة ) ، مما ينعكس علي الجميع بالخير والنماء والأمن والاستقرار ، ومستقبل مبشر للشباب والاجيال القادمة .
فالعالم يتبع منهجنا الاقتصادي ، ولكن نحن نحبو الي نظم اقتصادية بالية متهالكة ، كانت سبب في إنهاكً شعوبًا ، بسبب التبعية والتقليد ، ونيل رضاء قوي عالمية متهالكة ، تحتاج إلينا… فهل نحن في حاجة إليهم ؟؟