د. خالد عمر يكتب: ماذا عن التطور العالمي للأديان ؟

8

صدر مؤخراً تقرير جديد يحلل تطور عدد المؤمنين ( ينتمون لديانة ) حول العالم بين عامي ٢٠١٠ و٢٠٢٠. ويؤكد التقرير أنه لا تزال الديانة المسيحية الأكثر انتشاراً.
ومن النتائج الأخرى ارتفاع عدد المسلمين والأفراد غير المنتمين إلى أي دين بشكل ملحوظ.
المسيحيون، والمسلمون، واليهود، و الهندوس، و البوذيون… والتقارير ترد علي بعض الأسئلة التي تهم الباحثين في مجال الأديان والمعتقدات الدينية مثال: هل يتزايد عدد أتباع هذه الديانات الخمس بنفس معدل نمو سكان العالم؟

ما هي الاتجاهات التي لوحظت حول العالم خلال العقد الماضي؟

وما هي النسبة الحالية للرجال والنساء الذين يعلنون عدم انتمائهم الديني؟

يتناول تقرير شامل عن مراكز بحثية متخصصة في تحليل التغيرات الدينية العالمية وآثارها على المجتمعات، التطور العالمي للأديان بين عامي ٢٠١٠ و٢٠٢٠.

الملاحظة الأولى: لا يزال المسيحيون يشكلون “أكبر جماعة دينية في العالم”، وفقًا لتقرير صادر عن مراكز أبحاث أمريكية ، نُشر مؤخرا على الإنترنت في شهر يونيو الجاري ، والذي تضمن :
زاد عدد المسيحيين بمقدار ١٢٢ مليونًا (بزيادة ٦٪)، ليصل إلى ٢.٣ مليار نسمة، أي ما يعادل ٢٨.٨٪ من سكان العالم.

وهم الأغلبية في جزء كبير من العالم (١٢٠ دولة ومنطقة)، باستثناء “آسيا والمحيط الهادئ والشرق الأوسط وشمال أفريقيا”.

تحليل بيانات من 201 دولة. ومع ذلك، تكشف الإحصاءات المستقاة من 201 دولة أن المسيحيين، من جميع الطوائف (الكاثوليك والبروتستانت والأرثوذكس، إلخ)، لم يواكبوا النمو السكاني. فنسبتهم “من سكان العالم آخذة في الانخفاض مع تغيير ملايين المسيحيين لدينهم أو تركهم له”. ويشير التقرير إلى أن نسبة هؤلاء الأفراد قد قفزت إلى 270 مليونًا، لتصل إلى 1.9 مليار، أي ما يعادل 24.2% من سكان العالم. وضمن هذه الفئة، وهي ثالث أكبر فئة في الترتيب، “يمثل المسيحيون الذين يعتبرون أنفسهم بلا دين نسبة كبيرة”. وقلة قليلة فقط هي التي أعلنت اعتناقها دينا آخر.

وفي نهاية تشير التقارير : يعيش 84% من المسيحيين في منطقة يشكل دينهم الأغلبية فيها ، و المسيحيون هم أكبر مجموعة دينية في العالم.

تلاحظ أيضا ملاحظة هامة جداً ، و هذه الظاهرة بشكل خاص في مهد المسيحية التاريخي، حيث يتجه المجتمع نحو العلمانية. “انخفضت نسبة المسيحيين إلى أقل من 50% في المملكة المتحدة (49%)، وأستراليا (47%)، وفرنسا (46%)، و أوروغواي (44%). في كل من هذه الدول، يمثل الأشخاص الذين لا ينتمون إلى أي دين الآن 40% أو أكثر من السكان، بينما تمثل الجماعات الدينية الأصغر، مثل المسلمين و الهندوس والبوذيين واليهود أو أتباع الديانات الأخرى، 11% أو أقل.”
وتشهد الكنائس المسيحية اتجاها أساسياً آخر: “أصبحت أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى الآن موطنا لأكبر عدد من المسيحيين، متجاوزاً أوروبا. في عام 2020، كان 30.7% من مسيحيي العالم يعيشون في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، مقارنة بـ 22.3% في أوروبا”،
حيث يعيش ثلث المسلمين في باكستان. وخلال هذه الفترة، ازداد عدد المسلمين الممارسين لشعائرهم الدينية بمعدل أعلى بكثير من الأديان الأخرى (بزيادة 1.8 نقطة مئوية)، ليصل إلى 25.6% من سكان العالم. ونمت هذه المجموعة الدينية بنسبة 10%، أي ضعف سرعة نمو سكان العالم.
و التي تشكل الآن ثاني أكبر مجموعة دينية في العالم، حيث تشهد نموا قوياً في أمريكا الشمالية (5.9 مليون متبع في عام 2020، بزيادة قدرها 52%)، وفي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى (369 مليوناً، بزيادة قدرها 34%). ويعيش ثلث المسلمين في باكستان والهند وإندونيسيا، وهي دول تمثل 12% من إجمالي عدد المسلمين في العالم، وفقًا للتقرير.
إجمالاً، ووفقا للدراسة، يعيش 85% من اليهود اليوم في الولايات المتحدة أو إسرائيل. وقد ارتفع عدد المتدينين، المقدر بنحو 15 مليون شخص، بنسبة 6% بين عامي 2010 و2020، وفقًا لتقديرات معهد الأبحاث. ويعيش أربعة من كل عشرة يهود، أي 7.5 مليون شخص، في الولايات المتحدة، حيث يشكلون 2% من سكانها. وبشكل عام، يعرف 14.9% من سكان العالم أنفسهم بأنهم هندوس. وقد استقر هذا الرقم منذ عام 2010. وتعيش الغالبية العظمى من المتدينين (95%) في الهند، حيث معدل الخصوبة مرتفع و”حيث يندر عدد المنشقين عن ديانة معينة”.
انخفاض عدد البوذيين في العالم
يُعرّف ما يزيد قليلاً عن 4% من سكان العالم أنفسهم بأنهم بوذيون. وهذه هي المجموعة الوحيدة التي انخفض عدد أتباعها بنسبة 5% خلال الفترة نفسها، من 343 مليوناً إلى 324 مليوناً.
و يُعزى هذا الانخفاض إلى “عدد المنشقين عن ديانة معينة في آسيا وانخفاض معدل الخصوبة”، وفقًا لمعهد الأبحاث. وتحتل تايلاند المرتبة الأولى بين الدول التي تمارس فيها هذه الديانة على نطاق واسع، متقدمة على الصين وميانمار.

هل تؤثر الهجرة على تطور التركيبة السكانية الدينية المحلية؟ تجيب التقارير بنعم، مؤكدًا أنها تسهم في “زيادة عدد المسلمين في أوروبا وأمريكا الشمالية”.
ووفقا للدراسة، بين عامي 2010 و2020، “ازداد عدد الأشخاص الذين يعيشون خارج بلدانهم الأصلية بأكثر من 50 مليوناً”.

وبشكل عام، فإن هذا التطور “له تأثير محدود على التركيبة الدينية لبلد المهجر إذ لا يمثل المهاجرون في كثير من الأحيان سوى جزء ضئيل من إجمالي سكان المجتمع، وغالبا ما ينتقلون إلى بلدان تسود فيها هويتهم الدينية”.

ومع ذلك، يشير مراكز الأبحاث إلى أن “الغالبية العظمى من اللاجئين السوريين الذين وصلوا إلى تركيا خلال العقد الماضي مسلمون، وأن الفنزويليين الذين استقروا في كولومبيا وبيرو والإكوادور المجاورة غالبيتهم مسيحيون. وفي هذه البلدان، لم يؤدي أو يتسبب تدفق المهاجرين إلى تحولات دينية كبيرة بين عامي 2010 و2020”.

الخلاصه: مازالت المسيحية علي رأس الديانات السماوية الثلاث ، يليها الإسلام
والذي يزداد بسرعه وبنسبة كبيرة عن باقي المعتقدات الدينية الأخرى ، نصف يهود العالم يعيشون في الولايات المتحدة الأمريكية ، تزايد أعداد اللا دنيين ( الذين لا ينتمون إلى دين ) وهو ما ينطبق علي من لا ئومن بأي دين أو الذي ينتمي لدين معين بحكم الولادة أو العائلة ولكنة لا يمارس أي شعائر أو طقوس دينية ، وهذة المجموعات تنتشر وتزداد للأسف في بعض بلادنا : نتيجة لظروف وأسباب متعددة ومتنوعة : منها السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي ، و أداء المؤسسات التعليمية والتربوية والدينية والإعلامية ، وغيرها الكثير… مع خالص تحياتي.