د خالد عمر يكتب: هل يسير نتنياهو علي خطي تشرشل ؟
كعهد الإدارة والقادة السياسيين الإسرائيليين في كل عملية عسكرية مسلحة يستنجدون بأمريكا لدعمهم ومساندتهم بالعتاد والسلاح والذخيرة
والدعم اللوجستي والمعلوماتي والاستخباراتي ، وكافة أنواع وأصناف الدعم ، وذلك لسبب بسيط أنها لاتستطيع الحرب منفردة ، وهذا ماسبق وصرح به الزعيم الراحل أنور السادات بعد قبول وقف إطلاق النار ، بعد تدخل الولايات المتحدة الأمريكية المباشر في الحرب.
واليوم يحاول نتنياهو بكل السبل إقحام أمريكا ترامب في حربة وعدوانة علي إيران لضمان النصر الساحق عليها ، وهو نفس المنهجية و الاستراتيجية التي تبناها واتباعها وينستون تشرشل رئيس وزراء بريطانيا إبان الحرب العالمية الثانية ، عندما نجح في جر أمريكا للحرب بعد محاولاته المستميتة لهذا الأمر ، وتردد أمريكا في بادئ الأمر ، ولكنه نجح في النهاية في جلب أمريكا للحرب وتحقيق النص علي ألمانيا النازية بزعامة الفوهرر ادولف هتلر.
ولولا تلك الاستراتيجية ، والحيل السياسية التي اتبعها تشرشل ( نفس العبارات والتصريحات التي تصدر عن اليمين الإسرائيلي) ، ما كان للخلفاء تحقيق النصر وحدهم دون الولايات المتحدة الأمريكية ، فإنها الحقيقة ، لذا ، فإنه السبب المبرر أن أمريكا تحكم العالم منفردة اليوم ، خاصة بعد سقوط وتفكيك الإتحاد السوفيتي السابق.
واليوم التاريخ يعيد نفسة ، مع تغيير الأشخاص ، نتنياهو يسير علي نهج تشرشل ويحاول بشتي الطرق مشاركة أمريكا في حربة ضد إيران بشكل مباشر.
و تشير بعد التقارير والمؤشرات أنه قد ينجح في تحقيق هذا الأمر ، ولكن هناك بعض المواقف والتصريحات التي وقف عندها المحللين:
١- السيد / ترامب يحلم بالحصول علي جائزة نوبل للسلام… فهل هو من قام بدفع إسرائيل بضرب إيران ؟ حيث أنه بعد يوم واحد من إندلاع الحرب بينهم ، صرح بأنه سو يقوم بتحقيق السلام بين إسرائيل وإيران علي غرار ما حققه بين باكستان والهند من عدة أسابيع مضت .
(يتبع سياسية إشعال المشاكل ، ثم يقوم و يدعي التدخل لحلها ، ليظهر بأنه رجل حمامة سلام ).
٢- هل فشل السيد / ترامب في إقحام أوروبا في مساندة إسرائيل بدلاً من أمريكا خلال الفترة الماضية؟
٣- هل رفضت فرنسا – ماكرون طلبة بدخول أوروبا المباشر في هذا النزاع ؟
وكان نتيجة لذلك مغادرة ترامب لاجتماع G7 المنعقد في كندا ، وعودته إلى واشنطن ؟
٤- هل لو تدخلت أمريكا مباشرة بجانب إسرائيل لمواجهة ايران ، هل ستدخل روسيا – بوتين لمساندة إيران ؟ خاصه وأنهم منذ اسابيع قليله مضت وقعوا إتفاق استراتيجي بينهم ؟
٥- هل ستدخل الصين وباكستان بمساعدة إيران ، خاصة بعد إدانة الصين لإسرائيل ( إيران المورد الرئيسي للبترول لصين ) ، وبعد تصريح وزير الدفاع الباكستاني ، بضرورة مساندة إيران في هذا العدوان ، لأنه إن لم يحدث هذا الأمر فإن كافة الدول العربية والإسلامية معرضة الغطرسة الإسرائيلية والأمريكية؟ ولما لا فالدور سوف يصبح علي باكستان, ودول أخرى ؟
٦- بفرض تحقيق إسرائيل بمشاركة أمريكا أو بدون مشاركتها في تحقيق نصر علي إيران ، هل يسقط نظام الحالي ؟ هل سيحقق الأمن والسلم والاستقرار في المنطقة والعالم؟ أم سوف سيزداد الأمر دمار وفوضى ؟
وأخيرا ، هل ينجح اليمين المتطرف في إسرائيل في النجاح في تحقيق حلم إسرائيل الكبري ؟ ونجاح سياستهم في إتباع سياسة الذئب في أكل ضحاياه فرادي ، الواحد تلو الآخر ؟
سوف ، ننتظر ، و نري القادم القريب ، مع خالص تحياتي
