د خالد عمر يكتب: فرنسا : التعليم الجامعي : ” الطريق الذهبي للهجرة”
أكثر من 400 ألف طالب أجنبي في فرنسا: الجامعة، قناة الهجرة الذهبية ،
فقد كشف مرصد الهجرة والديموغرافيا كيف أن استراتيجية “مرحبا بكم في فرنسا Bienvenue en France والذي بموجبه تسمح للأجانب، معظمهم من المغرب العربي وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، بالاستقرار في فرنسا بهدف الدراسة هناك.
لم يعد إساءة استخدام حق اللجوء هو الخيار المفضل لطالبي الهجرة إلى فرنسا. فمنذ عام ٢٠٢٢، أصبحت الدراسة السبب الرئيسي لمنح تصاريح الإقامة الأولية في فرنسا .
و هذا نتيجة استراتيجية ” أهلاً بكم في فرنسا”، التي أعلن عنها إدوارد فيليب بحفاوة بالغة أواخر عام ٢٠١٩. وصرح قائلاً: “بإستقبالنا لألمع الطلاب وأكثرهم استحقاقاً، سواءً كانوا من بكين أو كينشاسا، سواء كانوا يدرسون الذكاء الاصطناعي أو لغويات العصور الوسطى، سنكون أقوى بكثير”.
وكان رئيس الوزراء متحمسا جدا آنذاك. وتوقع إيمانويل ماكرون أن «يزداد عدد الطلاب الهنود والروس والصينيين، وينبغي أن يزداد».
وقد حددت الحكومة هدف “500 ألف طالب أجنبي بحلول عام 2027”.
ومن هذا المنطلق، تحقق مبادرة “أهلاً بكم في فرنسا” نجاحاً باهراً: فبعد خمس سنوات من إطلاقها، ارتفع عدد الطلاب بنسبة 17% ليصل إلى 419,694 طالباً في عامي 2023 و2024، أي ما يعادل 14% من إجمالي عدد الطلاب في فرنسا ، ومن بينهم 99,821 طالباً كانوا يقيمون في فرنسا قبل التحاقهم بالجامعة.
وعلي الجانب الآخر من الأطلنطي ، ويقول خبراء إن بيانات منصات البحث التعليمية تشير إلى أن هجوم ترامب على الجامعات قد أثر كثيرا على الاهتمام الدولي للراغبين بالدراسة للحصول على شهادة في الولايات المتحدة، و قوض القدرة التنافسية للجامعات الأمريكية.
و نتيجه لذلك، قد تشهد الولايات المتحدة انخفاضاً في أعداد الطلاب الدوليين الوافدين بحوالي 150 ألف طالب هذا لعام.
التعليق:
من تلك السياسات والاستراتيجيات التعليمية التي تبنتها الحكومة الفرنسية ، يدل علي فرنسا تسلك النهج الصحيح ، وتصحيح مسار وسياسية الهجرة التي اتبعت لسنوات طويلة في السابق ، والتي تعاني من نتائجها اجتماعية وسياسياً واقتصاديا اليوم ، لذلك لجأت لسياسة جديد تعتمد علي حسن استقطاب الطلاب الجامعيين الراغبين في استكمال مراحل التعليم العالي في الخارج ، ونجحت في تحويل بوصلاتهم من الولايات المتحدة الأمريكية إلي فرنسا ، وقد خدمها في ذلك سوء السياسة التي اتبعتها إدارة مستر ترامب حالت كثير من الطلاب الأجانب تفصيل فرنسا عن أمريكا.
كما يتضح أيضا كيف تجعل الدول من جودة التعليم عامل هام لجذب واستقطاب العقول المتميزة من كل بلاد العالم ، والتي هي ثروة تفوق النفط والذهب والمال ، وان امتلاك هذا الاحتياطي من العقول هو خير وسيلة لامتلاك المستقبل .
وهنا رسالة لمن يهمه الأمر ، كيف تصبح جودة التعليم ، عامل قوة ونجاح سياسياً واقتصاديا ، وأحد أهم القوي الناعمة للهيمنة والسيطرة إقليمياً وعالمياً.
فهل يمكن أن نستفيد من التجربة الفرنسية ؟
