استضاف برنامج ” ما وراء الحدث” د ماك شرقاوي المحلل الاستراتيجي وخبير العلقات الدولية للتعليق على خطة بينيت لمواجهة تهديدات ايران في المنطقة ومشروعها النووي، اثناء زيارة واشنطن وفي انتظار لقاء بايدن المرتقب
حيث شدد رئيس الوزراء الإسرائيلي على انه سيعارض المحاولات الامريكية لإعادة العمل بالاتفاق النووي ، وأنه سيستمر بالهجمات الإسرائيلية
السرية على البرنامج النووي الإيراني ، وكذلك سيبحث مع الرئيس الأمريكي الخطوات اللازمة لتحسين التفوق العسكري الإسرائيلي وقضايا أخرى.
حول إمكانية اتفاق الطرفين على مقاربات مشتركة بشأن تلك القضايا ، أ أن هوة الخلاف بينهما سوف تظل واسعة ، وما هو نصيب القضية الفلسطينية من هذه المحادثات .
وفي هذا الاطار قال د ماك شرقاوي :
أعتقد أن العلاقات الأمريكية – الإسرائيلية تتخطى الحاجز الحزبي، كلا الحزبين يدعموا إسرائيل بلا جدال ، وكما نتذكر قانون نقل السفارة الذي صدر عام 1995 صدر بأغلبية ساحقة في مجلسي النواب والشيوخ .
وأضاف أن كل القرارات التي تتعلق بإسرائيل تصدر بأغلبية ساحقة في المجلس ، ولكن الديمقراطيين دائما يضغطوا على الكيان الإسرائيلي لحل الدولتين ، وحلحلة القضية وفقا لما اتفق عليه المجتمع الدولي ، واتفق عليه العرب في مبادرتهم سنة 2002 ، مبادرة الملك عبد الله رحمة الله عليه ، وما استقرت عليه الأمور في المنطقة على مدار سبعين عاما.
وأشار د ماك الى ان بينيت محسوب على اقصى اليمين الإسرائيلي ، وهو يريد بالتأكيد ان يراب الصدع في العلاقات ولكنه يصر على السياسات بل اكثر تشددا من سابقه بنيامين نتانياهو.
واعلانه انه سوف يستمر في الاستيطان يلغي الاتفاق الذي عقدته إسرائيل مع الامارات ومع البحرين والمغرب والسودان ، وشرط هذا الاتفاق كان وقف الاستيطان ووقف مشروع ضم غور الأردن وإلغاء صفقة القرن واعتبارها كأن لم تكن .
وأضاف : أعتقد أنه لا لحل الدولتين ، وانه لن تكون هناك دولة فلسطينية وان لن تكون هناك قنصلية أمريكية في القدس التي كانت موجودة على مدار خمس عقود هو نوع من التشديد ، وهناك ملفات عديدة في هذه الزيارة ملف القضية الفلسطينية ، الملف النووي ، وهناك ملف خفي وهو الملف اللبناني وهو مرتبط بالتأكيد بالملف النووي بعد تصريحات حسن نصر الله بالسفينة القادمة من ايران ، وتحذيره لأمريكا وإسرائيل والعالم كله بعدم الاقتراب من هذه السفينة لأنها أراضي لبنانية ، ومن ثم هناك تصعيد في هذا الملف ، وأيضا ملف غزة ودور مصر المحوري .
وقال : الا سبوع الماضي كان وليم بيرنز رئيس المخابرات الامريكية موجود في القاهرة ، بعدها توجه الى إسرائيل ، وهناك مشاورات على مستوى الامن القومي الأمريكي والامن القومي المصري والامن القومي الإسرائيلي .
وأضاف أن هناك مفاوضات على كيفية المضي قدما ، وهناك زيارة مرتقبة لنفتالي بينيت للقاهرة بدعوة من الرئيس عبد الفتاح السيسي .
وهناك أيضا تمهيد مع الفصائل الفلسطينية ، وهناك صراع اخر يبدأه اليوم يحيى السنوار ، وهذه المظاهرة التي خرجت وقتلت ضابطا إسرائيليا
وقامت بموجبها اربع غارات على غزة ، لتشتعل الأمور اكثر في غزة .
وحول ما اذا كان بينيت سيرجع خالي الوفاق ام سيمنح بعض الامتيازات ، ام انه سيجبر على استئناف مسار السلام ، لان الإدارة الامريكية بصدد التراجع عن بعض ما منح من ترامب لإسرائيل ، وأيضا انها تعرف بوضع الحكومة الإسرائيلية بأنه ائتلاف هش قال د ماك :
ان هناك اعداد الان لاتفاقية أمريكية إسرائيلية للدفاع بموجبها تتعهد الولايات المتحدة الأميركية بأن تدافع عن الكيان الإسرائيلي بكل ما تملك سياسيا واقتصاديا وعسكريا في حال تعرضه للفناء .
وأضاف : هذه معاهدة جديدة يتم الاعداد لها ، وكل الميزانيات الامريكية تعطي بسخاء لإسرائيل ، حتى باراك أوباما كان على خلاف مع بنيامين نتانياهو ، ونتانياهو زار أمريكا ولم يقابل الرئيس أوباما ، وذهب الى الكونجرس الأمريكي والقى كلمة هناك ، ما اعتبر فضيحة دبلوماسية في ذلك الوقت .
وفي ذات العام وفي نهاية حكم باراك أوباما وقع على 38 مليا دولار لإسرائيل بمعدل 3.8 مليار دولار كل عام على مدار عشر سنوات .
وذلك بخلاف 2.5 مليار دولار التي تأخذها إسرائيل بموجب اتفاقية السلام مع مصر ، غير ما يأخذونه بموجب اتفاقية السلام مع الأردن .
رغم أن بنيامين نتانياهو قال أنه لا توجد اتفاقية سلام بينه وبين فلسطين ، هذا كلامك غير حقيقي ، فماذا عن اتفاقية أوسلو 1993
وعدم اعترافه باتفاقية حكومته يمكن ان يسمى “سفه سياسي” فالدولة تلتزم بالاتفاقيات التي وقعتها حكومتها السابقة .
الاتفاقات الإسرائيلية ليست مبنية على الشراكة ولا العلاقات الجيدة وان إسرائيل البنت الصغرى لأمريكا ، كل هذا الكلام غير صحيح
الساسة الامريكان قالو في اكثر من تصريح إسرائيل وفرت على الولايات المتحدة الامريكية عشرات التريليونات من الدولارات ، ومئات الاف من الأرواح
بالحروب التي خاضتها بالوكالة عن الولايات المتحدة الامريكية بالشرق الأوسط.
وعندما تخرج أمريكا من الشرق الأوسط وتتجه شرقا حتى تواجه اعداءها روسيا والصين ، لا بد من تجهيز المكان في الشرق الأوسط ، ومن اهم عناصر التجهيز اتفاقيات السلام التي دعت اليها المؤسسات الامريكية وليس الرئيس ترامب .
وحول كيفية حدوث توافق بين الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني قال د ماك :
سوف يحدث توافق ، واعتقد أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يلعب دورا كبيرا في هذا الموضوع ، واعتقد ان 95 % من الفصائل اليوم جاهزة لمفاوضات مباشرة مع الكيان الإسرائيلي ، لان أمريكا لا يمكن تخرج من الشرق الأوسط ما لم تمهد الأرض للدخول في عملية سلام في منطقة الشرق الأوسط مع الكيان الإسرائيلي .
وفي رده على الملف النووي الإيراني وموقف بايدن من التطورات في المنطقة قال د ماك :
أعتقد أنه بعد سبع جولات في بروكسل دخل الاتفاق النووي في مرحلة النقاش البيزنطي ، الولايات المتحدة الامريكية لن تلغي العقوبات ما لم تقدم ايران أمورا ملموسة على الطاولة ، وايران بعد تولى إبراهيم رئيسي اصبح من المستحيل التنازل ، اصبح اليوم اكثر متشدد في ايران على اقصى اليمين الايراني هو من يرأس المفاوضات .
وأضاف : كانت هناك بعض التوازنات في وجود روحاني وظريف ، اعتقد اليوم الأمور سوف تكون صعبة جدا في بروكسل ، ولا أعتقد أنه سوف يتم الاتفاق مرة أخرى على هذه الشروط ، فبالتأكيد إسرائيل لفي العلن لا تريد الرجوع الى الاتفاق النووي ، ولكن في الخفاء وتحت الطاولة يمكن الوصول الى صيغة للدخول في اتفاق ، كما قال بلينكن وزير الخارجية الأمريكي أنه سوف يشمل الاتفاق إسرائيل والمملكة العربية السعودية
وفيما يلي اللقاء بالفيديو لمزيد من التفاصيل ..