د. خالد عمر يكتب : عودة ترامب وأسباب الفوز
فاز المرشح الجمهوري بالانتخابات الرئاسية الامريكية ” دونالد ترامب ” ليعود مرة أخري الي البيت الأبيض ، لمدة اربع سنوات ، والفوز علي مرشحة الحزب الديموقراطي السيدة كاميلا هاريس ” نائب الرئيس الحالي ” جو بايدن ” والذي تنتهي ولايته في شهر يناير ، يعقبها تولي السيد ترامب ويتم تنصيبه رسميًا في 20 يناير القادم 2025.
وسبب خسارة مرشحة الحزب الديموقراطي أسباب وعوامل كثيرة ، لعل كان أهمها : تأخر إعلان الرئيس بايدن عدم ترشحه لفترة رئاسية جديدة ، قبل مايقرب من شهرين ، وهي فترة لا تكفي اطلاقا للفوز علي مرشح الحزب الجمهوري السيد / ترامب … الذي فاز فوز تاريخي ، بل إن الجمهوريين فازوا بأغلبية الكونجرس ( نواب وشيوخ)… وهي هزيمة تاريخية أيضا للحزب الديموقراطي.
الخطابة علم وفن .
ولكن مالفت نظري ، في ان من أهم اسباب فوز السيد / ترامب … أنه وفريق حملته الانتخابية ، قاموا بتحليل خطابات السيدة / كاميلا … بشكل علمي احترافي جدير بالتمحيص والتحليل ، فقد نشر علي شبكات التواصل الاجتماعي الإلكتروني Réseaux sociaux ” فيلم فيديو ” مدتة حوالي دقيقتين ، لسيد / ترامب برفقة حوالي فريق حملته
المكون تقريبًا من 10 أفراد ، وهم يدونون ويعلقون علي كلمات وجمل وعبارات المنافسة ، وما يصدر عنها من إيماءات وإشارات ” Brainstorming “، وكذلك رصد نقاط الضعف التي هي ستصبح نقاط انتقاد وهجوم عليها.
وكيف يظهر في الفديو السيد / ترامب وهو يملي على فريق عملة تعليقاته وتدوينها أولآ باول ،وهو الأمر الذي يؤكد استفادته من خبراته السابقه بالعمل كمذيع ومقدم برامج “Talk show” … فالعمل علي إعداد خطاب لتحدث امام الجماهير ، وفي إي مناسبة: انتخابية ، علمية ، دينية… يستلزم الآمر حسن الإعداد والعمل الجيد الدؤوب ، وفقا للأساليب العلمية المتعارف عليها ، مع ضرورة استثمار والاستفادة من خبراتك الذاتية السابقة والآنية وتكنولوجيا الإتصالات والتواصل ، في وضع خطاب متكامل : يقنع الجماهير من المستمعين أو المشاهدين أو كلاهما معا بالغرض والاهداف ومضمون خطابك وما يحمله من افكار ورسائل واضحة ومحدده ، وقصيرة تفي بالغرض بشكل فعال لا لبس فيها ، مع تغليفها بحزمة من المشاعر والأحاسيس التي تؤثر القلوب وبث في النفوس الثقة والقناعة .
لذا ، وكما قال الحكيم : تكلم لأعرف من أنت… فالكلمة مسئولية ، وبالكلمة قد تفوز ، وقد تخسر ، وقد تنجح والعكس .. صحيح ان الخطابه فن تظهر فية ملكات ومواهب الخطيب أمام الجماهير ، ولكنها اصبحت علم وعمل جماعي … “فالكلمة مسئولية “… أنتبه ألي أحاديثك وكلماتك وخطابك أمام الجماهير… بها قد تحمل على الأعناق … وقد تذهب بك آلي أدراج الرياح….