د.خالد عمر يكتب : هل هذا الدمار متعمد ومخطط مسبق ؟
تسببت حرب غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 وحتى وقف إطلاق النار والتوصل لاتفاق بين حماس وإسرائيل في 19 يناير/كانون الثاني 2025، بأضرار واسعة النطاق في البنية التحتية في جميع أنحاء غزة.
وتقول التقارير والإحصاءات وشهود العيان والشهود انه قد قتل أكثر من 46 ألف فلسطيني خلال العمل العسكري الإسرائيلي، في غزة، ودمرت الكثير من البنية التحتية في جميع أنحاء القطاع بسبب الغارات الجوية.
بينما أدى هجوم حماس المفاجئ على إسرائيل في أكتوبر/تشرين الأول 2023 عن مقتل نحو 1200 شخص واحتجاز 251 آخرين كرهائن.
وإن محافظة الشمال تحولت إلى “مقبرة جماعية”، لافتاً إلى أن عملية انتشال الجثامين من تحت الركام مهمة شبه مستحيلة دون دخول معدات ثقيلة.
وان الدمار الذي لحق بغزة استناداً إلى صور الأقمار الصناعية. في أحدث تحليل لها حتى الحادي عشر من يناير/كانون الثاني، قدرا أن 59.8 في المئة من المباني في قطاع غزة تضررت أو دمرت منذ بداية الحرب.
كما تقول التقارير الرسمية الموثقة ، أن الحطام الناتج عن تلك الحرب حتي تاريخ وقف النار يعادل أكثر من 20 مرة عن الحروب السابقة بين طرفي النزاع، والذي بلغ حجمه مايزيد عن 50 مليون طن ، تحتاج إلي نحو 25 عاما لإزالته.
وبلغ عدد النازحين مايقرب من 2 مليون نسمة ، حوالي 90 % من سكان القطاع .
وتقول التقارير والإحصاءات الرسمية أن الولايات المتحدة الأمريكية أن حجم الأسلحة التي قدمتها لإسرائيل خلال هذه الحرب بلغت ما يفوق عن 50 مليون طن أسلحة وذخيرة ، بقيمة 25 مليار دولار.
وتقول بعض التحليلات أنه في حالة عدم نجاح خطة دونالد ترامب لتهجير الفلسطنيين ، بحجة إعادة إعمار القطاع، والتي تلقي تأييد ودعم اليمين المتطرف المتشدد في حكومة نتنياهو ، أنه سوف تستأنف إسرائيل حربها مرة أخري ، وهو الأمر الذي سيتم تناولة بين ترامب ونتنياهو أثناء زيارته لواشنطن الأيام المقبلة بناء على دعوة من الرئيس الأمريكي الجديد.
والمشهد الحالي والقادم يطرح عدة أسئلة:
* هل سوف يمارس دونالد ترامب وإدارته ضغوط سياسية واقتصادية
غير مسبوقة لتحقيق تلك الخطة ؟ خاصه وأنه لا يتسامح مع من يرفض خططه وقراراته وأحلامه.
* هل يخطط الجانب الأمريكي الحصول علي أموال وأيتوات من بعض الدول ، يستخدم جزء منها في تعمير غزة ، ثم يستولي عليها ( نشر قوات دولية ، غالبيتهم من امريكان) كما يرغب في الاستحواذ علي قناة بنما ، جزيرة جرين لاند ؟ خاصة أن الأموال التقديرية الأولية لإعادة التعمير تقترب من 100 مليار دولار ،
* هل سوف تدفع دول المنطقة فاتورة تلك الحرب ، نتيجة صمتها علي استخدام إسرائيل المفرط لتدمير القطاع ، واكتفائها بالاعتراض فقط عن طريق القنوات السياسية والدبلوماسية ، وإصدار بيان التنديد والاستهجان والادانة .
لذا، فاءن لقاء ترامب ونتنياهو القادم بالغ الخطورة علي الصراع والقضية الفلسطينية ، والموقف أصبح معركة وجود لكلا الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي ، فمظاهر تسليم الرهائن لدي حماس جعل الإسرائيليين في حالة الهلع والخوف علي وزيادة إصرارهم علي الانهاء الكامل علي حماس ، وهو ما يوضح أن التدمير بهذا الشكل غير المسبوق علي مستوي حروب التي قامت بالمنطقة منذ بداية الصراع ، يؤكد وبدرجة كبيرة أن هذا التدمير مخطط معد مسبقا ، لاتفاقيات ومخططات سوف تكشف عنها الأيام القادمة.