د. خالد عمر يكتب : هي و هو .. والانتخابات الأمريكية !

0

ساعات تفصل العالم عن أهم وأخطر أنتخابات رئاسية في تاريخ الولايات المتحدة الاميركية ، والتي يمكن ان يطلق عليها “انتخابات القرن “…
وعلي وجه الخصوص ،كيف تنظر فرنسا وأوروبا لهذا العرس الديموقراطي الامريكي العالمي…
في الأصل ، وحتي لا ينجرف القارئ بعيدا عن الواقع السياسي والاقتصادي والديمقراطي الامريكي ( والغربي أيضا).. هي انتخابات بين برامج حزبية يمثلها شخص ، تم انتخابهم من قبل القواعد الانتخابية لكلا الحزبين المتنافسين الرئيسيين دائمًا،
وهما الحزب الديمقراطي ( الحاكم) والحزب الجمهوري ( الحزب المنافس)….

العمال ، وأصحاب العمل ورؤوس الاموال..
باختصار شديد ، الحزب الديموقراطي يمثل مطالب الطبقة العاملة والطبقات المتوسطة والاقل ، اما الجمهوري ، يمثل مطالب اصحاب المال والاعمال ورؤوس الاموال والشركات ، وهو الواضح جليًا في تاييد “إيلون ماسك – والذي ربما يكون له طموح سياسي مستقبلا ” …. فهناك فرق شاسع بين كلا الفريقين ، في البرامج والأولويات الوطنية والمحلية من الناحية الاجتماعية والصحية والتعليم والتوظيف والضرائب ، والمهاجرين وحق الاقامة ،…. وخلافة وهي الامور التي تهم الناخب الامريكي في المقام الأول.،،ولكن يجمعهم تقارب كبير في الأهداف والاقتصادية والسياسية الخارجية ،
فكلاهما يسعي لتوطيد وتدعيم الهيمنة الامريكية علي العالم ، كقطب واحد يحكم العالم ، وتبعة باقي دول العالم لهم….

هي:-
بعد اعتذار الرئيس الحالي: جون بايدن عن الترشح لفترة اخري ( والتي اجبر عليها سياسيا وصحيًا وحزبيًا ) وجدت نفسها ، مرشحة الحزب الديموقراطي ، والذي لم يجد بديل لها لقصر المدة والوقت …وهي بالطبع تسير علي برامج وسياسات الحزب الاساسية المعروفة للجميع…. نقاط القوة تأييد الحزب وناخبيه ومؤيدينه ، خاصةً المرأة ، والمهاجرين ، والطبقات الأكثر احتياجًا والموظفين … ولكن ترامب ومعسكر المحافظين يتهمها بضعف خبرتها السياسية….ولكنها تطمح بإن تكون أول أمرأة تفوز برئاسة الولايات المتحدة الاميركية ، كملكة متوجه للبيت الأبيض – مقر ومركز الإدارة الامريكية.

هو:-
السيد / دونالد ترامب… الرئيس الامريكي السابق لجون بايدن … وهو رجل المال والملياردير ، صاحب نفوذ مالي واقتصادي كبير …حصل علي تأييد الحزب الجمهوري …. رغم كل ما أثير حوله من قضايا قانونية متنوعة ( ضرائب وتحرش وتسريب مستندات ، الحنث باليمين و….) وبعد حصل علي ترشيح الحزب …..

وماذا بعد :-
نتائج أغلب التقارير والتحليلات عن الانتخابات الرئاسية الاميركية ، وانعكاساتها علي الأوضاع العالمية مستقبلا:-
1-الدول الديموقراطية والنظام الديموقراطي تعاني من مشاكل كبيرة في التطبيق والممارسة الديموقراطية ، فنتائجها في كثيرأ من دول العالم
نظام الانتخابات غالبًا لا ياتي بالأفضل او الاكفأ .
2-النظام الديموقراطي والاحزاب السياسية تعاني من قلة ، بل ندرة الكوادر والكفاءات السياسية المؤهلة لتولي المسؤولية ( عدم وجود صف ثاني).
3-هناك سخط وعدم رضا وشك وعدم ثقة لدي المواطنين وجمهور الناخبين ، في ما تسفر عنه نتائج الانتخابات : ويتضح ذلك في نسب المشاركة الضعيفة جدًا ، والتي تزداد مرة بعد أخري.
4-سيطرة رؤوس الاموال علي العملية الانتخابية ، وتدخلها بشكل سافر وتحيزها لمرشح علي حساب أخر ، بل وتحديد الفائز في أغلب الأحوال.
5-الفزع الذي أصاب منظمي ومشرفي ومراقبي العمليات الانتخابية من الهجوم التي تتعرض لها من قبل القراصنة ( الهكرز) والتي تمثل خطر داهم الأمن السيبراني ، مما يهدد مصداقية نتائج الانتخابات حول العالم.
6- كثير من الانظمة التي تصفها التقارير الدولية بالاستبداد ، وعدم أحترام حقوق الانسان ، والممارسات الديموقراطية ، ترغب في فوز دونالد ترامب ، ومعهم اللوبي اليهودي ودوائر روؤس الأعمال ، والأنظمة المختلفة مع ادارة الديمقراطيين
7- الراي العام السياسي الأوربي يرغب في فوز كاميلا …بسبب مواقف ترامب خلال فترة رئاسته : أنسحب من إتفاقية المناخ ، واوقف تمويل منظمة الأمم المتحدة ، قلص تمويل حلف الناتو ، تهرب تمويل ومساندة أوروبا في مشاكلها التمويلية ، الأولية أصبحت لاستراليا وكندا واليابان والصين والهند علي حساب أوروبا ، تقترب من زعماء كوريا الشمالية وروسيا ،….
8-كثير من الانظمة في ترامب نوذج الراي مالية المتوحشة والمتغطرسة ، وشهرته العالية لحب المال والشهرة ، والافعال والأقوال غير المعتادة ، وغير المتوقعة ، التي تضعهم في مشاكل وأزمات.

من المستفيد ؟
بالنظر الى الموقف العالمي من الانتخابات الرئاسية الاميركية ، نري ان هناك أطراف سوف تخسر كثير من مصالحها إذا فاز هو ….. كما إن هناك اطراف إخرى سوف تستفيد اذا فارت هي ….. وهناك أيضا من سوف يجني الثمار في حاله فوز إي منهما : سواء هو أو هي … الابن المدلل لامريكا ( الحاكم الفعلي الان للعالم ) …. التي سوف يصبح الأمر مباح لها لإنهاء والقضاء علي فلسطين ، وتحقيق الشرق الأوسط الجديد الكبير ، واخراج لسانها للعالم وللأمم المتحدة التي لم يعد لها اي لزمة ” فقد اصبحت مقهي عالمي ، يتسامر فية الزبائن علي مشكلة وأزمات العالم الضعيف ، بإسم الإنسانية وحقوق الانسان ، وغيرها من الشعارات التي تستهلك في كافة الحملات الانتخابية حول العالم من وعود وعهود هي والعدم سواء …..لكم ولنا الله..

من باريس
د خالد عمر