د.خالد عمر يكتب : صدق أو لا تصدق،السودان في مجاعة!!

17

أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) انتشار المجاعة في مخيم زمزم للنازحين بمدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور.

ويعني إعلان المجاعة هذا، أن مستوى انعدام الأمن الغذائي وصل إلى المرحلة الخامسة وهي المرحلة الأخطر التي تصنف بالكارثية، وفقاً للمعايير التي وضعتها الأمم المتحدة.

وقد تم هذا الإعلان استناداً على تقرير “لجنة مراجعة المجاعة” التابعة للأمم المتحدة، وهي الجهة الوحيدة المخول لها بالتحقق من شروط المجاعة والإعلان عنها.

وجاء في بيان الأمم المتحدة إن هذه المرة الثالثة فقط التي تعلن فيها المجاعة منذ إنشاء نظام المراقبة الذي أطلقته منذ 20 عاماً.
وكالعادة وكما هو متوقع ، تباينت آراء الدول الأعضاء في مجلس الأمن حول إعلان المجاعة في السودان، وذلك في سياق تقرير التصنيف العالمي المتكامل للأمن الغذائي.

حيث أبدت كل من بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا دعمها للتقرير الذي أشار إلى وجود مجاعة في خمس مناطق سودانية، وذلك خلال جلسة مجلس الأمن التي عقدت يوم الاثنين. في المقابل ، أيدت روسيا والصين موقف الحكومة السودانية، حيث انتقدت المنهجية التي تم بها إعداد التقرير، واعتبرت أن هناك تسييساً للعمل الإنساني ، يهدف إلي إفساح الطريق للتدخل الأجنبي في السودان.

الخطورة الموقف من هذا الإعلان الناتج عن الصراع المسلح المشتعل منذ فترة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع ، هو ما يعني مفهوم وتعريف المجاعة ؟؟ وللمجاعة تعريفات ومفاهيم عديدة ، فيقال أنها ، “مواجهة السكان سوء تغذية على نطاق واسع وحدوث وفيات مرتبطة بالجوع بسبب عدم الوصول إلى الغذاء ”
ويقال ” أنها انهيار مفاجئ في معدل استهلاك الأغذية لدى أعداد كبيرة من الناس “.
وتعرف المجاعة أيضا بأنها ”ارتفاع غير عادي في حالات الوفيات، مع التعرض لخطر شديد يهدِّد استهلاك الأغذية لدى بعض قطاعات السكان“.
هل يعقل أو يصدق أن السودان البلد الغني بمواردة الطبيعية والبشرية يعاني من مجاعة !!! السودان الذي يمتلك أكبر واخصب اراضي زراعيه والذي يعتبر سلة غذاء العالم والمنطقة !!! السودان الذي يمتلك ثروة معدنية وحيوانية هائلة يعاني من مجاعة ؟؟؟

ومن العجيب أن هذا الإعلان مر مرور الكرام في كثير من قنوات الأخبار!!!
في ظل خلاف وشلل للأمم المتحدة التي سبق وأن وصفتها بالمتوفاة اكلينيكيا ، وأنها أصبحت مثل مقهي أبو علي بفندق الهيلتون بالقاهرة ، أو مقهي الفيشاوي المعروف .

ولكني كل ثقة في العالم سوف ينتفض كما انتفض من قبل أمام الآلاف من الأطفال والشيوخ والنساء الذين يقتلون كل يوم ويشردون دون مأوي أو طعام أو غطاء ، كما انتفض الملايين في وجه لاعب كرة نفخ بلونه !!! فلقد أصبحنا في عالم حق عليهم قول الله تعالى ” وَإِذَآ أَرَدۡنَآ أَن نُّهۡلِكَ قَرۡيَةً أَمَرۡنَا مُتۡرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيۡهَا ٱلۡقَوۡلُ فَدَمَّرۡنَٰهَا تَدۡمِيرٗا” … انتبهوا أيها الساده المحترمون ، مع خالص تحياتي