د.خالد عمر يكتب : ما هو مصير أموال واستثمارات إيران في سوريا ؟
منذ بداية الصراع المسلح بين المعارضة السورية ونظام الأسد الابن والذي أمتد قرابة ال 15 عاما وحتى فراره في 08 من شهر ديسمبر الجاري ، وإيران رغم الحصار والعقوبات الاقتصادية المفروضة عليها منذ عقود ، ورغم تنامي النفوذ الإيراني في دول عدة منها : خمس منها عربية واثنتان إسلامية. ووفق خارطة نشرها تقرير ميونخ للأمن لعام 2020 فإن إيران تتمتع بنفوذ في جارتها العراق، ويوجد سيطرة في داخل سوريا، ولبنان، واليمن، والأراضي الفلسطينية، أفغانستان، وباكستان.
ولكن سوريا لها وضع خاص ومميز بالنسبة للنظام الإيراني … وهناك سؤال يبحث عن إجابة في أروقة الباحثين والمتخصصين والخبراء عن مصير أموال واستثمارات إيران في ظل الأوضاع السياسية الجديدة ، ، وفي ضوء ذلك المعطيات التالية :ـ
1- حجم الأموال التي ضختها إيران في سوريا خلال ربع قرن تمثل فترة حكم الأسد الابن ، تقارب ال50 مليار دولار
تنوعت بين بيع بترول وأسلحة ومواد خام واستثمارات وخصص مالية وتمويلية مختلفه ، وشراء عقارات وممتلكات، وسيولة نقدية ،….
2- تحملت إيران تكاليف قوات دعم نظام الأسد المالية واللوجستية ومن حيث العدد والعتاد، والإعداد والتدريب وخلافة …ففي ضوء ما سبق ، يمكن استنتاج مايلي:-
1- هل إيران قامت بكل هذة الأنشطة والمساعدات المالية واللوجستية والعينية بموجب اتفاقيات موثقة دولياً بين حكومتي الطرفين ؟ أم الأمور تسير بعيدا عن الرسميات والمواثيق الدولية ؟
2- هل لدي إيران ضمانات مع أطراف أخري تحملت لك التكاليف .. مثل روسيا أو بعض الدول العربية التي كانت تحاول إدماج نظام الأسد وعودته للساحة الإقليمية والعالمية ؟
3- هل ستقوم إيران بالضغط عسكريا علي الحكومة النظام السوري الجديد والتلويح بالقوة العسكرية لاستيراد تلك الأموال والاستثمارات، وعدم المساس بها ؟
4- هل ستقوم إيران بالتقارب مع النظام السوري الجديد ، والمداهنه لضمان حقوقها واستردادها كليا ، أو جزء منها ؟
5- هل يمكن للنظام الإيراني محاولة تحويل ملكية عوائد منفعة تلك الممتلكات لبعض جهات كانت تتعاون معه أو يمكن أن يستعملهم أو استخدامهم في حل وضعية هذا الأمر.
***من واقع الفكر النظام الإيراني الحالي: فإنه من الأرجح أنهم سوف يتبعوت الإستنتاج الرابع : وهو التفاهم والمداهنة وتجنب المواجهة المباشرة ، وهو الأمر المفيد أيضا للنظام السوري الجديد الذي يرفع لواء المصالحة والتفاهم وفتح صفحة جديدة ، كما أن إيران تنتظر استلام الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب في يناير القادم ، وما سوف يأخذه من قرارات وسياسات في ملفات عالمية منها الشرق الأوسط ، وبالطبع سوف يصب في النهاية في صالح إسرائيل ثم أمريكا ، فكلاهما الرابح من هذه التغيرات الجيوسياسية ، وكافة الأطراف الأخري هي الخاسرة..
واخيرا لا يسعدنا أن نسأل الله الدعاء بحماية بلادنا وشعوبنا من الخونة والعملاء وأصحاب المصالح ، والمنافين.