عند التصفح في كتاب التاريخ ، نجد ان اهم اخطاء هتلر والمانيا النازية، هو قرارة بالغاء ارفاق عدم الاعتداء روسيا ، واعلانه الحرب عليها ، وهو خطأً استراتيجي فادح ، كان ثمنه ان خسر هتلر الحرب وتم تدمير ألمانيًا بالكامل ، وانتهاء الفكر النازي القائم العنصرية الألمانية.
لماذا كان قرار الحرب علي روسيا خطأً استراتيجيًا ؟؟
الاجابة ببساطة ان هتلر بهذا القرار قد فتح جبهه جديدة من جبهات الحرب ، ان يكن من الضروري فتحها ، خاصة وانه قد حقق نجاحات كبيرة في الجبهات الاخري ، واحتل بولندا والنمسا وهولندا وبلجيكا وفرنسا ، ففي ايام معدودة ، حتي انه قام بعرض عسكري في الشانزليزيه ، أكبر واهم شوارع العاصمة باريس وأوروبا.
عندما يصاب الحاكم بالغرور وفتنة القوة بالمال والسلاح ، يكون عرضة لاتخاذ قرارات متعجلة وغير مدروسة بالكامل ، وقد تكون ضرورية ، ولكنها في الوقت والزمن الغير صحيح .
كما يذكرنا التاريخ أيضا ، ان الرئيس الراحل انور السادات وأثناء مرحلة الاعداد والاستعداد لحرب أكتوبر، قام بطرد والاستغناء عن الخبراء الروس ، والتي كانت محل امتعاض كبيرة من القادة والادارة الروسية وقتها ، كما ان الإتحاد السوفيتي رفض مد مصر بالسلاح والعتاد ، وقام الرئيسين الراحلين وهراري بومدين والقذافي ، بسداد قيمة تلك الاسلحة والضغط علي القيادة السوفياتية بتوريدها علي الفور لمصر .
كما يذكرنا التاريخ ان الرئيس الراحل السادات قال مقولته الشهيرة ، ان ٩٩٪ من اوراق اللعبة بخصوص الصراع العربي الاسرائيلي في يد الولايات المتحدة الاميركية.
كما يذكرنا التاريخ أيضا ، ماذا كان موقف روسيا او الصين من الحرب علي العراق ، او المشكلات الصراعات الاخري ، في اليمن وليبيا ولبنان والصحراء المغربية ، وفي افريقيا وآسيا ، والحصار الاقتصادي الذي تتعرض له كوبا وايران وفنزويلا وكوريا الشمالية وقطاع غزة، ولم تتدخل روسيا عسكريًا سوي في سوريا ، ولم يحسم الامر ، وكما نري سوريا الان مقسمة بين القوي المختلفة التابعة لاميركا او تركيا او ايران وحرب الله .…. مواقفهم تنحصر في الشجب والتنديد والاسف والحسرة … كلها عبارات لغوية دبلوماسية رنانه ، نسمعها طوال الوقت وفي كافة المناسبات ،
لماذا الحرب علئ اوكرانيا الان !!!
١- بحجة ان اوكرانيا جمهورية في اصل روسية وتابعة الامبراطورية الروسية من اكثر من ٣٠٠ عام
وبهذا المفهوم والمنطق ، فمصر تطالب بحدودها القديمة والتي تعدت تنزانيا واوغندا في افريقيا ، وبريطانيا تطالب بالهند والولايات المتحدة الاميركية ، وفرنسا تطالب بالجزائر ، ومستعمراتها الأفريقية القديمة ، وكذلك اسبانيا وتركيا والبرتغال والمانيا وهولندا وإيطاليًا ،….
٢-اذا كانت روسيا تمتلك القوة والتفوق في السلاح والعتاد والنفوذ السياسي والتواجد القوي علئ الأرض الاوكرانية ، فلماذا قرار الحرب ، الذي يقضي علي الأخضر واليابس ليس في اوكرانيا فحسب ، ولكن في مناطق كثيرة حول العالم .
٣- قد تنجح روسيا في الاستيلاء علي كامل الاراضي الاوكرانية ، ولكنها هل تسطيع هزيمة المقاومة الاوكرانية ؟؟؟ وإمريكا و حلفائها وأوروبا واليابان واستراليا وكندا ؟؟ واذا استطاعت تحقيق هذا ، فما هو الثمن ؟؟ سوف يكون بالطبع باهظًا.
٤- الحصار المالي والاقتصادي الدولي الذكر تتعرض له روسيا له بالغ الاثر علي المواطن والدولة الروسية، وان تقليل القيادة الروسية من اثارة ليس صحيح علي الاطلاق .
٥- ألم تستوعب القيادة الروسية الدروس والعبر من غزو افغانستان ، وهو الخطأ الاستراتيجي الفادح الذي اسفر عن تفكك الإتحاد السوفياتي
وهل اوكرانيا مستنقع وفخ اخر نصبة الغرب لروسيا ؟؟؟ ان ان روسيا هي التي نصبت هذه المنزلق للولايات المتحدة وحلفائها والإتحاد الأوروبي وحلف الناتو وباقي دول اوروبا .
٦- كيف ستواجهه الدول الفقيرة والنامية ومحدودة الموارد الاقتصادية هذا العبء الاقتصادي والمالي ، وماهي الحلول والسياسات السحرية التي تمكنها من التغلب علي هذه الازمات الطاحنه .
٧- بفرض توقف تلك الحرب الان ، اليوم .. فالعالم يحتاج الي عقود لتعافي من تلك العواقب والأزمات الاقتصادية حتي يعود الي ماقبل يوم ٢٤ فبراير الماضي ، يوم غزو روسيا اوكرانيا.
٨- راهن القيادة الروسية علي كلا من الصين والهند ، ليس في محله ، والدلائل علي ذلك عدم استخدام الصين الحل العسكرية في مشكلة تايوان او الهند في اقليم كشمير المتنازع علية بينها وباكستان ، والذي جرب عدة مرات ولم يأتي بإي حل لهذا النزاع حتي تاريخة .
* كيف سيتم التغلب علي أزمة الغذاء العالمية
وارتفاع اسعار النفط والمحاصيل الزراعية والمنتجات والنقل والخدمات ، والتي ضربت العالم بين ليلة وضحاها ، لقرار فردي ، ولكنه إثارة عالمية وكونية !!!
يثبت لنا التاريخ ، ان قانون الغابة ” البقاء للأقوياء ” مازال هو القانون المنفذ وساري المفعول حتي اشعار اخر … علي أمل دائم بصيص من التفاؤل يخرج العالم من هذا النفق المظلم