د.خالد عمر يكتب : جامع باريس الكبير ، ونشر الإسلام الوسطي المعتدل

4

طالعتنا الصحف ووسائل الإعلام الفرنسية بخبر صادر من مسجد باريس الكبير أكبر وأهم منارة إسلامية في فرنسا ، وفي أوروبا الغربية كلها ، وهو إلزام الخطباء الأئمة والدعاة بالدعاء لفرنسا بعد خطبة الجمعة.
حيث طلب عميد مسجد الكبير في باريس السيد / شمس الدين حافظ من أئمته أن يدرجوا من الآن فصاعداً دعاء لفرنسا في نهاية خطبه يوم الجمعة ، من كل أسبوع ، وذلك بناء علي رسالة أرسلها أمس الخميس إلى أئمة الجامع الكبير والجوامع الأخري ، البالغ عددهم 150، حيث طلب منهم “إدخال أدعية باللغتين العربية والفرنسية في نهاية الخطبة كل يوم جمعة”. وشدد على إيلاء “اهتمام خاص بتنفيذ هذا الطلب”.

والدعاء المقترح هو “اللهم احفظ فرنسا وشعبها ومؤسسات الجمهورية. واجعل فرنسا بلداً مزدهراً وآمناً وسالماً، يتعايش فيه المجتمع الوطني، بتنوعه ودياناته المختلفة وقناعاته ومعتقداته”. في أمن وسلام.

وأهمية ، هذا القرار ، هو نشر روح التسامح والتعايش السلمي بين جميع الفرنسيين ، وخاصة المهاجرين من الجاليات العربية والإسلامية وهم بالملايين ، وهو ما يبرز ويؤكد علي سماحة الدين الإسلامي وأنه دين المحبة والتسامح والسلام ، وليس دين عنف وإرهاب ، وان أبناء الجالية الإسلامية في فرنسا هم جزء لا يتجزأ من الشعب الفرنسي وهم أبناء هذا الوطن كما هم أبناء وطنهم الأمم.

وهذا يخرس كثير من المتربصين من الذين يحملون في نفوسهم وقلبوهم مرض وضعينة ضد الإسلام والمسلمين ،
واللذين ينتهزون أى حادث همجي ، حتي يظهروا كرههم و عدائهم للإسلام والمسلمين ، والذين للأسف يعانون من الإرهاب أشد المعاناة منذ أحداث 11 سبتمبر ، ومسرح كتابلان ، وممشي مدينه نيس ، وغيرها من الأحداث الإرهابية الأخري التي حدثت في دول أوروبية أخري ، أساءت لصورة الدين الإسلامي الوسطي السمح المعتدل .

كل الشكر والتقدير للسيد / جمال الدين حافظ ، المحامي الشهير عميد مسجد باريس الكبير .

وكل الدعم والتأييد للعلماء الشيوخ الأجلاء الكرام الأئمة اللذين يعملون ليل ونهار في نشر التعاليم الإسلامية والعلوم الشرعية الدينية واللغة العربية للمهاجرين وأبنائهم من الجيل الرابع والخامس ، تأكيد علي دور المسجد باريس الكبير كمركز إشعاعي وكرمز علي الإندماج والتعارف بين الشعوب وذلك إنشاءه في عام 1926، علي نهج رسولنا الكريم ، رسول المحبة والسلام والرحمة ، وكقول الله تعالى ” ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ” صدق الله العظيم.