د خالد عمر يكتب .. فرنسا: تعديل وزاري .. لماذا الآن ؟
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي يواجه ضغوطا منذ أعمال الشغب الأخيرة في فرنسا، قد قرر إبقاء رئيسة الوزراء إليزابيتبورن في منصبها.
وذلك من مبدأ الكفاءة والاستمرارية ، واستكمال ملفات سياسية واقتصادية واجتماعية هامة ، علي راسها العزم بإصدار قوانين الهجرةوالإقامة والعمل والمقرر إقرارها خلال المرحلة القادمة.
حيث ، أعلن الإليزيه الخميس عن تعديل حكومي في فريق إليزابيت بورن، شمل بعض الوزارات أبرزها الصحة والتربية والتعليم والسكن. وخلف غابريال أتال وزير التربية الوطنية باب ندياي، وحل أوريليان روسو المدير السابق لديوان رئيسة الوزراء مكان فرانسوا بروان على رأسوزارة الصحة. فيما تم الاستغناء عن خدمات وزيرة الدولة المكلفة بالاقتصاد الاجتماعي والتضامني مارلين شيابا، التي تواجه انتقادات ( فضائح مالية)بسبب قضية إدارة صندوق ماريان ،لمكافحة التطرف والتشدد الديني.
الهدف من التعديل الوزاري.
يعتبر التعديل الوزاري عرف وسمة أساسية من سمات الإدارة السياسية الفرنسية ، والتي تهدف دائما الي:-
١- ضخ دماء جديدة لمزيد من الفاعلية والكفاءة.
٢- تقيم وتصحيح أداء بعض الوزراء والمسئولين ،
ويتضح ذلك في تغيير ، وزير التعليم ، هو أكاديمي ليس له خبرة من قبل بالعمل السياسي، واستبداله بالمتحدث الرسمي بقصر الاليزيه ،السيد / ج. أتال، الذي يبلغ من العمر 34 عاما ، وعضو رئيس في فريق عمل الرئيس ماكرون منذ عزمه الترشح للرئاسه قبل فترته الأولي .
والجدير بالذكر ، أتوقع ان السيد/ ماكرون يعده لخلافته في أخوض إنتخابات الرئاسة القادمة ، بعد أنتهاء فترته الحالية في عام 2027.
٣- انتهاج وإتباع سياسية التدريب والتأهيل والتصعيد في السلم والعمل السياسي ، لاكتساب الخبرة المهنية والسياسة ، لتكوين صفوكوادر سياسية للمستقبل .
٤- اتباع المفهوم والمنهج الإداري المعروف “التدوير ” لاكتساب مزيد من المهارات والكفاءة المهنية والعلمية في المجال الإداري والسياسي.
٥- كسر حاجز الرتابه والبطء والروتين، وتصحيح المسار أولآ بأول ، دون تردد أو انتظار ، مايزيد من سخط المواطن ” الناخبين ” . عصبالحياة النظام الديموقراطي.
٦- بث الانسجام وروح الفريق الواحد.
الإبقاء علي الوزراء والمسؤولين ،رغم :
عدم الخبرة والكفاءة.
شبهات الفساد .
النقد السلبي من المواطنين والمعارضين.
مرور فترات طويلة في موقع المسئولية.
عدم احراز المسئول الاهداف المطلوب تحقيقها ، أو أيه نتائج إيجابية ملموسة علي أرض الواقع.
كل ماسبق ويزيد يؤدي إلي:-
بث شعور بإن المسئوليين فوق النقد أو العزل ولديهم حماية وحصانة من النظام القائم.
بث شعور سلبي لدي الجماهير والمواطنين ، بإن الإدارة السياسية ، لا تهتم بهم وان آرائهم ليس لها أي وزن أو أهمية لدي صانعالقرار.
فصل النظام السياسي عن الشعب.
يجعل المسئول ، بإنه فوق النقد او التقييم.
بث شعور بإن الولاء والطاعة أهم من الكفاءة أو الجدارة .
بث شعور لدي المسئول بإن إرضاء المواطن والجماهير ، في آخر أولوياته ، ولكن الأهم هو إرضاء الإدارة العليا.
بث السكون والجمود ، وهو ضد التقدم والتطور والتحديث.
وأخيرا ، وليس آخرا ، فإن التغيير والتعديل ليس هدف في حد ذاته ، ولكن هو ركن أساسي من مفاهيم الإدارة العلميةالحديثة ، على كافة الأصعدة والمستويات والمجالات ، سواء سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية وفكرية وقانونيةوسلوكية ، وخلافه.
فالإدارة فن وعلم وابتكار وتطور، ويحكمها النتائج والمخرجات ، وليس التمسك بالمبررات والحجج
و أوهام المؤامرة ، والسحر والشعوذة ، وانه ليس بالإمكان أبدع مما كان .
ليتنا نقرأ ، ليتنا نفهم ، ليتنا نعمل ونجد ونشر الأمل والتفاؤل ،…،… ، ليتنا نتعظ