د. عايدة عيد، تصنع الحدث في قلب الحدث رسالة اعتراف
يكتبها: الأديب الكبير الناصر السعيدي
حاورتها سابقًا حيث تمخض حديثنا حوارًا راقيًا، هي من طرابلس لبنان، وأنا من قرطاج تونس، وما بيننا ليس إلا تاريخ واحد وماض واحد كتبه الصيادون الفينيقيون بين ميناء طرابلس وصولًا إلى ميناء قرطاج مرورًا من ميناء الإسكندرية، تحادثنا في نبض المجال الإبداعيّ والفكريّ والفنيّ والإعلاميّ طالما هي ابنة هذه الاختصاصات نظريًّا ومعرفيًّا وميدانيًّا في توهج أكاديمي رفيع؛ مما جعلها تتفيأ صفوة الأساتذة والمؤطرين والخبراء والمنشطين وهي تطوف بين المجالس والمنابر والورشات الفكرية والملتقيات الإعلامية والعروض الفنيّة والندوات الإعلامية رافعة مصدحها لتخطب وتخاطب وتلقي وتناقش وتنشط وتحاور في لباقة وهيبة وكاريزما فتشدّ الحاضرين وتسحر المستمعين ديدنها رفعة أخلاقها ورقي معارفها وسمو ثقافتها حتى صار الجميع يشير – تبارك الله – إلى الأستاذة المبدعة: عايدة عيد، بالبنان، وطار اسمها عاليًا على كل لسان وفي كل مكان؛ لأنها بصمت على الإبداع والامتياز وصارت عنوانًا براقًا أضاء من المدرسة اللبنانية الفكرية الراقية ماضيًا وحاضرًا في شتّى الأجناس الأدبيّة والمحامل الفكريّة والموسيقيّة وغيرها، وأستاذتنا: عايدة عيد، أخالها ترتشف قهوة الصباح الفيروزية وهي تكتب أبهى المقالات في شتّى المواضيع التي تنبلج من واقعنا المعيش؛ لتتقمص دور المربية والمعلمة والمرشدة والأمّ طالما نصوصها تكتنز شتّى الدّروس والمواعظ والنّصائح حتى يتعطر القارئ بنصوصها قراءةً وفهمًا وهي تتلألأ في صفحتها الفايسبوكية التي تدعونا باستمرار لنتصفحها ونقرأ جديدها لنتعلم ونفقه من بوابة: “اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد”، ومن معنى: “وما أوتيتم من العلم إلا قليلا”، فما بالك ونحن بكل تواضع نقرّ بأننا نتتلمذ في أحضان المدرسة اللبنانية الإبداعية ولنا علاقة حب وودّ مع نصوص جبران خليل جبران، وميخائيل نعيمة، وإيليا أبو ماضي، ورغم ان المشيب علا مفرقنا فها نحن نفتخر بأننا نتعلم من أستاذتنا: عايدة عيد، ولا نتأخر في أن نكرمها ونهديها من تونس الوطن تحية شكر وإجلال تحملها نسائم البحر الأبيض المتوسط في رحلة بين المغرب والشرق تحت عنوان: “لا الرحلة ابتدأت، ولا الدرب انتهى” لمبدعة في دور الفرد ولكنها تلوح بضمير الجمع؛ لأنها تجمع في إبداعها بين أطراف الوطن العربي من المحيط إلى الخليج.
