استضاف استديو الات في دبي د ماك شرقاوي لتحليل الأوضاع في أفغانستان الان بعد سيطرة حركة طالبان على عشر ولايات هامة واقتربت من العاصمة كابول وفي سؤال له حول اعلان الولايات المتحدة لخطة لوقف اطلاق النار في أفغانستان
ستقدمها للحكومة الأفغانية ولحركة طالبان وتوقعاته وان كانت فعلا ستنجح في هذا التوقيت قال د ماك :
اعتقد ان الأمور صعبة ، وأمريكا فقدت السيطرة على حركة طالبان ،
وأضاف :
كان هناك العصا والجزرة في مفاوضات الدوحة التي استمرت لأكثر من سبع جولات مفاوضات
ويوجد الان جولة أخرى من المفاوضات ، وحكومة أفغانستان تعرض طلبا لاقتسام السلطة
وفقا لمصدر أفغاني
واعتقد ان الولايات المتحدة بخروجها المفاجئ من أفغانستان بعد عقدين من الزمن ، ولم تنفذ أي من الأهداف الاستراتيجية او الأهداف السياسية من الحملة التي استمرت عشرين سنة، ووجود قوات التحالف الدولي وقوات حلف الناتو ، الخروج من أفغانستان بهذا الشكل هو تسليم لأفغانستان على طبق من فضة لحركة طالبان.
كما سلمت العراق من قبل على طبق من فضة لإيران ، ومن ثم لا أتوقع نجاح خطة الولايات المتحدة الامريكية ، واتوقع التباطؤ في سحب القوات
وتطوير العمليات على الأرض ، وكانت هناك عمليات اسفرت عن مقتل 400 من حركة طالبان الأسبوعين الماضيين
كما يمكن أن تكثف العمليات الجوية التي تمارسها القوات الامريكية الموجودة الى الان في أفغانستان ، ولكن بالتأكيد حركة طالبان سيطرت على 10 من 35 عاصمة للأقاليم الموجودين في المنطقة .
وقاربت على 150 كيلو متر من العاصمة الأفغانية كابول ، وهناك تقرير أنه يمكن ان تسيطر حركة طالبان اذا استمر الامر على ما هو عليه خلال 90 يوم على كابول ، وبالتأكيد هذا يؤرق الكونجرس الأمريكي .
وحول إمكانية نجاح الخطة التي اعلن عنها المبعوث الأمريكي الى أفغانستان ، قال د ماك : لا اعتقد انها ستنجح
لأن تنفيذ الخطة يتطلب وجود قوات على الأرض، فلابد من حفظ الامن بوجود قوات تحفظ هذا الامن ، ولكن اطلاق الأمور على علاتها غير مجد.
وأضاف أنه وجود 300 ألف من جنود القوات الأفغانية أمام 75 ألف من قوات طالبان ، ولكن قوات الجيش الافغاني مهددين في اسرهم وعائلاتهم واقاربهم وذويهم من انتقام جماعة طالبان الإرهابية في الداخل ، ومن ثم يتركون السلاح ويسلمونه ويستسلموا .
وبعد اعدام 22 اعداما ميدانيا ، الجنود الان في مأزق . هل يسلمون السلاح لطالبان، أم سيكون مصيرهم مثل مصير الكوماندوز الأفغان الذين نم اغتيالهم وقتلهم في اعدام ميداني .
وحول ما اذا كانت كابول ليست في خطر داهم وان ما يحدث مجرد دعاية من طالبان قال د ماك :
أعتقد ان العاصمة كابول هي رمز للدولة ، ووجود الحكومة ، ولكن اذا سيطرت حركة طالبان الان على تقريبا ثلثي أفغانستان على الأرض فعلا ، عندما نقول ان كابول في مأمن هذا لا يعني ابدا ان أفغانستان في مأمن .
كابول بها المطار والحكومة والسفارة الامريكية والسفارات الأجنبية، ولكن عندما تصدر الولايات المتحدة قرارا بسحب كافة الرعايا الامريكان ، وتحثهم على الخروج فورا من أفغانستان ، ونفس الموضوع تكرر من أكثر من عاصمة أوروبية ، نستوعب أن هناك أمور ما تجهز على الأرض .
ولكن ما الذي سيحدث على الأرض، هل ستنسحب كل قوات حلف الناتو ، والقوات الامريكية فعلا مع نهاية هذا الشهر ، وهل سوف يستمر الوجود التركي وقوات رجب طيب اردوغان لحماية كابول وفقا للاتفاق والصفقة التي يريد ان يعقدها مع الرئيس بايدن .
هناك أمور لم نستوضحها بعد ، ولكن انا أعتقد ان كابول ليست ببعيدة على حركة طالبان .
كما قال ضيفنا من برلين ، انه لا يمكن السيطرة على أي حرب من الجو ، وفشلت محاولات حسم المعارك من الجو ن لابد من وجود قوات على الأرض ،
اليوم نزل عدد القوات لأقل عدد ممكن ، من 90 الف من القوات الامريكية وقوات التحالف الي اقل من عشرة الاف اليوم وسوف يتناقض هذا العدد تدريجيا مع نهاية هذا الشهر .
وأضاف : لا اعتقد أنه يمكن حماية كابول من دخول حركة طالبان بالعمليات الجوية فقط .
وحول مطالبة الأمم المتحدة لدول الجيران بإبقاء الحدود مفتوحة وإمكانية ذلك قال د ماك أن الدولة الوحيدة التي لا يمكن اغلاق الحدود معها هي باكستان، فالحركة موجودة بقوة في باكستان وأفغانستان ، ومن وجهة نظري أن الولايات المتحدة الامريكية كانت تستطيع القضاء على حركة طالبان في أكثر من محفل، ولكن الت على نفسها أن تبقى طالبان حتى تبقى شرعية وجودها في أفغانستان .
وأشار الى انه بعد اعلان أمريكا استراتيجيتها طويلة الأمد في 2018 في ظل إدارة الرئيس ترامب أنها تتجه شرقا نحو شرق آسيا ، وتواجه اعداءها الأصليين الصين وروسيا، أعتقد أن الولايات المتحدة الأمريكية تريد أن تخلق بؤرة نزاع وبؤرة ساخنة في الفناء الخلفي لإيران وروسيا والصين .
اعتقد أن الولايات المتحدة الامريكية تريد ان تسيطر حركة طالبان على أفغانستان ، وتبحث عن بدائل أرخص وأقل كلفة من الناحية المادية ومن ناحية العتاد في دول الجوار .
حيث تقوم الان بمحادثات مع طاجكستان لوجود قاعدة أمريكية لكي يكون هناك تواجد أمريكي في الفناء الخلفي لروسيا والصين وإيران ، ويكون أقل كلفة مما تكبدته القوات الأمريكية في حربي أفغانستان والعراق ، حوالي 7500 قتيل و50 الف جريح وما لا يقل عن 7 تريليونات من الدولارات .
بايدن يريد كلفة أقل للقوات الأمريكية ، وأيضا يريد أن يحقق استراتيجية خلق الفوضى ، ويرجع الى الفوضى الخلاقة التي ابتكرتها كوندليزا رايس
ولكن هل ستنكوي الولايات المتحدة الامريكية وأوروبا والغرب من مفارخ الإرهاب التي سوف تكون موجودة في أفغانستان ، من وجود القاعدة ووجود داعش ووجود حركة طالبان المصنفة حركة إرهابية في اكثر من دولة .
هذه هي الفاتورة عالية الكلفة التي ستدفع لو استمرت أمريكا والغرب والناتو على هذا النهج ، والخروج بهذا الشكل من أفغانستان بدون حسم المعركة على الأرض قبل الخروج .
شاهد اللقاء بالكامل على هذا الرابط ..