د. فاء علي تكتب : السنوار يتصدر المشهد

17

لاشك أن إختيار السنوار خلفٱ لأبو العبد إسماعيل هنية تقبله الله له رمزيته الجوهرية فى أن حركة حماس هى وحدها من تختار رجالها وتتمتع بإستقلالية تامة فى إختياراتها بعيداً عن طهران أو حزب الله فالجهاز الشورى للحركة إختار السنوار بالإجماع
فى ظل كل الظروف والتداعيات وتمت المبايعة على هذا الإختيار إدراكاً من الحركة للمخاطر التى أمامها فى المرحلة المقبلة وأن قانون الإغتيالات الذى يتبعه بنيامين نتنياهو ومجلس حربه الواهى لم ينجح فى كسر شوكة حماس لذلك إختارت أبو إبراهيم لقيادة المكتب السياسى لحركة حماس فهو فارس معركتهم الذى تدرج فى مواقع الحركة مبكراً منذ كان شاباً تتلمذ على يد الشيخ أحمد ياسين رحمه الله

وقضى بالسجون الإسرائيلية ٢٢ عام وعندما إختارته الحركة تدرك طبيعة المعركة التى تدور وأن حماس ماضية فى طريقها وسيواصل السنوار طريقه فهو لم يكن بعيداً عن التفاوض بل أن الأمر كله بالمشورة وسيبقى السنوار مكانه ويذهب فريق التفاوض للتفاوض إذا كان هناك تفاوض

وعلى إسرائيل أن تعيد النظر فى طريقتها وملفاتها فإختيار السنوار هو تكتيك استراتيچى لخبط الخيوط وغير قواعد اللعبة وذهب بعيداً عن تفكيرهم وجعل الغباء الإسرائيلى يظهر جلياً بضرورة إغتيال السنوار والقضاء عليه والغباء لايؤلم صاحبه وإنما يؤلم من حوله
إن الأيام القادمة لايستطيع فيها أحدٱ أن يتنبأ بما يحدث على أرض الواقع المرهون بالتحديات والأهداف الخفية وللحديث بقية

د. وفاء علي
أستاذ الاقتصاد وخبير أسواق الطاقة