د. خالد عمر يكتب: فرنسا : رسالة عميد مسجد باريس لمسلمي فرنسا وأوروبا.
بعد أعلنت النيابة العامة أن رؤوس الخنازير الموضوعة أمام مساجد في منطقة إيل دو فرانس تركها أجانب “غادروا البلاد”. واعتبرت النيابة العامة في باريس أن هذه “محاولة واضحة لإثارة الاضطرابات في البلاد”.
فقد عثر على تسعة رؤوس خنازير يوم الثلاثاء، أربعة منها في باريس وخمسة في الضواحي الداخلية.
و في اليوم التالي لاكتشاف تسعة رؤوس خنازير خارج مساجد في منطقة إيل دو فرانس، أعلن مكتب المدعي العام في باريس يوم الأربعاء، 10 سبتمبر/أيلول، أن من قام بهذه العملية المؤسفة “أجانب” غادروا البلاد. ووصف مكتب المدعي العام هذا العمل بأنه “محاولة واضحة لإثارة الاضطرابات في البلاد”.
وبحسب مكتب المدعي العام، الذي وردت له معلومات: ” فقد اتصل مزارع من نورماندي بالمحققين ليبلغهم أن شخصين جاءا لشراء نحو عشرة رؤوس خنازير منه”، في سيارة “لوحة تسجيلها كانت صربية على ما يبدو”.
وفقًا لمكتب المدعي العام، “أثبتت تحقيقات كاميرات المراقبة أن هؤلاء الأفراد وصلوا إلى باريس، بالقرب من منطقة أوبير كامبف، في هذه السيارة نفسها، ليلة الاثنين 8 سبتمبر/أيلول إلى الثلاثاء 9 سبتمبر/أيلول”. و أضاف أن اللقطات “أظهرت أيضًا رجلين يضعان الرؤوس أمام عدة مساجد”.
و أضاف المتحدث بإسم مكتب المدعي العام أن هؤلاء الأفراد “ربما استخدموا خطا هاتفيا كرواتيا ، و تشير مراقبته إلى أنهم غادروا الحدود الفرنسية البلجيكية صباح الثلاثاء، بعد ارتكاب الجرائم”.
هذا و عثر على رؤوس خنازير، في بعض طرقات باريس العامة ، وبالتحديد في مونتروي (سين سان دوني)، ومونتروج ومالاكوف (أو دو سين)، وجنتيلي (فال دو مارن).
والجدير بالذكر أن مكتب المدعي العام في باريس صرح : أن العديد من رؤوس الخنازير “حملت نقشًا بالحبر الأزرق ‘MACRON'”.
وقد رجح قائد الشرطة لوران نونيز احتمال وجود “تدخل أجنبي” وراء هذا العمل المشين .
هذا وقد صرح عميد المسجد الكبير في باريس، السيد / شمس الدين حافظ- وهو المحامي الشهير : الثلاثاء 9 سبتمبر/أيلول، إنه تلقى اتصالا من الرئيس الفرنسي: السيد/ إيمانويل ماكرون ، والذي”أعرب فيه عن دعمه الكامل و تضامنه مع المؤمنين المسلمين” بعد اكتشاف تسعة رؤوس خنازير على الأقل أمام مساجد في باريس وضواحيها الداخلية.
أوضح السيد العميد/شمس الدين حافظ، الذي أعرب عن تأثره الشديد بهذه الرسالة : وأنه أعلم الرئيس الفرنسي بالأصالة عن نفسه ،و نيابة عن مسلمي فرنسا ، بل ومسلمي اوروبا : أننا تأثرنا بالدعم الصريح والواضح من رئيس الجمهورية. والذي ترك في نفوسهم اثر إيجابي عظيم ، كما وأعرب له عن صدمة واستياء جميع أفراد الجاليات الإسلامية الموجودة على التراث الفرنسي ، والذي هم مكون وركن رئيسي من الشعب والجمهورية الفرنسية.
و أضاف السيد العميد أيضا أنه : “تلقي عدة رسائل من ممثلي أحزاب سياسية وعدد من الوزراء”، لتعبير عن تضامنهم واستنكار هذا العمل المرفوض من الجميع.
والذي بدوره ، شكرهم علي هذا التضامن ، وأعرب لهم ” لا يسعني إلا أن أدين هذه الأعمال المعادية للإسلام بأشد العبارات الممكنة.
ويجب على جميع مواطني هذا البلد بكل طوائفه ، أن يشعروا بالقلق إزاء هذه الانتهاكات.
واضاف السيد العميد/ شمس الدين حافظ: عن أن ازعاجه الشديد من هذا العمل الدنيء ، وأنه من المؤسف حقًا أن يُلصق اسم رئيس الجمهورية على رؤوس هذه الخنازير لارتكاب عمل معادٍ للإسلام. إنه لأمرٌ حقير”.
وأنه “لا بد من اتخاذ إجراءات أكثر صرامة لحماية أماكن عبادة المسلمين”.
وأشار رئيس الجامعة أيضًا إلى أن أورور بيرجي، الوزيرة المنتدبة للمساواة بين الجنسين ومكافحة التمييز، اتصلت به “في وقت سابق من هذا الصباح” للتعبير عن “دعم الحكومة”.
وقال السيد العميد ، وعلي لسان المسؤولين الفرنسيين اللذين”أخبروه أنهم بصدد اتخاذ تدابير و إجراءات أكثر صرامة عاجلة وعلي وجه السرعة لحماية أماكن عبادة المسلمين”.
“من حيث المبدأ، لا ينبغي أن يحدث هذا، فهذه أماكن يجب حمايتها حقًا من كل عنف وانتهاك، لأن الأمر يتعلق بإنسانيتنا وتعايشنا “نحن من ديانات مختلفة، نحن مؤمنون وغير مؤمنين، ولكننا جزء من الأمة الفرنسية.”
وأكد السيد / حافظ ، أنه و بصفته عميد المسجد الكبير في باريس، أدعو جميع المسلمين، المؤمنين في المساجد، إلى اليقظة، والأهم من ذلك، عدم الاستجابة للاستفزازات” ، وقد وجه هذه الرساله إلي السادة الأئمة الكرام بضرورة إرشاد وتوعية المصلين في المساجد بتوعية أبناء الجالية الإسلامية ، بضرورة الإنتباه وتوخي الحيطة وكل الحذر إلى أن “ارتكاب مثل هذه الأعمال في وقت تمر فيه فرنسا بوضع صعب قد بلغ حد الدناءة” ، وان هذه الإساءة ، ليس بالأمر الجديد ، فقد تعرض لها رسولنا الكريم منذ بداية دعوته وبعثة الشريفة لنفس الأفعال السيئة ، ولكنه يقابلها ويتعامل معها بالحسنى وحسن الخلق ، ولنا رسولنا الكريم وسنته الشريفة أسوة حسنة.
وصدق الله تعالى في كتابه الحكيم” كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللهُ” ( سورة المائدة ـ 64).
